حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم الأربعاء، من أن حرارة الصيف الشديدة والتلوث في جنوب العراق يشيران إلى أن "حقبة الغليان العالمي" قد حلت.
وجاءت تعليقات تورك في ختام زيارة للعراق الذي يعدّ من الأكثر عرضة لآثار التغير المناخي، تناول خلالها ملف حقوق الإنسان مع التركيز على تغير المناخ.
واستغرقت زيارة مفوض الأمم المتحدة 4 أيام التقى خلالها بعدد من القادة، وزار أنحاء في البلاد، بينما بلغت درجات الحرارة أحيانا 50 درجة مئوية.
.@volker_turk ends the first-ever visit by a UN High Commissioner for Human Rights to #Iraq after meeting with authorities, civil society, environmental activists & representatives from the diverse cultural & religious fabric of the country. pic.twitter.com/52U1ksCUCz
— UN Human Rights (@UNHumanRights) August 9, 2023
"عصر الغليان"
وعن زيارته للبصرة المنتجة للنفط في جنوب العراق، قال تورك في مؤتمر صحافي ببغداد: "عند وقوفي في هذه الحرارة الحارقة، ومع استنشاق الهواء الملوث بسبب الكثير من مشاعل الغاز المنتشرة في المنطقة، اتضح لي أن حقبة الغليان العالمي قد بدأت بالفعل".
واستعاد تورك في تعبيره ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الشهر الماضي، عن أن العالم قد دخل في "عصر الغليان"، مضيفًا أنه "هنا في العراق، نعيش ذلك، ونراه كلّ يوم".
وتعقيبًا على كلام غوتيريش، كان مستشار الأمم المتحدة لآثار تغير المناخ والكوارث الطبيعية بدوي رهبان قد صرح لـ"العربي"، أنه على رغم من الجهود الدولية لإبرام اتفاقيات للحد من تأثير التغير المناخي إلا أن الدول عندما تصطدم مصالحها الوطنية بمصالح حماية الكوكب، تتضارب في اتخاذ القرارات.
ورأى رهبان أنه يجب عدم التعويل على الإرادة السياسية وإجراءات الحكومات رغم ضرورتها، إذ يجب الاتجاه نحو إجراءات على مستوى البلدات والقرى، والقطاع الخاص، وحتى على المستويات الفردية.
جفاف الموارد المائية العراقية
وللعام الرابع على التوالي، يواجه العراق البلد الخامس الأكثر تأثّرًا بالتغير المناخي في العالم بحسب الأمم المتحدة، موجة جفاف قاسية.
فقد أدى تراجع هطول الأمطار إلى جانب سوء إدارة الموارد المائية إلى جفاف مستمر منذ سنوات، وقالت وزارة الموارد المائية إن مستويات المياه هذا العام وصلت إلى أدنى مستوياتها المسجلة.
كما تراجع منسوب المياه في نهري العراق الرئيسيين دجلة والفرات، وأصبح أقل من أن يحافظ على الزراعة التي ازدهرت على ضفافهما سابقًا.
وقال تورك: "ما يحدث هنا هو نافذة على مستقبل قادم الآن لأجزاء أخرى من العالم إذا واصلنا الفشل في الاضطلاع بمسؤوليتنا في اتخاذ إجراءات وقائية ومخففة لحدة تغير المناخ".
التعرض لناشطين بيئيين
في السياق، جعل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من مكافحة التغير المناخي واحدة من "أولويات" حكومته، لكن ناشطين بيئيين يحذرون من ضعف التحرّك في هذا الصدد.
وخلال مؤتمر صحافي في بغداد الأربعاء، أعرب تورك عن قلقه من "معلومات تفيد بأفعال عنف وترهيب وتهديدات بالقتل" ضدّ هؤلاء الناشطين.
ومن بين هؤلاء جاسم الأسدي، وهو ناشط بيئي منخرط في العمل على الحفاظ على أهوار جنوب البلاد، تعرّض للخطف من قبل مجهولين لمدّة أسبوعين في فبراير/ شباط المنصرم، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.