الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

بلا أم ولا اسم.. قصة مأساوية لطفلة فلسطينية داخل مستشفى بغزة

بلا أم ولا اسم.. قصة مأساوية لطفلة فلسطينية داخل مستشفى بغزة

شارك القصة

أطلق العاملون في المستشفى اسم سمية على الطفلة
أطلق العاملون في المستشفى اسم سمية على الطفلة نسبة لزميلة لهم استشهدت في وقت سابق - إكس
فقد أكثر 17 ألف طفل فلسطيني أهلهم أو انفصلوا عنهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.

تشهد أروقة مستشفى شهداء الأقصى شرق مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، فصول قصة مأساوية لرضيعة فلسطينية تشغل سريرًا داخل قسم الرعاية المتوسطة في حضانة الأطفال، وهي لا تحمل اسمًا، في ظل مصير مجهول لأفراد عائلتها. 

وأبصرت هذه الطفلة البالغة من العمر 77 يومًا، النور قبل أوانها في مستشفى العودة بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قبل استشهاد والدتها هنادي أبو عمشة، إثر إصابتها بجروح بالغة في قصف إسرائيلي، كما يجهل الأطباء مصير عائلة الطفلة "فلم يحضر أحدٌ منهم للاطمئنان عليها طوال مدة مكوثها في المشفى"، وفق الطبيبة وردة العواودة.

"عادت إلى الحياة"

وتقول العواودة التي تعمل في قسم العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة: "ولدت الطفلة في 23 ديسمبر / كانون الأول الماضي، بعد إصابة الأم النازحة في أحد مدارس مخيم النصيرات في الرأس جراء قصف إسرائيلي نقلت على إثرها لمستشفى العودة واستشهدت وهي حامل".

وتضيف العواودة: "أجرت الطواقم الطبية عملية ولادة قيصرية للأم الحامل على الفور في قسم الاستقبال لإنقاذ حياة الجنين"، لتولد الطفلة في حينه، وكانت جميع العلامات الحيوية متوقفة، وأجرى الطاقم الطبي عملية إنعاش للقلب والرئة في مستشفى العودة، فعادت الطفلة إلى الحياة.

وتوضح الطبيبة أن حاجة الطفلة لمزيد من الرعاية الطبية التي تفتقر إليها مستشفى العودة، في ظل حالة الضغط الشديد بفعل تزايد عدد الشهداء والجرحى في المحافظة الوسطى، تطلب نقلها الى مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع.

ونقلت الطفلة الرضيعة إلى مشفى شهداء الأقصى وأُدخلت قسم العناية المركزة، ووضعت تحت أجهزة التنفس الصناعي وكانت حالتها صعبة للغاية. وتبين العواودة أن الطفلة كانت تعاني وما تزال من نقص الأكسجين، نتيجة استشهاد الأم وولادتها بعد انقطاع الاكسجين عنها في رحم والدتها.

"سمية"

وتحسنت حالة الطفلة بعد أسبوعين من دخول العناية المركزة، وكان ذلك بمثابة معجزة إلهية، ونقلت بعد ذلك إلى قسم الرعاية المتوسطة.

وتشير العواودة إلى أن الطفلة أصبحت تتنفس بشكل طبيعي بدون أكسجين وتتناول حليبًا صناعيًا بشكل كامل ويقدم لها الرعاية المناسبة. وتبين أن والد الطفلة كان حاضرًا في أول يوم دخلت فيه الطفلة إلى العناية المركزة، لكن طوال هذه المدة لم يسأل عنها أحد، ولم يأت أي شخص لزيارتها.

وتعرب الطبيبة عن حزنها الشديد تجاه هذه الطفلة اليتيمة التي حُرمت حنان الأم والرضاعة الطبيعية، وتقول: "نشعر جميعًا كزملاء عاملين داخل القسم أن هذه الطفلة طفلتنا، والجميع يقدم لها الرعاية اللازمة".

وتوضح العواودة أن حالة الطفلة تحسنت ومن المفترض أن تغادر المستشفى لكن أحدًا من عائلتها لم يأت لزيارتها أو الاطمئنان عليها، ومصيرهم مجهول. وتبين أن العاملين في القسم أطلقوا عليها اسم "سمية" تيمنًا بإحدى زميلاتهم التي استشهدت في قصف إسرائيلي استهدف مخيم البريج بالمحافظة الوسطى.

وفقد أكثر 17 ألف طفل فلسطيني أهلهم أو انفصلوا عنهم منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بينما يعاني 600 ألف طفل جنوبي القطاع من ظروف معيشية مأساوية، وهم مهدّدون مع حوالي مليون ونصف مليون نازح بالمجاعة والأوبئة، ناهيك عن المخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل.

تابع القراءة
المصادر:
الأناضول
تغطية خاصة
Close