السبت 14 Sep / September 2024

بعد لقاء بوتين وأردوغان.. هل ستطوي تركيا وروسيا صفحة الفتور؟

بعد لقاء بوتين وأردوغان.. هل ستطوي تركيا وروسيا صفحة الفتور؟

شارك القصة

"للخبر بقية" يناقش تأثير قمة الرئيسين الروسي والتركي على مستقبل العلاقات بين البلدين (الصورة: غيتي)
أكد الرئيسان الروسي والتركي خلال لقائهما في سوتشي على ازدهار العلاقة بين البلدين، رغم ما يظهر من فتور يؤججه الملف الأوكراني.

بعد الكثير من الجدل والتضارب في التصريحات بشأن تحديد موعد القمة، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مدينة سوتشي الروسية.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك، طغت الأزمة الأوكرانية وتداعياتها على مواقف الزعيمين، حيث دافع بوتين عن مواقف بلاده وقال: "إن بلاده أُجبرت على الخروج من اتفاقية الحبوب بسبب عقوبات الدول الغربية". 

في المقابل، شدّد أردوغان على ضرورة العمل على نموذج دائم لاستمرار اتفاقية البحر الأسود لتصدير الحبوب والعمل على إنهاء الحروب والخلافات في المنطقة لتأسيس ما سمّاه أردوغان سلامًا عالميًا.

فتور العلاقة بين روسيا وتركيا

وإن أشاد الرئيسان الروسي والتركي خلال القمة بتطور علاقتهما وازدهارها، إلّا أن الحالة لا تبدو كذلك في ظل مؤشرات على دخول العلاقات بين موسكو وأنقرة مرحلة الفتور.

ومن بين تلك المؤشرات، زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي لتركيا في يوليو/ تموز الماضي، وسماح أنقرة بعودة قادة جماعة آزوف القومية الأوكرانية إلى بلادهم. وقد أثارت هذه الخطوات امتعاض موسكو التي وصفتها بطعنة في الظهر. 

ويضاف إلى ما سبق موافقة تركيا على إحالة ملف عضوية السويد في حلف الناتو إلى البرلمان.  وعلى الرغم من كل مؤشرات الفتور، حاولت أنقرة وهي ثاني أكبر قوة عسكرية في حلف الناتو، الحفاظ على علاقة متوازنة مع الغرب من جانب ومع روسيا من جانب آخر.

ورفضت تركيا الانخراط في العقوبات الغربية على روسيا، بل هدّأت من حدّة تصريحاتها ومواقفها تجاه موسكو رغم إدانة الحرب.

كما انخرطت في وساطة بين جارتيها في الضفة الأخرى من البحر الأسود؛ لكن العلاقة مع أنقرة تظلّ محل تنازع روسي غربي وسط حرص كل طرف على استمالتها نظرًا لحجم ونوع الملفات التي تنخرط فيها.

رسالة إلى العواصم الغربية

في هذا السياق، اعتبر كبير الباحثين في مركز "سيتا" للدراسات وأستاذ العلاقات الدولية مراد أصلان أن قمة سوتشي تثبت جودة العلاقات والتواصل بين أنقرة وموسكو، لأن بوتين لا يتواصل مع أي رئيس غربي.

وقال في حديث إلى "العربي" من أنقرة: "التواصل اليوم معنوي على الأقل لإرسال موقف إلى العواصم الغربية"، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الدولتين تتعلق بالحرب الأوكرانية.

ولفت أصلان إلى دور تركيا في الملفات الاقتصادية وملف الطاقة. وأضاف: "هناك أيضًا توقع من المجتمع الدولي بالحصول على بديل عن اتفاق الحبوب الذي خرجت منه روسيا".

كما أوضح أصلان أنه كان من المخطط أن يزور بوتين تركيا، لكن حالت أسباب دون إتمام هذه الزيارة، أهمها قرار المحكمة الجنائية الدولية الذي يحتم على بوتين عدم مغادرة بلاده.

علاقة متذبذبة تحكمها المصالح

من جهته، رأى الأكاديمي والباحث السياسي رولاند بيغاموف أن العلاقة بين تركيا وروسيا تشهد تجاذبًا ولا تتبع خطًا مستقيمًا، معتبرًا أن فترة الفتور المؤقت قد انتهت.

وفي حديث إلى "العربي" من موسكو، لفت بيغاموف إلى أن العلاقة بين الرئيسين بوتين وأردوغان متينة جدًا، وقد أثبت الرجلان مرة جديدة أن لديهما القدرة على حلّ جميع الأزمات التي نشأت في الفترة الأخيرة.

وقال: "السياسة هي المصالح ومن مصلحة روسيا أن تستمر العلاقة مع تركيا ورئيسها أردوغان".

موقف الاتحاد الأوروبي 

بدورها، أكدت المتخصصة في الشؤون الأوروبية ليلى حداد أنه في السياسة تأتي المصالح أولًا والصداقة ثانيًا، مشيرة إلى أهمية لقاء بوتين وأردوغان.

وقالت في حديث إلى "العربي" من بروكسل: "أنا لا أعتبر أن تركيا دولة غربية بل هي عضو من أقدم الأعضاء في الناتو".

كما لفتت حداد إلى أن بوتين يدرك النفوذ الذي يمتلكه باستخدام الغذاء كسلاح اقتصادي لكي يحصل على التنازلات التي يريدها.

وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يعتبر أن أردوغان قد يلعب دور الوسيط مع روسيا كما فعل، لكن في الوقت نفسه لا تريد دول الاتحاد لأردوغان أن يصبح أقوى منها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي