أعاد اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير برفقة مجموعة من المستوطنين، صباح الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، الجدل بشأن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة وحدود الرد الفلسطيني عليها.
وقالت القناة "12" العبرية إنه أجرى تقييمًا للوضع مع مفوض الشرطة وقائد لواء القدس والتقى برئيس الشاباك وقرروا جميعًا أنه "لا يوجد عائق أمام الاقتحام".
"ظهر لصًا"
وأضافت أن المسؤولين الأمنيين الذين شاركوا في تقييم الوضع رأوا أن التراجع عن الاقتحام أمام التهديدات "سيكون مكافأة للإرهاب وإضفاء للشرعية على الأعمال ضد إسرائيل"، حسب زعمهم.
والخميس، نالت حكومة بنيامين نتنياهو ثقة الكنيست، وسط مخاوف إقليمية ودولية من تصعيد التوتر والاستيطان في ظل سلطة يمينية بالكامل لأول مرة في إسرائيل.
رغم التأكيدات بتراجعه عن القرار.. وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير يقتحم #المسجد_الأقصى في خطوة أثارت قلق إدارة #البيت_الأبيض تقرير: ساهر عريبي pic.twitter.com/AgNmJ3tI4r
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 3, 2023
وقال لـ "العربي" محمد أبو الحمص، وهو شاهد على اقتحام الأقصى، إنه جرى منع الناس من الدخول ومحاصرتهم وسط حالة من الرعب سادت أجواء المسجد.
هذا الخداع من قبل بن غفير وصف من قبل المعارضة الإسرائيلية بأنه صبياني وبدل أن يظهر صاحب سيادة ظهر لصًا يتسلل ليلًا، كما وصف رئيس حزب العمل خطوة الاقتحام والتضليل.
وانتقل بن غفير من المسجد الأقصى إلى اجتماع الحكومة الإسرائيلية حيث اختير عضوًا في الكابنيت الذي يحدد سياسات إسرائيل الأمنية.
في غضون ذلك، دعت فصائل فلسطينية، إلى "تصعيد الاشتباك" مع إسرائيل دفاعًا عن المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته فصائل المقاومة الفلسطينية في مقر حركة الأحرار بمدينة غزة، ردًا على اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى.
تحذيرات من التصعيد
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" من القدس، أحمد درواشة، إن هناك تحذيرا من خطوة بن غفير ليس على المدى القصير بل على المدى الأبعد، ولا سيما أن استمرار العمليات الاستفزازية التي بدأها بن غفير باقتحام الأقصى، قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تصعيد.
وأضاف المراسل، أن أبرز الانتقادات من الداخل الإسرائيلي جاءت من رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، وهو زعيم المعارضة حاليًا، حيث وصف بن غفير بأنه أكثر شخص أرعن في الشرق الأوسط.
ولفت المراسل، إلى أن هدف هذا الاقتحام هو أن تظهر إسرائيل وكأنها صاحبة السيادة على المسجد الأقصى، لكنه أظهر بن غفير وكأنه يتسلل إلى المسجد، وليس كما اقتحمه شارون عام 2000 ما تسبب باندلاع الانتفاضة الثانية.
ونوه المراسل، إلى أنه أثناء هذه الزيارة ورغم التضليل الذي مارسته إسرائيل، فإن بن غفير كان يرتدي سترة واقية من الرصاص رغم أنه لا معلومات لاحتمال شن هجوم عليه، وخاصة أن آخر عملية إطلاق نار في المسجد الأقصى كانت عام 2017.
بدورها، أوضحت مراسلة "العربي" من عمّان، هديل نماس، أن الخارجية الأردنية استدعت السفير الإسرائيلي، وتم إرسال مذكرة احتجاجية، حيث أكد بيان الخارجية على وجوب امتثال إسرائيل للقانون الدولي والإنساني، وأن محاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم بالقدس عن طريق الاعتداءات والتقسيم المكاني مرفوضة.
وأضافت المراسلة، أنه قبل أيام حذر العاهل الأردني عبد الله الثاني من المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، في تصريحات وجهت بالتزامن مع تولي الحكومة الإسرائيلية مهامها.
وأشار إلى أن بلاده مستعدة للمواجهة وأنها ستتعامل مع كل من سيتجاوز الخطوط الحمراء التي تخص الوصاية الهاشمية من قبل المتطرفين.