تلقت وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان انتقادات الخميس بعد أن اتهمت الشرطة بازدواجية المعايير تجاه من وصفتهم "بالغوغاء المؤيدين للفلسطينيين" قبل مسيرة مشحونة سياسيًا في "يوم الهدنة".
وكانت الشرطة قد أعلنت أنها لا تستطيع قانونيًا منع مسيرة مقررة السبت لدعم الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي مستمر منذ أربعة وثلاثين يومًا.
واعتبر رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك تنظيم تظاهرة في ذكرى "يوم الهدنة" الموافق 11 نوفمبر/ تشرين الثاني، اليوم الذي تكرّم فيه البلاد الجنود الذين قتلوا في الحربين العالميتين، أمرًا "استفزازيًا ومعيبًا"، وفق وصفه.
وأفاد قائد شرطة العاصمة مارك راولي بأن المسيرة التي نظّمها "ائتلاف أوقفوا الحرب" لا تستوفي بالحد الأدنى الشروط التي يتطلبها منع تنظيمها.
وأوضح راولي أن فرض منع من هذا النوع هو أمر "نادر تمامًا" ويعد "ملاذًا أخيرًا" عند وجود خطر كبير بوقوع اضطرابات.
"تعليقات الوزيرة مبالغ فيها"
وكتبت برافرمان في صحيفة "التايمز" الخميس انتقادات لاذعة لتصرفات شرطة العاصمة ضد مجموعات مختلفة.
وقالت: "يقابَل المتظاهرون اليمينيون والقوميون الذين ينخرطون في أعمال عدائية برد صارم، لكن الغوغاء المؤيدين للفلسطينيين الذين يظهرون سلوكًا متطابقًا تقريبًا يتم تجاهلهم إلى حد كبير، حتى عندما يقومون بمخالفة القانون بشكل واضح". ووصفت يرافرمان هذه التظاهرات سابقًا بأنها "مسيرات كراهية".
وأكدت أنها لا تعتقد بأن هذه التظاهرات "مجرد صرخة استغاثة لغزة".
ووفقًا للوزيرة فإنها تعتقد أن هذه المسيرات تتعلق أكثر بما وصفته بـ"تأكيد الأولوية من قبل مجموعات معينة ـ وخاصة الإسلاميين".
وتابعت "هناك تصور بأن كبار ضباط الشرطة يفاضلون عندما يتعلق الأمر بالمحتجين" مشيرة "تحدثت مع ضباط شرطة حاليين وسابقين، وأشاروا إلى هذا المعيار المزدوج".
ورأى توم وينسور، الذي شغل سابقًا رئيس هيئة مراقبة في الشرطة أن تعليقات الوزيرة مبالغ بها وتتعارض مع مبدأ استقلالية الشرطة.
وقال لإذاعة "بي بي سي": إن "هذا أمر غير عادي وغير مسبوق. ويتعارض مع روح التسوية الدستورية القديمة مع الشرطة"، مضيفًا: "عبر الضغط على مفوض شرطة العاصمة بهذه الطريقة، أعتقد أن هذا يتجاوز الحدود".
"سوناك لم يوافق على المقال"
من جانبها، اعتبرت إيفيت كوبر، المتحدثة باسم الشؤون الداخلية لحزب العمال المعارض أن برافرمان "خرجت عن السيطرة"، خاصة بعد تصريحاتها مؤخرًا عن أن العيش بلا مأوى خيار لنمط الحياة، وقولها بإن التعددية الثقافية فشلت.
وفي وقت لاحق من اليوم الخميس، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه لم يوافق على المقال الصحافي الذي كتبته وزيرة الداخلية سويلا برافرمان.
ولفت المتحدث إلى أنه "لم يوافق... على المقال" مشيرًا بذلك إلى مكتب رئيس الوزراء في 10 داونينغ ستريت. وعندما سئل المتحدث عما إذا كان رئيس الوزراء لا يزال يثق في برافرمان، قال "نعم". وأضاف المتحدث: "نحن نبحث في تفاصيل ما حدث في هذه الواقعة تحديدًا".
وأوضح أن سوناك يثق في الشرطة بأنها ستعمل دون خوف أو تحيز مضيفًا أن هناك عملية ثابتة يجب على الوزراء اتباعها في التعامل مع وسائل الإعلام.
وينص القانون الوزاري على أنه يمكن للوزراء أن يكتبوا مقالات في الصحف شريطة ألا يتعارض محتوى المقال مع سياسات الحكومة التي يتحملون مسؤوليتها بشكل مشترك. وينص أيضًا على أنه يجب أخذ موافقة من مكتب سوناك قبل المقابلات الرئيسية والظهور الإعلامي.
وردًا على سؤال عما إذا كان المقال يعبر عن سياسة حكومية، قال المتحدث: "لا أعتقد أن نية المقال كانت تحديد موقف سياسي. أعتقد أن مواقف السياسة لم تتغير".