الأحد 29 Sep / September 2024

بين "نشوة" إسرائيل وموقف إيران.. ما تداعيات اغتيال حسن نصر الله؟

بين "نشوة" إسرائيل وموقف إيران.. ما تداعيات اغتيال حسن نصر الله؟

شارك القصة

خلّف اغتيال نصر الله ردود فعل واسعة في العالم  وأجج المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة
خلّف اغتيال نصر الله ردود فعل واسعة في العالم وأجج المخاوف من اندلاع حرب شاملة في المنطقة- رويترز
تؤكد إسرائيل مواصلة ما وصفته بالعمل لتحقيق أهداف الحرب بعيد اغتيال حسن نصر الله، فيما تتوعد طهران باستمرار دعمها للمقاومة.

نعى حزب الله اللبناني أمينه العام حسن نصر الله الذي قضى إثر غارة إسرائيلية استهدفت مقر العمليات المركزي للحزب في الضاحية الجنوبية. وقال الحزب في بيانه الرسمي: "إن جبهة إسناد غزة مستمرة". 

ووفقًا لتعبير "وول ستريت جورنال"، فهذه هي الخطوة الأكثر عدائية التي اتخذتها تل أبيب حتى الآن خلال أيام متواصلة من العمليات الاستخباراتية والاغتيالات والقصف العنيف الذي طال مناطق مختلفة من لبنان.

وأكّدت إسرائيل، بحسب التصريحات الأمنية والعسكرية والسياسية، مواصلة ما وصفته بالعمل لتحقيق أهداف الحرب، واضعة تبريرات للعدوان على لبنان تحت عنوان استهداف حزب الله لإعادة سكان الشمال لمنازلهم.

خطة توسيع الحرب "ستفشل"

ووفقًا للتصريحات الإيرانية، التي أكدت استمرار طهران في دعم المقاومة التي ستحدد مصير المنطقة وفق التعبير الرسمي، "فخطة توسيع الحرب ستفشل".

وقد أعلنت وسائل إعلام إيرانية مقتل قائد فيلق القدس في لبنان خلال القصف الإسرائيلي الذي أكدت "يديعوت أحرونوت" أنه تم بإلقاء 83 قنبلة تزن كل منهما طنًا واحدًا خلال عملية الاغتيال التي وصفها وزير الأمن الإسرائيلي بـ"الأهم في تاريخ إسرائيل".

إلى ذلك، خلّف اغتيال نصر الله ردود فعل واسعة في العالم، فقد نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين، أن الاغتيال أدى إلى تأجيج المخاوف بشكل كبير من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، وهو الاحتمال الذي كانت الإدارة الأميركية تسعى بشدة منذ شهور لمنعه.

واستنكرت موسكو وطالبت إسرائيل بالتوقف عن الأعمال القتالية. الأمر الذي دعت له بكين أيضًا، مضيفة أنَّ القوة لا يمكن أن تحلَّ مكان العدالة، فالسبيل الوحيد للخروج من الأزمة - وفق الصين- يكمن في حل الدولتين. كما علَّق الرئيس التركي بأنَّ لبنان أصبح هدفًا جديدًا لسياسة الإبادة الجماعية والاحتلال الإسرائيلية.

"أكبر ضربة" يتلقاها حزب الله

وفي هذا الإطار، يعتبر الصحفي والكاتب السياسي رضوان عقيل أن اغتيال نصر الله هو أكبر ضربة يتلقاها حزب الله منذ بدء الصراع مع إسرائيل في عام 1982.

وفي حديثه إلى التلفزيون العربي من بيروت، يرى عقيل أن الحزب يمر بحالة صعبة نتيجة الضربة القاسية التي تلقاها، لكنه يشير إلى أن الحزب يحضّر لتعيين أمين عام جديد خلفًا لنصر الله، وسيُعلن عنه في المرحلة المقبلة.

ويرى عقيل أن هناك "حلقة ضائعة" لم يكتشفها حزب الله نتيجة الخروق الأمنية التي تعرّض لها على مدار الأسابيع الأخيرة. ويلفت إلى أن "ما حققته إسرائيل في عشرة أيام قد بدأت التحضير له منذ حرب تموز 2006"، مشيرًا إلى أن إسرائيل كانت تحضر لاغتيال نصر الله قبل عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويستدرك الكاتب السياسي قائلًا: "استهداف الضاحية الجنوبية وقادة حزب الله لا يعني أن إسرائيل ستكون هانئة، والأيام ستثبت ذلك"، مؤكدًا أن هذا لا يعني أن حزب الله مرتاح.

"نشوة وافتخار"

وفي قراءة للمشهد في تل أبيب، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن إسرائيل تعتبر أنها "حقّقت إنجازًا كبيرًا"، لكنها تصفه بالإنجاز الإستراتيجي، بل إنجاز يصل إلى "حافة الإنجاز الإسرائيلي".

ويوضح شلحت في حديث إلى التلفزيون العربي من عكا أن الشعور السائد في إسرائيل، سواء لدى المؤسسة السياسية أو الأمنية، هو شعور "بالنشوة والافتخار"، مع استمرار الضغط العسكري على حزب الله في اتجاهات عدة.

ويلفت إلى أن إسرائيل تواصل سياسة الاغتيالات التي تطال قادة حزب الله العسكريين والسياسيين، كما تواصل كبح ما تصفه بأنها "ترسانة حزب الله العسكرية"، لا سيما الصواريخ والصواريخ الدقيقة. كما فرضت إسرائيل حصارًا عسكريًا على لبنان وتنفذ عمليات على الحدود السورية اللبنانية لمنع إمداد حزب الله بالسلاح، فيما تعد العدة "لمناورة برية".

كما يميّز شلحت بين موقفين: موقف الساسة والقادة العسكريين وموقف المحللين الذي قد يتسم بقدر من "المهنية"، حسب قوله، لافتًا إلى أن المحللين لا يعتبرون اغتيال نصر الله "نصرًا مطلقًا"، بل يرون أنه "ضربة معنوية شديدة الأهمية لحزب الله، لكنها لا تؤدي إلى اختفاء الحزب وترسانته، بل قد تبني قواعد اشتباك جديدة".

إيران تواجه خيارات "مرّة" 

من جهته، يشير أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات إلى أن الأنظار تتجه حاليًا نحو إيران بالدرجة الأولى، معتبرًا أنه إذا لم يكن هناك تحرك "فاعل وغير مسبوق" من إيران، فلن يكون هناك الكثير من التغييرات التي ستطرأ على المعادلة الإقليمية، حسب اعتقاده.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الدوحة، يلفت فريحات إلى أن التصريحات الإيرانية التي وصفها "بالمتناقضة" تؤشر على "ارتباك" القيادة في طهران.

لكن فريحات يعتبر أن إيران في "موقف صعب للغاية"، حيث تجد نفسها بين خيارات كلها "مرّة" بالنسبة لها. فإذا هي اختارت أن تتحرك وتنتصر لحزب الله ولنصر الله وللعلاقة العضوية فستغيّر معادلة الصراع في المنطقة وتتحوّل إلى حرب إقليمية. 

وبحسب فريحات، فإذا اختارت إيران عدم التحرك "فستدفع ثمنا كبيرا على مستوى مشروعها الإقليمي في المنطقة وعلاقاتها الإقليمية". 

كما اعتبر أن عدم تحرك إيران "سيحول صبرها الاستراتيجي إلى صبر أبدي"، حسب قوله. 

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close