أعلنت السلطات الروسية، فجر اليوم الأربعاء، أنّ دفاعاتها الجوية أسقطت مُسيّرتَين أوكرانيّتين كانتا متّجهتين إلى موسكو، وذلك في وقت تزداد الهجمات من هذا النوع على العاصمة الروسيّة.
وجاء هذا الهجوم الذي أبلغت عنه موسكو، بعد يومين على ضربتَين صاروخيّتَين روسيّتَين أسفرتا عن تسعة قتلى في بوكروفسك بشرق أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسيّة عبر تلغرام "إحباط محاولة هجوم فوق أراضي منطقة موسكو" شنّتها كييف "باستخدام طائرتين بلا طيّار". وأضافت: "الدفاع الجوّي دمّر مسيّرتَين. ليس ثمة أيّ قتيل، أو أضرار في أعقاب هذا الهجوم الإرهابي الذي تمّ إحباطه".
ووفقًا لرئيس بلديّة موسكو سيرغي سوبيانين، أُسقِطت إحدى المسيّرتين "في منطقة دوموديدوفو" جنوبي العاصمة، والثانية "في منطقة طريق مينسك السريع". وأشار عبر تلغرام إلى أنّ المسيّرتين حاولتا دخول أجواء المدينة، لافتًا إلى أنّ خدمات الطوارئ موجودة في مكان الواقعة.
There was an attempt to fly two combat drones to Moscow. Both shot down by air defense. One in the Domodedovo area, the second in the Minsk highway area. pic.twitter.com/uerpX5wZvZ
— Abhijeet Tripathi (@AbhiNationalist) August 9, 2023
حرب "المسيرات"
وازدادت خلال الأسابيع الأخيرة هجمات المسيّرات الأوكرانيّة على الأراضي الروسيّة، وهي غالبًا ما تستهدف موسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا.
وقالت روسيا الإثنين إنّها أسقطت مسيّرة أوكرانية في منطقة كالوغا، على بُعد أقلّ من 200 كيلومتر في جنوب غرب موسكو، بعد أنّ دمرت سبع مسيّرات أخرى الخميس في المنطقة نفسها. وكان سوبيانين قد أعلن أنّ قوّات الدفاع الجوّي أسقطت مسيّرة في أجواء منطقة العاصمة.
ووفقًا للسلطات، شهدت موسكو الأسبوع الماضي هجمات عدّة بمسيّرات، بما في ذلك هجوم ألحق أضرارًا بمبنى تجاري في حيّ للأعمال استُهدف مرّتين خلال أيّام.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حذر موسكو في 30 يوليو/ تموز، من أنّ "الحرب تعود تدريجًا إلى أرض روسيا" وتطال "مراكزها الرمزيّة وقواعدها العسكريّة"، معتبرًا أنّ "هذا مسار لا مفرّ منه وأنّه طبيعيّ وعادل تمامًا".
قتلى وجرحى في قصف صاروخي روسي على مدينة بوكروفسك شرقي #أوكرانيا تقرير: فاتن اللامي pic.twitter.com/yvuJ4YFZ9I
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 8, 2023
واتهمت كييف الجيش الروسي باستهداف المدنيين، في بوكروفسك الذي قالت موسكو إنها هاجمت فيها مركزًا للقيادة العسكريّة، لكن زيلينسكي أعلن عن سقوط 9 قتلى وإصابة 82 آخرين من المدنيين في هذا القصف.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: "في منطقة بلدة كراسنوارميسك (الاسم السوفيتي لبوكروفسك) تعرّض مركز قيادة متقدّم لفوج خورتيتسيا الأوكراني للقصف". في المقابل، قال الناطق باسم مركز القيادة في شرق أوكرانيا سيرغي تشيريفاتي لوكالة فرانس برس: "هذه كذبة".
"مجزرة" بوكروفسك
ومساء الإثنين، سقط صاروخان على مبانٍ في وسط منطقة بوكروفسك، التي كان عدد سكّانها يبلغ 60 ألف نسمة قبل بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا وتقع على بُعد نحو أربعين كيلومترًا من الجبهة.
وتضرّرت عشرات المباني التي تضمّ فندقًا ومقاهي ومتاجر أخرى، وشققًا ومكاتب وفق ما قال رئيس الإدارة العسكريّة لمنطقة دونيتسك في أوكرانيا بافلو كيريلينكو. إلا أنّ مبنى سكنيًا من خمس طبقات كان الأكثر تضرّرًا من جرّاء الضربة الأولى فيما كان فندق دروجبا المجاور الأكثر تضرّرًا في الثانية.
يأتي ذلك في وقت تتكثف الهجمات الروسية، مع تأكيد موسكو الإثنين، أنها تقدّمت نحو مدينة كوبيانسك في شرق أوكرانيا على بُعد 150 كيلومترًا شمال بوكروفسك، في منطقة استعادتها القوات الأوكرانية في سبتمبر/ أيلول الماضي، تواجه هجومًا روسيًا منذ أسابيع عدة.