يصل الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأربعاء إلى إسرائيل لإبداء الدعم للحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو بعد عملية "طوفان الأقصى"، التي قادتها كتائب القسام ضد مواقع عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
وكان من المفترض أن يزور بايدن الأردن لحضور قمة رباعية بمشاركة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي، لكنّ تلك القمة ألغيت في أعقاب مجزرة مستشفى العمداني في غزة.
"غضب وحزن" بعد قصف مستشفى المعمداني
وتعليقًا على هذه المجزرة، قال بايدن إنه وجه فريقه الخاص بجمع المعلومات حول ملابسات قصف مستشفى المعمداني بقطاع غزة، والذي خلف أكثر من 500 شهيد فلسطيني بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
وأثار قصف المستشفى إدانات شديدة في عواصم عديدة، مع اتهامات للمجتمع الدولي بالتواطؤ مع إسرائيل، ودعوات إلى ضرورة توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وقال بايدن في تدوينة بحسابه على "إكس": "أشعر بالغضب والحزن العميق إزاء الانفجار الذي وقع في المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، وما نتج عنه من خسائر فادحة في الأرواح".
وأضاف: "فور سماعي بهذه الأخبار، تحدثت مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأصدرت توجيهات لفريق الأمن القومي الخاص بي لمواصلة جمع المعلومات حول ما حدث بالضبط"، حسب قوله.
زيارة "تضامن" مع تل أبيب
وشدد بايدن في تدوينته على أن بلاده "تؤيد بشكل لا لبس فيه حماية حياة المدنيين أثناء الصراع"، مضيفًا: "نحن نحزن على المرضى والعاملين الطبيين، وغيرهم من الأبرياء الذين قتلوا، أو جرحوا في هذه المأساة".
ومن المقرر أن يصل الرئيس الأميركي إلى تل أبيب الساعة العاشرة صباحًا بتوقيت القدس، في زيارة تستغرق 5 ساعات يلتقي خلالها الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، ورئيس الوزراء نتنياهو الذي كان دعاه للقيام بهذه الزيارة "تضامنًا مع إسرائيل"، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
كما أعلن الأردن مساء الثلاثاء أنه قرر إلغاء القمة الرباعية التي كانت مقررة، اليوم في عمان، بمشاركة بايدن والرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى العاهل الأردني بعد قصف إسرائيل لمستشفى المعمداني.
وكان من المتوقع أن يتوجه بايدن من تل أبيب إلى عمان لاحقًا، قبل أن يعلن البيت الأبيض إلغاء الزيارة، تزامنًا مع التظاهرات المنددة بالدعم الأميركي لتل أبيب، والتي شهدتها سفارات الولايات المتحدة في عدد من البلدان العربية والغربية، بعد المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل.
وعملت الولايات المتحدة على دعم إسرائيل بمعدات وذخائر وعززت قواتها في منطقة الشرق الأوسط بعد عملية "طوفان الأقصى" التي أسفرت عن مقتل نحو 1300 إسرائيلي، بحسب المصادر العبرية الرسمية.
ما هي أهداف زيارة بايدن إلى إسرائيل؟
من جانبه، توقع الكاتب السياسي جهاد حرب، أن يكون هناك تغيير شكلي لا جوهري في الموقف الأميركي من العدوان المتواصل على الفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك رغم الأصوات المنددة بالموقف من هذا العدوان داخل الولايات المتحدة.
ويقول حرب في حديثه إلى "العربي" من رام الله، إنّ ذلك ينطلق من المقاربة الأميركية وتحالف واشنطن الإستراتيجي مع إسرائيل، الذي يثبته "الفيتو" الدائم الذي يستخدم في مجلس الأمن الدولي لصالح تل أبيب.
ويعتبر أن أهداف زيارة بايدن إلى تل أبيب تكشف حقيقة الموقف الأميركي، كونها تناقش الخطط الإسرائيلية ما بعد "السيطرة أو احتلال قطاع غزة".
ويرى أن بايدن يريد من زيارته "توجيه رسالة إلى جميع الدول بأنه يستمر في دعمه غير المحدود لإسرائيل، بالإضافة إلى ضمان استمرار الدعم لتل أبيب".
ويشير إلى أنّ آخر أهداف هذه الزيارة هو مناقشة مسألة استعداد إسرائيل السماح بدخول مساعدات غذائية إلى قطاع غزة.
وتواصل إسرائيل لليوم الحادي عشر شن غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
