حتى بعد 75 عامًا على النكبة، لا تتوقف المبادرات الفردية الفلسطينية للتأريخ الشفهي بوصفه تأريخًا للشعب الفلسطيني، وذلك في سياق مواجهة الرواية الإسرائيلية الرائجة في العالم.
وحرصت مجموعة من النشطاء على توثيق ذاكرة الجيل الأول من اللاجئين عن القرى الفلسطينية المهجرة، حيث بدأت الحكاية بتسجيلات صوتية ثم وصلت إلى تسجيلات مصورة نشروها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي تصريح لـ"العربي"، قال الناشط في قضايا اللاجئين بمدينة رفح، أحمد عدوان، إن سن الذين يجرون معهم مقابلات يجب أن يتجاوز 85 عامًا حتى يستطيع سرد تفاصيل ما عايشه الفلسطينيون خلال النكبة.
شهادات فلسطينيين عاشوا قبل النكبة
ووثّق جهد شبابي آخر 24 رواية شفهية عن فلسطينيين عاشوا قبل النكبة، توفّي نصفهم تقريبًا لكن شهاداتهم بقيت حية ومنشورة.
وفي مخيم المغازي للاجئين، وسط قطاع غزة، تولى غازي مصلح، صاحب كتاب "البطاني الشرقي ذاكرة التاريخ والمكان"، قبل سبع سنوات مهمة تتبع شهادات لكبار السن ممن عاشوا في البطاني الشرقي، القرية التي هُجّر منها أجداده.
وأكد مصلح لـ"العربي" أنه أجرى لقاءات عدة مع كبار في السن، حيث كرّر زيارته لأصحاب الكفاءة حتى أصدر كتابه.
ولا تزال جهود التأريخ الشفهي في إطار مراكز الأبحاث قليلة الموارد، أو المبادرات الفردية، بينما يغيب الدور الرسمي الفاعل لإعادة الاعتبار لحقوق البحث في هذا المجال.