الخميس 21 نوفمبر / November 2024

بلينكن في الصين.. هل هي صفحة جديدة في العلاقات بين واشنطن وبكين؟

بلينكن في الصين.. هل هي صفحة جديدة في العلاقات بين واشنطن وبكين؟

شارك القصة

برنامج "للخبر بقية" يناقش أهداف زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين (الصورة: رويترز)
يسود التشاؤم بين المسؤولين الأميركيين والصينيين بشأن نتائج زيارة بلينكن إلا أنها تبدو مهمة من نواح عدة أبرزها إرسال رسائل بعودة التواصل بين البلدين.

على متن طائرة تابعة لسلاح الجو الأميركي، حطّ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الصين في زيارة هي الأولى من نوعها منذ خمس سنوات لمسؤول أميركي رفيع المستوى.

وكانت العناوين الأبرز للنقاش الذي امتد ساعات طويلة، قضايا تايوان والنفوذ العسكري في بحر جنوب الصين علاوة على الخلافات التجارية بين البلدين. 

أهمية زيارة بلينكن إلى الصين

وبينما يسود التشاؤم بين المسؤولين من كلا الجانبين بشأن نتائج الزيارة إلّا أنها تبدو مهمة من نواح عدة أبرزها إرسال رسائل لجيران بكين، حلفاء واشنطن عقب شعورهم بالخوف بعد انقطاع قنوات التواصل بين البلدين والخشية من الذهاب صوب مواجهة قد تغيّر خارطة العالم. 

وتبدو أنها من جانب الأميركيين محاولة لإزالة أي سوء نية عند الصينيين خاصة أن بكين تنظر إلى واشنطن على أنها تشن معركة تجارية تستهدف محاولة محاصرتها حول العالم وضرب قدرات الجيش الصيني التكنولوجية.

وجعل هذا الواقع البلدين يدركان جيدًا أن للحوار ضرورة ملحة، إذ إنّ أيّ أزمة ستضرّ بالضرورة بالمنافع الاقتصادية الواسعة بينهما فضلًا على أن الولايات المتحدة راغبة بشدة -كما تقول- في توفير مناخ اقتصادي عادل بالتزامن مع سعي صيني غير محدود للهيمنة على الأسواق العالمية. 

وستكون الحرب الروسية على أوكرانيا حاضرة أيضًا في الزيارة. وتريد واشنطن من بكين عدم مد موسكو بقدرات عسكرية، لكن بكين لن تعطي واشنطن كل ما تشتهي دون إيجاد حل يرضيها في قضايا مثل تايوان والرقائق الإلكترونية. 

علاقات متدهورة

ويشير كبير الباحثين في معهد تايهي للدراسات إينار تانغين إلى تردي العلاقات بين واشنطن وبكين، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة تعيد تشكيل التاريخ بشأن قضية تايوان، وهو ما دفع بالعلاقات إلى التدهور في مؤشر سيئ، إضافة إلى الحرب الاقتصادية والتقنية ووضع أسماء صينيين على القائمة السوداء.

ويعتبر تانغين في حديث إلى "العربي" من بكين، أن بلينكن ليس في وضع يمكّنه من تقديم أي عروض للصين بل هو هناك لكي يظهر على العلن أن الولايات المتحدة تحاول أن تقيم علاقة مع بكين التي كانت تنسحب بسبب ما تفعله الولايات المتحدة في مضيق تايوان. 

وتساءل تانغين عن سبب وضع الولايات المتحدة لآلياتها العسكرية في بحر الجنوب وهو يبعد آلاف الأميال عنها. 

توقعات ضئيلة بشأن الزيارة

من جهته، يؤكد الدبلوماسي السابق والباحث في العلاقات الدولية مسعود معلوف أن التوقعات بشأن زيارة بلينكن إلى بكين ضئيلة من جهة الولايات المتحدة وكذلك من جهة الصين، حيث أن هذه الزيارة تأتي على خلفية متردية من العلاقات منذ خمسين عامًا.  

ويقول في حديث إلى "العربي" من واشنطن: "إن زيارة من هذا النوع رغم أهميتها لا يمكن أن تحل كل هذه المشاكل من الناحية السياسية، والتي تتعلق بتوسع الصين في الشرق الأوسط أو دعمها لروسيا أو توسعها في إفريقيا وأميركا اللاتينية أو من الناحية الاقتصادية، بالنسبة للمنافسة في قضية أشباه الموصلات والقضايا الأخرى، أو من الناحية العسكرية".

ويضيف معلوف: "لا يتوقع أحد أن تقوم هذه الزيارة بحل هذه المشاكل، لكن أهميتها تكمن في وضعها تحت عنوان وقف التدهور في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة". 

كما يرى أن تحقق ذلك يعني أن الزيارة كانت مهمة، رغم أن حل هذه المشكلات يتطلب خطوات متبادلة بين الصين من جهة والولايات المتحدة من جانب آخر.

منافسة أقرب إلى صراع

وحول نظرة كل من الصين والولايات المتحدة للآخر، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأردنية حسن المومني أن كلا الطرفين الأميركي والصيني ينظران إلى بعضهما البعض كمنافسين مع احتمال أن تتحول العلاقة إلى حالة صراع. 

ويشير المومني في حديث لـ"العربي" من عمّان، إلى أن إستراتيجية الأمن القومي الأميركي تضمنت إشارة واضحة إلى "التنافس على كافة المستويات مع الصين وضبط روسيا بهذا الأمر".

ويلفت إلى أن تصرفات الولايات المتحدة بدأت تشكل تهديدًا وجوديًا للصين، معتبرًا أن هذا الأمر بدأ يتحوّل من حالة تنافس إلى حالة صراع بخطوات تجارية وسياسية أو عسكرية، إضافة إلى خطوات عملية يحاول كل طرف احتواء الآخر من خلالها.

وقد بدأت الصين تحوّل قدرتها الاقتصادية إلى قوة سياسية دبلوماسية فاعلة على مستوى العالم، في الشرق الأوسط وفي أوروبا، بحسب المومني، الذي أكد أيضًا أن الغرب الاقتصادي يعتبر الصين تهديدًا دوليًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close