تتسع يومًا بعد آخر الخلافات بين القادة الإسرائيليين بشأن جدوى استمرار العدوان على قطاع غزة الذي دخل يومه الخامس بعد المئة، من دون أن يحقق الأهداف المعلنة، والتي تتعلق بالقضاء على حركة "حماس" واستعادة الأسرى.
وأفاد مراسل "العربي" في تل أبيب أحمد دراوشة بوجود خلافات واسعة بين الإسرائيليين حول الاستمرار في الحرب على غزة، والمطالبة بضرورة تنفيذ صفقة تبادل أسرى جديدة مع المقاومة الفلسطينية.
وقال دراوشة إنه، وفقًا لما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، يسود بين الإسرائيليين شعور بالمرارة خلال هذه الفترة بسبب إعلان وزير الأمن، يوآف غالانت، الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، دون أن يسمعوا أي شيء جديد بخصوص تنفيذ صفقة للأسرى أو إعلان أي تقدم في هذا السياق.
وأشار مراسلنا إلى أنّ الاتهامات تلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية منعه النقاشات المهمة في هذه الفترة بشأن ملفات هامة من بينها ملف الأسرى.
"جيش الاحتلال لا يعرف ماذا يريد"
يأتي هذا مع الإعلان الإسرائيلي عن سحب عشرات الآلاف من الجنود مع تأكيد وسائل إعلامية أن هذا يحدث مع عودة حركة "حماس" تدريجيًا لاستعادة سيطرتها على مناطق من شمالي غزة والتي انسحب منها جيش الاحتلال.
ويشير مراسلنا إلى أن هذه الأمور تزيد من إحساس الإسرائيليين بأن جيشهم لا يدرك تمامًا ما يقوم به في القطاع، وأن القيادة السياسية لا تعلم بوضوح ما تريده، على الرغم من التصريحات التي تزعم تحقيق نتائج على الأرض.
ووفقًا للمراسل، تشير تلك التصريحات إلى أن الهدف من الحرب هو القضاء على حركة حماس، واستعادة الأسرى، وضمان أن يكون القطاع لا يشكل تهديدًا على إسرائيل. لكن هناك قناعات متزايدة، وفقًا لاستطلاعات الرأي، بأنه لا يمكن في الوقت ذاته القضاء على حماس واستعادة الأسرى.
ووفقًا لاستطلاع لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يفضل أكثر من 40% من الإسرائيليين صفقة لتبادل الأسرى، وتُظهر هذه النسبة ارتفاعًا ملحوظًا منذ أكتوبر الماضي، حيث كانت نحو 20% من المؤيدين.
وبناءً على ذلك، يبدو أن هناك قناعة متزايدة بأن استعادة الأسرى لا يمكن تحقيقها إلا من خلال صفقة، وهذا في حين يصر نتنياهو على أنه سيتم تحقيق ذلك من خلال العمل العسكري، بحسب ما نقل مراسل "العربي".
قوة لابيد وحظوظ غانتس
وبخصوص المعارضة الإسرائيلية وقدرتها على تحقيق إنجاز على نتنياهو يبدو واضحًا تراجع يائير لابيد في استطلاعات الرأي وفقًا لصحيفة "معاريف".
وقد أشارت الصحيفة إلى أن قوة لابيد هي 13 مقعدًا في حال لو جرت الانتخابات، بينما قوته في الكنسيت حاليًا أكثر من 25 مقعدًا بمعنى أنه تراجع إلى النصف.
على الرغم من قدرات لابيد اللغوية المرتفعة، وفقًا لمراسلنا، وعلى مهارته في الخطابة، حيث يعتبر من أشهر الصحافيين وأكثرهم ثراءً، إلا أنه لم يشغل أي منصب في الجيش الإسرائيلي. كما أنه تهرب من الخدمة العسكرية وقد كذب في هذا السياق أكثر من مرة عندما زعم أنه كان يرغب في الانضمام إلى وحدات مقاتلة. وبالتالي، قد لا تُؤخذ تصريحات زعيم المعارضة بجدية من قبل بعض الإسرائيليين، خاصة فيما يتعلق بالتصريحات العسكرية.
ومراسلنا أوضح أن الأنظار تتجه حاليًا نحو عضو مجلس الحكومة بيني غانتس، الذي كان زعيمًا للمعارضة ووزيرًا للأمن، ويعتبر الأكثر شعبية وفقًا لاستطلاعات الرأي.
ويقترب غانتس من الوصول إلى 40 مقعدًا ويعتبر الشخصية المحورية في الكنيست المقبل بالنظر إلى وضع يوآف غالانت واحتمال انشقاقه عن الليكود.