استحوذ بيع واشنطن ذخائر لإسرائيل استنادًا إلى بند الطوارئ في قانون مراقبة تصدير الأسلحة على اهتمام الصحف الأجنبية. فقد أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم السبت أن إدارة الرئيس جو بايدن استخدمت صلاحيات للطوارئ للسماح ببيع نحو 14 ألفًا من قذائف الدبابات لإسرائيل دون مراجعة الكونغرس.
وجاء هذا القرار بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يطالب إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
لا تقييمات فورية لالتزام إسرائيل بقوانين الحرب
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، يقول مسؤولو الإدارة الأميركية إنهم أجروا مناقشات مكثفة مع نظرائهم الإسرائيليين لضمان فهمهم لالتزامات البلاد بموجب القانون الإنساني الدولي من دون وجود تقييمات لالتزام إسرائيل بذلك. لكنهم يقرّون بأن الولايات المتحدة لا تجري تقييمات فورية لمدى التزام إسرائيل بقوانين الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير، اشترط عدم كشف هويته، أن الإدارة غير قادرة على إجراء تقييم واقعي لامتثال إسرائيل، لأن المسؤولين لا يستطيعون الوصول إلى المعلومات الاستخبارية التي تستخدمها القوات الإسرائيلية.
وتشير الصحيفة إلى أن الوضع يمثل معضلة متفاقمة لبايدن الذي تعهّد بتقديم الدعم المطلق لأمن إسرائيل، لكنه وعد أيضًا بوضع حقوق الإنسان في قلب سياسته الخارجية.
إدراك الإدارة الأميركية لانتقادات الديمقراطيين
أمّا صحيفة "نيويورك تايمز"، فأشارت إلى أن الخارجية الأميركية استندت إلى بند الطوارئ في قانون مراقبة تصدير الأسلحة لوضع شحنة ذخائر على مسار سريع دون أن يملك الكونغرس سلطة إيقافها.
وقالت الصحيفة: "إن هذه هي المرة الأولى التي تفعّل فيها وزارة الخارجية بند الطوارئ لشحن الأسلحة إلى الشرق الأوسط منذ مايو/ أيار 2019".
وتضيف: "إنه في حالة الحرب بين إسرائيل وغزة كانت هناك إدانة متزايدة في الولايات المتحدة وخارجها للطريقة التي تنفذ بها إسرائيل هجومها. ويبدو أن قرار الخارجية الأميركية بتجاوز الكونغرس يعكس إدراكها لانتقادات الديمقراطيين لتزويد إسرائيل بالأسلحة".
رقابة على استخدام إسرائيل للأسلحة
بدورها، قالت صحيفة "الغارديان" إنه مع اشتداد الحرب، خضعت كيفية استخدام الأسلحة الأميركية ومكانها لمزيد من التدقيق رغم تطمينات المسؤولين الأميركيين بعدم وجود شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل.
وقد أعرب المدافعون عن حقوق الإنسان عن قلقهم إزاء عملية البيع، قائلين إنها لا تتماشى مع جهود واشنطن للضغط على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
ونقلت الصحيفة دراسة نشرتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية جاء فيها أن حملة القصف الجوي الإسرائيلي في غزة هي الأكثر عشوائية من حيث عدد الضحايا المدنيين في السنوات الأخيرة وأن المدنيين يشكلون 61% من الوفيات في القطاع بسبب الغارات الجوية.
تنامي المعارضة
كذلك أشارت صحيفة "فايننشال تايمز" إلى أن وزير الخارجية الأميركي قدّم تبريرًا مفصلًا للكونغرس بأن هناك حالة طوارئ تتطلب الإرسال الفوري للذخائر من أجل مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة وضرورة التنازل عن متطلبات مراجعة الكونغرس.
ونقلت الصحيفة عن الوزارة قولها: "إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل ومن المهم للمصالح الوطنية الأميركية مساعدة إسرائيل على تطوير قدرة قوية وجاهزية للدفاع عن النفس".
وترى الصحيفة أن المعارضة في الولايات المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم تتنامى إزاء العدد المتزايد من القتلى المدنيين نتيجة الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة.
