Skip to main content

بعد كمائن المقاومة في جنين.. ما هي سيناريوهات الرد الإسرائيلي؟

الإثنين 19 يونيو 2023

تعرّضت قوات الاحتلال الإسرائيلي لضربة موجعة أثناء توغلها في مدينة جنين ومخيمها لتنفيذ عملية اعتقال كان من المفترض أن تكون روتينية.

لكن المقاومة الفلسطينية في المدينة فاجأت جنود الاحتلال ومستعربيه بكمائن لم تكن في الحسبان. فقد فجّرت عبوات ناسفة بآليات ثم أمطرتهم بوابل من الرصاص. 

وأسفرت عملية الاقتحام عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة العشرات. كما اعترف جيش الاحتلال بإصابة 7 من جنوده بجراح تتراوح بين الطفيفة والمتوسطة. واعترف بإعطاب بين 5 و7 آليات استغرق سحبها ساعات طويلة. 

"الأباتشي" لأول مرة منذ 20 عامًا

وكانت الاشتباكات مع عناصر كتيبة جنين التي تبنّت الهجمات صعبة ومعقدة. وقد دفعت الاحتلال لاستخدام طائرات مروحية من نوع "أباتشي" في قصف بعض المواقع لأول مرة منذ أكثر من 20 عامًا. 

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه سيحقق في ما حدث ويستخلص الدروس والعبر من العملية العسكرية التي دامت نحو 10 ساعات. 

ولا يمكن أن تكتمل قراءات المسؤولين العسكريين والسياسيين الإسرائيليين لأحداث جنين من دون النظر إلى سياقها العام أي التطور النوعي في عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وبروز كتائب مسلحة مثل "كتيبة جنين" و"عرين الأسود" إضافة إلى العمليات الفردية غير المنظمة. 

ودفع هذا الواقع بعض الساسة الإسرائيليين وعلى رأسهم وزير المالية المتطرف بتسائيل سموتريتش إلى المطالبة بشن هجوم عسكري واسع على الضفة الغربية ولا سيما في المناطق الشمالية بهدف استعادة ما يوصف بـ"الردع". 

فشل استخباراتي إسرائيلي

وفي هذا السياق، يعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي "أن الاحتلال قام اليوم بعملية إجرامية وشن حربًا على شعب تحت الاحتلال وهو عمل لا ترتكبه إلّا أنظمة فاشية".

ويلفت في حديث إلى "العربي" من رام الله إلى أن الاحتلال استخدم طائرات "أباتشي" وطائرات "أف 16" ومدرعات عسكرية ثقيلة وهو ما لم يحدث منذ الانتفاضة الثانية. 

لكن البرغوثي وصف المقاومة التي واجهت هجوم الاحتلال "بالباسلة". وقال: "الشعب الفلسطيني بأسره يشعر بالفخر والاعتزاز بأداء هؤلاء المقاومين الذين رغم التفاوت الهائل بالقدرات والأسلحة استطاعوا أن يتصدوا لهذا العدوان الإسرائيلي". 

وإذ يشير إلى أن الثمن كان باهظًا باستشهاد 5 فلسطينيين لكنه اعتبر أن الاحتلال دفع ثمنًا باهظًا أيضًا بإصابة جنوده وحتى طائرة الأباتشي برصاص المقاومة. 

ويرى البرغوثي أن ما حدث في جنين يدل على فشل استخباراتي كامل للاحتلال إضافة إلى ارتباكه.

استبعاد سيناريو الاجتياح الشامل

من جهته، يشير الباحث المتخصص في الشؤون الإسرائيلية إيهاب جبارين إلى أن "إسرائيل منذ عام 2002 وحتى الآن لم تجرؤ على القيام بعملية اجتياح شاملة داخل الضفة الغربية، بل ما تقوم به هو حروب استنزاف وحروب شوارع".

ويعتبر في حديثه إلى "العربي" من حيفا، أن ذلك يعود إلى أن ما أرادته في عام 2002 هو عزل البعد الجغرافي والسياسي والأمني للضفة الغربية وضرب السلطة الفلسطينية من جهة ورسم علاقة جديدة بين السلطة ودولة الاحتلال بعد اتفاق أوسلو.

ويرى جبارين أن المناخ السياسي الحالي داخل الضفة الغربية لا يشكل أي تهديد مباشر لإسرائيل بقدر ما يفعل البعد الأمني. 

كما يوضح أن عدد المستوطنين كان في عام 2002 نحو 200 ألف وقد تضاعف هذا الرقم الآن حيث تعلم إسرائيل أن المستوطنين يشكلون أهدافًا متنقلة داخل الضفة.

ويقول إنّ "هذا الأمر يجعل إسرائيل تعيد التفكير بشكل أعمق في كل ما يخص الاجتياح"، مضيفًا أن "مشاهد الآليات الإسرائيلية المعطلة هو أنموذجًا لما يمكن أن ينتظر إسرائيل في مثل هذا السيناريو".

إعطاب أكثر من آلية عسكرية للاحتلال عند اقتحامه مدينة جنين ومخيمها - غيتي

أمر "بشع وصادم"

وحول الانتهاكات التي تقوم بها قوات الاحتلال، تشير المديرة التفيذية لمنظمة "الديمقراطية الآن للعالم العربي" سارة ليا واتسون، إلى أن الهجوم الإسرائيلي واستخدام المروحيات في مناطق مدنية "أمر محزن، لكنه يأتي في إطار نمط عام  للهجمات العشوائية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية على المدنيين الإسرائيليين". 

وتعتبر واتسون أن السلطات الإسرائيلية ترى أن من حقها استخدام الآليات الثقيلة ضد المدنيين.

وقالت في حديثها لـ"العربي" من نيويورك: "يزعمون أنهم يقومون بهذه الهجمات للبحث عن شخصين، لكن هذا أمر بشع وصادم وللأسف يأتي في الوقت الذي تقوم فيه إدارة بايدن بالترويج لإسرائيل في الشرق الأوسط بأسره". 

المصادر:
العربي
شارك القصة