الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

ردود فعل شاجبة وترقب للتداعيات.. ما هي مآلات اقتحام بن غفير للأقصى؟

ردود فعل شاجبة وترقب للتداعيات.. ما هي مآلات اقتحام بن غفير للأقصى؟

شارك القصة

نافذة إخبارية تناقش ردود الفعل على اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى (الصورة: الأناضول)
جاء اقتحام وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى بعد مشاورات أمنية مع شرطة الاحتلال وجهاز المخابرات "الشاباك" ومجلس الأمن القومي.

اقتحم وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير، اليوم الثلاثاء، المسجد الأقصى وسط حراسة مشددة من جنود شرطة الاحتلال، التي أغلقت باب المغاربة المؤدي إلى الحرم القدسي بعد اقتحام أكثر من 160 مستوطنًا باحات المسجد.

وقال السفير الأميركي في إسرائيل، إنّ واشنطن أوضحت للحكومة الإسرائيلية معارضتها لأيّ مسّ بالوضع القائم في المسجد الأقصى.

ونفذ بن غفير وعده باقتحام المسجد الأقصى وذلك خلافًا لوعد سابق بـ"تراجعه" عن قرار الاقتحام، حيث لم تكن تلك التأكيدات سوى عملية تضليل إعلامي قادها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبن غفير، بحسب متابعين.

دور "الشاباك" وشرطة الاحتلال

وكان الهدف من ذلك محاولة تهدئة الأوضاع وتفادي استنفار المقدسيين للتصدي لبن غفير. وجاء الاقتحام بعد مشاورات أمنية مع شرطة الاحتلال وجهاز المخابرات "الشاباك" ومجلس الأمن القومي، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

وقد دفعت الشرطة و"الشاباك" باتجاه تنفيذ الاقتحام بحسب ما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي. فلم يرد الجهازان الأمنيان أن تظهر تل أبيب وكأنها تتراجع أمام ضغوطات الفصائل الفلسطينية التي حذّرت من اقتحام الأقصى. 

ولم تكن المرة الأولى التي يقتحم فيها بن غفير للمسجد الأقصى، وسبق له أن فعل ذلك مرات عدة العام الفائت، لكنه اليوم يجلس في حكومة توصف بأنها الأشد تطرفًا في تاريخ إسرائيل، تدشن عهدها بالتصعيد واستفزاز الفلسطينيين. وتثير على ما يبدو قلق مسؤولين في الإدارة الأميركية.

وفي هذا السياق، يعلن مسؤول في البيت الأبيض أن مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن للأمن القومي جيك سوليفان يخطط لزيارة إسرائيل هذا الشهر.

ردود الفعل الفلسطينية

من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى يشكل تحديًا خطيرًا لجميع الفلسطينيين، داعيًا إلى التصدي لمثل هذه الاقتحامات التي تهدف إلى تهويد القدس وتحويل الأقصى إلى معبد يهودي.

كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى واعتبرت أن الاقتحام استفزاز غير مسبوق وتهديد خطير محملة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسؤولية الاقتحام ونتائجه على ساحة الصراع والمنطقة. 

وأدانت فصائل فلسطينية اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى وعدته استفزازًا صارخًا. واعتبرته حركة حماس جريمة واستمرارا لعدوان الاحتلال على المقدسات وحربه على هويتها العربية والإسلامية. 

ومن جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن تصاعد استباحة الأرض والمقدسات سيزيد من تكلفة المواجهة التي لن تعطي الاحتلال الأمان والاستقرار.

وأكدّت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدورها أن المقاومة لن تلتزم الصمت إزاء هذه الجرائم وأن بن غفير يصب الزيت على النار ويتحدى إرادة الشعب الفلسطيني.

وشددت لجان المقاومة الشعبية على أن هذا الاقتحام يجب أن يواجه من كل مكونات الأمة داعية إلى النفير العام وتصعيد المقاومة. 

الكابينيت الجديد

وخلال الاجتماع الأول للحكومة الإسرائيلية تم اختيار الكابينيت وهو مجلس وزاري مصغّر مخول بتحديد السياسات العسكرية والدبلوماسية الإسرائيلية.

ويتكون هذا المجلس الأمني من رئيس الوزراء وعشرة وزراء آخرين، إضافة إلى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي وكبار قادة الأجهزة الأمنية.

وأبرز الأعضاء في كابينيت الحكومة اليمينية التي يقودها نتنياهو هم وزراء الأمن والقضاء والمالية والخارجية والمواصلات والطاقة والزراعة والشؤون الاستراتيجية.

وفي تقسيم الحقائب الوزارية بحسب الائتلاف الحاكم الآن في إسرائيل، فإن 6 وزراء لليكود ووزيرين للصهيونية الدينية ووزير للقوة اليهودية وآخر لحزب شاس.   

ويختص هذا المجلس المصغّر بمعالجة شؤون الأمن في إسرائيل وبإمكانه نقاش أي قضية يطرحها رئيس الحكومة أو القائم بأعماله. وتتخذ القرارات بالأغلبية وليس بالإجماع.

بن غفير "يفي" بوعوده الانتخابية

ويرى المحامي والباحث في شؤون القدس محمد دحلة أن وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير يسعى إلى "الوفاء" بوعوده للناخبين الإسرائيليين الذين صوتوا لحزبه العنصري.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من رام الله، إلى أن بن غفير ذاته هو مستوطن يقطن في مستوطنة "كريات أربع" في الخليل بالضفة الغربية المحتلة.

ويبين أن هذا الوزير الإسرائيلي المتطرف يؤمن هو وجماعته بأن المسجد الأقصى هو "جبل الهيكل" المزعوم، لذلك يعمل بكل ما في وسعه لتحقيق الأمر على أرض الواقع.

رسائل للفلسطينيين وللعالم

ويعتبر دحلة أنه باقتحامه للمسجد الأقصى، فإن بن غفير يرسل إلى العالم وإلى الفلسطينيين رسائل بأنه لا يأبه بالتحذيرات الفلسطينية أو الدولية. 

ويشير دحلة إلى أن الموقف الأميركي من استفزاز بن غفير للمسلمين "دبلوماسي جدًا ولا يصل إلى تصريحات جدية"، لافتًا إلى أن اقتحام بن غفير "أراد منه تأكيد سيادة إسرائيل على المكان وعلى برامجه المستقبلية الخبيثة".

وحول المواقف الإسرائلية المختلفة من عملية الاقتحام، يلفت دحلة إلى أن رئيس "الشاباك" يريد أن "يغطي على الحكومة الجديدة ويعطي الاقتحام طابعًا عاديًا وأن يعوّد الشعب الفلسطيني والعالم على مثل هذه الزيارات لكي يتم التغيير التدريجي المستمر والحاصل حاليًا في الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى من تغيير للافتات عند مدخل باب المغاربة التي باتت ترحب باليهود داخل باحات المسجد". 

ويعتبر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق يائير لابيد يريد أن يهاجم حكومة نتنياهو. يرى دحلة أن التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية ضد متخذي القرار الإسرائيليين هو من أهم الخطوات التي اتخذتها الرئاسة الفلسطينية.  

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close