اتّهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة، السلطات الأوكرانية بـ"المماطلة" في المفاوضات، لكنه أبدى استعداد بلاده للبحث عن حلول، وذلك خلال اتصال أجراه مع المستشار الألماني أولاف شولتس.
وقال الكرملين بعد الاتصال: "تمّت الإشارة إلى أن نظام كييف يحاول بكل طريقة ممكنة المماطلة في المفاوضات، عبر عرض مزيد من المقترحات غير الواقعية".
وأضاف: "لكن الجانب الروسي مستعد لمواصلة البحث عن حلول بما يتوافق مع نهجها المعروف القائم على المبادئ".
ولفت الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى أن المحادثات الهاتفية بين بوتين والمستشار الألماني كانت "صعبة"، لكنه شدد على ضرورة مواصلة هذا النوع من الاتصالات.
واعتبر بيسكوف أنه ما زال من المبكر التحدث عن اتفاق يمكن للمفاوضين الروس والأوكرانيين التوقيع عليه.
وقال للصحافيين: "لا يمكننا القول إلا أنّ الوفد الروسي يبدي رغبة في العمل بشكل أسرع مما هو الحال عليه الآن"، مضيفًا: "للأسف، فإن الوفد الأوكراني ليس مستعدًا لتسريع وتيرة المحادثات".
كما شدد بوتين في اتصاله مع شولتس على أن القوات الروسية "تقوم بكل ما في وسعها" لإنقاذ المدنيين، بما في ذلك عبر الممرات الآمنة، بحسب الكرملين الذي أشار إلى أنه تم إجلاء حوالي 43 ألف شخص من مدينة ماريوبول، في جنوب شرقي أوكرانيا الخميس.
كذلك، سيتحدّث بوتين هاتفيًا مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الجمعة، بحسب بيسكوف.
"العقوبات تعززنا"
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الجمعة: إنّ العقوبات المفروضة على بلاده "غير مسبوقة" وتهدف إلى "ردع" موسكو، وذلك في مقابلة أجراها مع قناة "روسيا اليوم"، حول مستجدات العملية العسكرية في أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو.
وأضاف: "هذه العقوبات لها دور إستراتيجي، وتمثل نهجًا واضحًا للدول الغربية لردع روسيا وتحجيم دورها".
ووصف لافروف العقوبات الغربية المفروضة على بلاده بـ"غير المسبوقة"، وتابع: "لكننا نقول دائمًا أن هذه العقوبات تجعلنا أقوى وتعززنا".
وأوضح أن هناك حوالي "5 آلاف إجراء تقييدي وعقوبة فُرضت ضد روسيا، وهي أكثر من أي عقوبات فُرضت سابقًا ضد كوريا الشمالية أو إيران".
وأشار الوزير أن "الولايات المتحدة تسعى لإعادة العالم إلى نموذج أحادي القطب"، مضيفًا أن "أوروبا توقفت بالكامل تقريبًا عن الدفاع عن استقلالها أمام الولايات المتحدة".
وأردف: "الغرب سعى لجعل أوكرانيا دولة معادية لروسيا وهو ما خلف آثارًا سلبية على الأوكرانيين…وسنحتاج إلى بعض الوقت للتخلص منها".
كما لفت لافروف إلى أن تعويل روسيا على الغرب "انتهى تمامًا"، وأن التعويل فقط هو على الدول الصديقة "التي بقيت إلى جانبنا".
"تطوير مختبرات بيولوجية"
وفي السياق، أكد لافروف أنه "لا يستبعد إمكانية أن تكون أوكرانيا قد شكلت أكبر مشروع لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في تطوير مختبرات بيولوجية".
ولفت إلى أن "بلاده سوف تصر على ضرورة مناقشة قضية المختبرات البيولوجية في أوكرانيا (مجددًا) ضمن (جلسات) مجلس الأمن الدولي"، مضيفًا أن تلك المختبرات "تشكل تهديدًا على الأمن العالمي".
والأسبوع الماضي، أكدت ممثلة أمين عام الأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، خلال جلسة لمجلس الأمن دعت إليها روسيا حول "الأنشطة البيولوجية الأميركية في أوكرانيا"، عدم درايتها بوجود أي برامج لأسلحة بيولوجية في أوكرانيا.
وكانت موسكو أعلنت أنها "تمتلك وثائق تفيد بوجود 30 مختبرًا بيولوجيًا بإشراف أميركي في أوكرانيا"، الأمر الذي نفته واشنطن قائلة إن "موسكو نفسها تحضر لاستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا".
كما شدد لافروف على أن "أي شحنات تصل أوكرانيا من الخارج سنعتبرها (القوات الروسية) بأنها تحمل أسلحة وتشكل هدفًا عسكريًا مشروعًا لنا".
ونوه أن "العملية العسكرية التي تنفذها روسيا في أوكرانيا تهدف إلى التخلص من أي تهديد ضد موسكو يأتي من الأراضي الأوكرانية".
وأفاد الوزير بأن "أوكرانيا كانت تعول على طلب أنظمة دفاع جوي روسية موجودة في دول بحلف شمال الأطلسي (الناتو)"، في إشارة لأنظمة الدفاع الجوي "إس-300".
ووصف لافروف عمليات التسليم المحتملة لأنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز "إس-300" إلى أوكرانيا بأنها "غير قانونية لأن هذه الأسلحة لا يمكن استخدامها في دول ثالثة"، مضيفًا أن "بلاده لن تسمح بها".
والخميس، أعلنت سلوفاكيا أنها مستعدة لتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي من طراز "إس-300"، لكنها تجري مناقشات مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين حول الحصول على "بديل" لها.
