أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن على ضرورة توحيد الأميركيين المنقسمين بعد محاولة اغتيال تعرض فيها منافسه الجمهوري دونالد ترمب للإصابة في أثناء تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا.
وقال بايدن في كلمة ألقاها بالمكتب البيضاوي في البيت الأبيض: إن إطلاق النار على ترمب "يدعونا جميعًا إلى التروي.. ولحسن الحظ أن ترمب لم يصب بجروح خطيرة".
لا مكان للعنف
ولفت بايدن إلى أنه لا يوجد في أميركا مكان للعنف ولا يمكن أن يكون العنف في البلاد عاديًا، معتبرًا أن السياسة لا يجب أن تكون ساحة قتال ويجب أن يكون الجدل سلميًا. ورأى أن الولايات المتحدة تواجه مرحلة اختبار وأن الرؤى المختلفة تحل سلميًا وليس عن طريق العنف.
وكانت هذه هي المرة الثالثة التي يستخدم فيها بايدن المكتب البيضاوي الرسمي للتعليق على قضايا ذات أهمية كبرى للأميركيين منذ توليه السلطة في عام 2021.
ويتيح ظهور بايدن في المكتب البيضاوي له تسليط الضوء على قوة شاغل المنصب، وهي صورة رمزية مهمة في الوقت الذي يتصدى فيه لمساعي بعض أعضاء حزبه الديمقراطي الذين يطالبون الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا بالتنحي عن خوض انتخابات الرئاسة بسبب مخاوف من افتقاره إلى القدرة الذهنية.
ورغم أن العنف المسلح يعد حقيقة من حقائق الحياة في الولايات المتحدة فإن العنف السياسي أمر نادر للغاية.
حملة بايدن تتخذ مسارًا جديدًا
وفي أعقاب إطلاق النار على ترمب، الرئيس السابق الذي يعتبره بايدن تهديدًا للديمقراطية الأميركية إذا انتُخب في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، يحاول بايدن وفريقه رسم مسار جديد لحملته.
فقد ألغت الحملة الهجمات اللفظية على الرئيس السابق للتركيز بدلًا من ذلك على المستقبل.
وبعد ساعات من إطلاق النار خلال التجمع الانتخابي لترمب بدأت حملة بايدن في وقف الإعلانات التلفزيونية وتعليق الاتصالات السياسية الأخرى.
بايدن يحاول جمع الأميركيين
وفي هذا السياق، يرى الباحث في الشأن الأميركي، خالد الترعاني، أن خطاب بايدن هو "خطاب الرئيس الأب للأميركيين الذي يريد أن يربت على كتف أميركا ويقول إنها ستكون بخير"، وفق قوله.
ويعتبر الترعاني، في حديثه إلى "التلفزيون العربي" من أوهايو، أن مضمون خطاب بايدن كان متوقعًا، حيث كان من المتوقع أن يضع بايدن الخلافات السياسية بينه وبين ترمب جانبًا محاولًا جمع الأميركيين معًا.
وتعليقًا على تصريحات ترمب بعيد محاولة اغتياله، والتي قال فيها إن "الله وحده منع حدوث ما لا يمكن تصوره"، يصف الترعاني ترمب بأنه شخص متمحور حول ذاته بطريقة مرضية، رغم أن ما قاله "صحيح".
ويشير إلى أن نوابًا وأعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ يعتبرون أن بايدن وحملته الانتخابية التي اتهمت ترمب بالفاشية دفعت بمحاولة الاغتيال.
لكن الترعاني يلفت إلى أن هذه الاتهامات ليست جديدة لترمب، مستذكرًا أحداث هجوم مؤيديه على الكونغرس في يناير/ كانون الثاني 2021.
كما يعتبر الباحث في الشأن الأميركي أن انتخاب ترمب رئيسًا جديدًا للولايات المتحدة يهدد الديمقراطية ويضعف مكانة أميركا في العالم، لافتًا إلى أن احتمالية فوز ترمب قبل محاولة الاغتيال كانت عالية جدًا، وقد عززت هذه المحاولة من فرصه بالنجاح، حيث ستُستخدم صورة ترمب الأيقونية والدم يقطر من وجهه في حملته الانتخابية.
وفي المقابل، يرى الترعاني أن ارتفاع أسهم ترمب سيزيد من الدعوات لبايدن للتنحي، فيما لا يزال أمام الديمقراطيين متسع من الوقت لترتيب بيتهم الداخلي.