الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

بعد قصف محيط المستشفيات.. رعب بين المرضى والنازحين في غزة

بعد قصف محيط المستشفيات.. رعب بين المرضى والنازحين في غزة

شارك القصة

مستشفيات غزة تحت القصف الإسرائيلي - رويترز
مستشفيات غزة تحت القصف الإسرائيلي - رويترز
يستهدف الطيران الإسرائيلي محيط عدد من مستشفيات غزة فضلًا عن المنازل المجاورة، فيما استهدف طيران الاحتلال مستشفى الصداقة بشكل مباشر.

أفادت مصادر طبية أن الطيران الإسرائيلي جدد ليل الإثنين الثلاثاء، قصفه لمحيط عدد من المستشفيات في قطاع غزة، والتي نزح إليها آلاف المدنيين للاحتماء من القصف الإسرائيلي.

فقد استهدف الطيران الإسرائيلي منازل في محيط مستشفى الإندونيسي شمال القطاع، وأخرى في محيط مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر غرب مدينة غزة، ومحيط مستشفى غزة الأوروبي جنوب القطاع، ومحيط مستشفى الصداقة التركي، وفق ما أكّدت المصادر لوكالة "وفا" الفلسطينية.

توازيًا، شهد مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع انقطاعًا متكررًا في التيار الكهربائي، بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات.

وتزعم إسرائيل أن "حماس" تستخدم المستشفيات لإخفاء أسلحتها ومقاتليها، لكنّ الحركة نفت ذلك بشدّة.

الرعب يخيم على مستشفى القدس

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني فجر اليوم الثلاثاء أنّ الجيش الإسرائيلي قصف مواقع شمال غزة قريبة جدًا من مستشفى القدس التابع له. 

ونشرت الجمعية بيانًا على منصّة "إكس" قالت فيه: "قصف مدفعي وجوي متواصل على منطقة تل الهوى في غزة حيث يقع مستشفى القدس.. المبنى يهتزّ، والمدنيون النازحون والطواقم العاملة يشعرون بالخوف والهلع".

وسبق للهلال الأحمر أن أعلن عن تعرّض نفس المنطقة لقصف مماثل مساء الأحد الفائت، بعد تلقي إدارة المركز الصحي تهديدات شديدة اللهجة من قوات الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء الفوري للمستشفى.

ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس هذه الدعوة بأنّها "مثيرة للقلق العميق"، مؤكّدًا أنّه من المستحيل إخلاء مستشفى دون تعريض حياة المرضى للخطر.

وبالإضافة إلى المرضى، يؤوي مستشفى القدس 14 ألف نازح لجأوا إليه هربًا من القصف الإسرائيلي، وفقاً للهلال الأحمر.

قصف عمارة سكنية في محيط مستشفى القدس - رويترز
قصف عمارة سكنية في محيط مستشفى القدس - رويترز

أما في مستشفى الشفاء، فقد كشف الدكتور محمد أبو سلمية مدير المستشفى في حديث إلى "العربي"، أن المشفى دخل وضعًا حرجًا وفي حال عدم إدخال الأدوية بشكل عاجل سيموت الجرحى.

وأكد أبو سلمية أن الطواقم الطبية مستمرة في العمل في المستشفى على الرغم من التهديدات الإسرائيلية بشن هجوم عليه.

وأشار إلى أن في حالة تعرض مستشفى الشفاء للقصف من قبل القوات الإسرائيلية، سيكون لهذا تأثير كبير على قطاع غزة بأكمله، خاصة مع وجود نقص كبير في مستلزمات الرعاية الصحية والوقود اللازم لتشغيل المولدات، لافتًا إلى أن الاحتياطات المخزونة غير كافية لأكثر من 48 ساعة مقبلة.

استهداف مستشفى الصداقة

بدوره، نقل مدير عام مستشفى الصداقة التركي في حديث مع "العربي"، وجود حالة من الهلع بين المرضى بسبب القصف المتواصل في محيط أسوار المستشفى.

وتابع المدير العام صباح اليوم: "لم نتلق إنذارًا بالإخلاء ولم نتوقع استهداف المبنى بشكل مباشر"، مناشدًا الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية بالتدخل "لوقف قتل المرضى على أسرّة العلاج".

فقد كشف مدير مستشفى الصداقة التركي لـ"العربي" أن القصف الإسرائيلي تسبب بدمار واسع وعطل شبكة الأوكسجين عن المرضى، وأن المستشفى لم يعد قادرًا على تأمين الخدمات الطبية بعد الدمار الذي أصاب بعض أقسامه.

كما تسببت الأضرار في المستشفى بإخراج المرضى من غرف العلاج، ورغم ذلك تستمر الطواقم الطبية بواجبها الإنساني بما لديها من إمكانيات، وفق ما أكّد المدير العام.

وتعرض الطابق الثالث والأخير من مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني لقصف الطيران الإسرائيلي أمس الإثنين، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة.

وكانت تركيا قد ندّدت "بأشدّ العبارات" بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف أمس الإثنين المستشفى في قطاع غزة الذي تموّله أنقرة.

وقالت وزارة الخارجية التركية: إنّ "الحصار وهذه الهجمات اللاإنسانية، التي تهدف لحرمان الفلسطينيين في غزة من أبسط حقوقهم الأساسية، تنتهك بوضوح القانون الدولي".

مستشفيات غزة لا تعمل

في السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 34% من مستشفيات غزة لا تعمل، و65% من مراكز الرعاية الصحية الأولية مغلقة.

هذا وتسبب القصف الإسرائيلي باستشهاد 124 من الكوادر الصحية، وجرح أكثر من 100، بينما تضررت 50 مركبة إسعاف، بينها 25 تعطلت عن العمل بشكل كامل، كما تم إغلاق 12 من أصل 35 مستشفى بالقطاع.

كذلك توقف 46 مركز رعاية صحية من أصل 72 عن العمل جراء القصف ونفاد الوقود، في حين طالب الاحتلال 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة.

ووسط كل ذلك، يعاني القطاع الصحي في غزة من نقص حاد في الأدوية والمعدات والكوادر اللازمة لعلاج الأعداد الكبيرة من الجرحى، إضافة للانخفاض الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، حيث يتم إجراء عمليات جراحية بدون تخدير وعلى ضوء الهواتف.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close