الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بلينكن يبدأ زيارة "نادرة" إلى الصين.. هل تنجح في كسر جمود العلاقات؟

بلينكن يبدأ زيارة "نادرة" إلى الصين.. هل تنجح في كسر جمود العلاقات؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول زيارة وزير الخارجية الأميركية إلى الصين (الصورة: غيتي)
استقبل وزير الخارجية الصيني تشين قانغ نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، حيث أجريا محادثة قصيرة باللغة الإنكليزية قبل أن يتصافحا أمام العلمين الصيني والأميركي.

بدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اجتماعات في بكين اليوم الأحد، وهو أول دبلوماسي أميركي كبير يزور الصين منذ 5 سنوات، وسط فتور في العلاقات الثنائية وآمال ضئيلة في تحقيق انفراج، فيما يتعلق بقائمة طويلة من الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم.

وبعد تأجيل الزيارة في فبراير/ شباط، بسبب تحليق ما يشتبه في أنه منطاد تجسس صيني في المجال الجوي الأميركي، أصبح بلينكن أكبر مسؤول أميركي يزور الصين منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه في يناير/ كانون الثاني 2021.

واستقبل وزير الخارجية الصيني تشين قانغ بلينكن والوفد المرافق له عند باب فيلا في ساحة قصر دياويوتاى للضيافة في بكين، حيث أجرى الاثنان محادثة قصيرة باللغة الإنكليزية قبل أن يتصافحا أمام العلمين الصيني والأميركي.

وبعد التوجه إلى غرفة الاجتماعات، لم يدل بلينكن ولا تشين بأي تصريحات أمام المراسلين الذين سُمح لهم بالدخول لفترة وجيزة.

وزير الخارجية الصيني تشين قانغ يستقبل نظيره الأميركي أنتوني بلينكن
وزير الخارجية الصيني تشين قانغ يستقبل نظيره الأميركي أنتوني بلينكن - غيتي

وخلال زيارته التي يختتمها غدًا الإثنين، من المتوقع أن يلتقي بلينكن أيضًا مع كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي وربما الرئيس شي جينبينغ، في محاولة لإنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة لضمان عدم تحول التنافس الإستراتيجي بين البلدين إلى صراع.

وهناك توقعات بأن تمهد زيارة بلينكن الطريق لمزيد من الاجتماعات بين البلدين في الأشهر المقبلة، بما في ذلك زيارتان محتملتان لوزيرة الخزانة جانيت يلين ووزيرة التجارة جينا رايموندو. كما يمكن أن تمهد لعقد اجتماعات بين شي وبايدن في قمم متعددة الأطراف في وقت لاحق من العام.

وقال بايدن أمس السبت إنه يأمل في لقاء الرئيس شي في الأشهر القليلة المقبلة.

يحاول بلينكن خلال زيارته إنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة لضمان عدم تحول التنافس الإستراتيجي بين البلدين إلى صراع
يحاول بلينكن خلال زيارته إنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة لضمان عدم تحول التنافس الإستراتيجي بين البلدين إلى صراع - غيتي

وهدأ اجتماع الزعيمين في جزيرة بالي الإندونيسية في نوفمبر/ تشرين الثاني المخاوف لفترة وجيزة من اندلاع حرب باردة جديدة، لكن التواصل رفيع المستوى أصبح نادرًا في أعقاب تحليق ما يشتبه في أنه منطاد تجسس صيني فوق الولايات المتحدة.

ويتابع العالم زيارة بلينكن عن كثب، إذ إن أي تصعيد بين القوتين قد يكون له تداعيات عالمية على كل شيء بداية من الأسواق المالية إلى طرق التجارة وممارساتها وسلاسل الإمداد العالمية.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية للصحافيين خلال التوقف في طوكيو للتزود بالوقود قبل التوجه إلى بكين: "هناك اعتراف من الجانبين بأننا بحاجة إلى قنوات اتصال رفيعة المستوى".

تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن

وتدهورت العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، ما أثار مخاوف من احتمال اشتباكهما عسكريًا يومًا، ما بسبب جزيرة تايوان التي تقول الصين إنها تابعة لها. كما أنهما على خلاف حول قضايا منها التجارة وجهود واشنطن لكبح صناعة أشباه الموصلات في الصين وسجل بكين في مجال حقوق الإنسان.

ومما يثير القلق بشكل خاص بالنسبة لجيران الصين هو إحجامها عن المشاركة في محادثات منتظمة بين جيشها والجيش الأميركي، على الرغم من محاولات واشنطن المتكررة في هذا الصدد.

وفي حديثه في مؤتمر صحافي يوم الجمعة قبل مغادرته إلى بكين، قال بلينكن: إن "للرحلة ثلاثة أهداف رئيسية هي إنشاء آليات لإدارة الأزمات، وتعزيز مصالح الولايات المتحدة وحلفائها والتحدث مباشرة عن المخاوف ذات الصلة، واستكشاف مجالات التعاون المحتمل".

وأضاف بلينكن أنه سيثير أيضًا قضية المواطنين الأميركيين المحتجزين في الصين بتهم تقول واشنطن إنها ذات دوافع سياسية.

وأشار مسؤول أميركي إلى أن من بين المسائل التي ستتم مناقشتها احتمال زيادة الرحلات الجوية التجارية بين البلدين، واصفًا ذلك بأنه خطوة من شأنها أن تساعد في تعزيز العلاقات بين الشعبين على الرغم من أن المسؤول لم يتوقع إحراز أي تقدم.

إلى ذلك، قلل مسؤولون أميركيون، استعرضوا برنامج الزيارة في إفادة عبر الهاتف قبل أيام، من توقعات إحراز تقدم يذكر.

وفي حين أن الهدف الرئيسي لبلينكن سيكون إجراء مناقشات "صريحة ومباشرة وبناءة"، قال المسؤولون إن من غير المحتمل حدوث انفراجة في أي من القضايا الرئيسية.

هل تكسر زيارة بلينكن الجمود بين البلدين؟

وفي هذا الإطار، يوضح الباحث المختص في الشؤون الآسيوية أدهم السيد، أن العلاقات الصينية الأميركية هي في أسوأ مراحلها على الإطلاق منذ أن أقيمت العلاقات الثنائية في سبعينات القرن الماضي، مشيرًا إلى أن زيارة بلينكن مهمة جدًا لكسر الجليد القائم، أو إخماد النار المشتعلة بين العلاقات الصينية الأميركية على كل المستويات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية والأمنية.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة بكين، يضيف السيد أنه لا يعول كثيرًا على هذه الزيارة، كما قال مسؤول الأمن القومي الأميركي، لأن ما وصلت إليه العلاقات الصينية الأميركية من توترات وتشنجات هي أعمق بكثير من أن تتمكن زيارة من حلها.

وفيما وصف وزير الخارجية السنغافوري العلاقات الأميركية الصينية بأنها تحدي القرن، بالإضافة إلى وصف بلينكن الزيارة بأنها لفتح قنوات اتصال، يرى السيد أن هذه التصريحات صحيحة بالكامل، لأن التشنجات الأميركية الصينية تقف على حافة الاشتباك إن كان على المستوى السياسي أو على المستوى الأمني والعسكري في بحر الصين الجنوبي، وأن أي خطأ بسيط قد يجر المنطقة إلى مكان قد لا تريدها لا الصين ولا الولايات المتحدة ولا العالم.

ويضيف أن إعادة التواصل وتوضيح بعض القضايا هو أمر مهم، ولكن الولايات المتحدة خلال السنوات العشر الماضية وهي تعمل على تأزيم العلاقات، خصوصًا على المستوى التجاري.

ويعرب السيد عن اعتقاده أن الصين تتمنى وتعمل على أن تعود العلاقات إلى حد ما تنافسية، مشيرًا إلى أن من أوصل الأزمة إلى ما هي عليه اليوم هي الإدارات الأميركية المتعاقبة، من خلال وضع عقوبات في كل المجالات ضد الصين.

كما يلفت إلى أنه قد يكون أهم ما سيطرحه وزير الخارجية الأميركي هو ما صرح به الرئيس الأميركي، وهو التحضير لاجتماع أو لقاء بين الرئيسين.

ويخلص السيد إلى أنه عندما يحصل هذا الاجتماع، قد تحدث انفراجات على صعيد خرق الجمود القائم بالعلاقات الصينية الأميركية، وعلى واشنطن أن تطمئن الصين بالكثير من القضايا، ولا سيما في موضوع تايوان والعقوبات الاقتصادية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - رويترز
Close