الأحد 17 نوفمبر / November 2024

تأثير مقلق على أدمغتهم.. مواقع التواصل خطر مباشر على المراهقين

تأثير مقلق على أدمغتهم.. مواقع التواصل خطر مباشر على المراهقين

شارك القصة

"العربي" يلقي الضوء على تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين وأفكارهم (الصورة: غيتي)
يفاقم التفقد المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي الاستجابة العصبية لدى المراهقين، كون أدمغة الأطفال تخضع لإعادة تنظيم هيكلية المناطق العصبية في هذا العمر.

أثبتت دراسة علمية حديثة أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المراحل المبكرة من المراهقة، قد تكون مرتبطة بالتغييرات في حساسية الدماغ، لموضوع المكافآت والعقوبات الاجتماعية.

وتثير الدراسة التي أجريت على 169 طالبًا تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا، ونُشرت في دورية الجمعية الطبية الأميركية "جاما"، مزيدًا من الأسئلة بشأن الارتباطات طويلة المدى بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والنمو العصبي لأدمغة المراهقين. 

وعلى مدى جيل، جذبت مواقع التواصل الاجتماعي ملايين المراهقين من حول العالم حيث وفرت لهم فرصًا غير مسبوقة من التفاعلات الاجتماعية على مدار الساعة.

وفي وقت لا يمكن التنبؤ بتأثير كل تلك المداخلات الاجتماعية على أدمغة الأطفال والمراهقين، تشير الدراسة إلى أن الخطورة تكمن في تلك المرحلة العمرية تحديدًا، وهي فترة المراهقة لأن أدمغة الأطفال تخضع لإعادة تنظيم هيكلية المناطق العصبية ووظائفها المتحكمة في المشاركة في السعادة والحزن والاستياء وغيرها، ما يؤدى لظهور كل هذه المشاعر بطريقة مُفرطة النشاط. 

الاستجابة العصبية بأدمغة المراهقين

ووفق العلماء، يتفقد نحو 78% من الأطفال المشاركين في الدراسة أجهزتهم الذكية كل ساعة تقريبًا، بينما يشارك 46% منهم بشكل مستمر تقريبًا في وسيلة واحدة على الأقل من وسائل التواصل الاجتماعي.

نتيجة ذلك، تخضع أدمغة المراهقين لإعادة تنظيم هيكلية ووظيفية كبيرة بحيث يؤدي التفقد المستمر لوسائل التواصل الاجتماعي إلى تفاقم الاستجابة العصبية.

فيواجه المراهقون زيادة في إفراز مادة الدوبامين، استجابة للتعليقات والمكافآت الاجتماعية.

تأثير مواقع التواصل على نفسية المراهق

أما عن الانعكاسات النفسية لهذه الظاهرة، فتشرح زينب خشان الباحثة في العلوم النفسية والتربوية لـ"العربي" أن معظم المراهقين خاصةً من فئة 13 إلى 17 عامًا لديهم شعور بعدم الرضى عن شكلهم الخارجي.

وسبب ذلك وفق خشان، رؤيتهم المتكررة لأشكال مثالية غير واقعية على مواقع التواصل، في وقت يبدأ الطفل بتكوين صورة ذهنية عن نفسه بهذه المرحلة العمرية.

وتضيف الباحثة في العلوم النفسية: "إذا كان الطفل لا يرى سوى أجسام وأشكال ممتازة طول الوقت، فسيصبح تقديره لذاته بشكله الخارجي معدوم، وسيرفض بالتالي مظهره".

كما لوحظ أيضًا أن نسبة انتحار الفتيات من هذه الفئة قد ارتفعت، توازيًا مع ارتفاعها عند الشباب أيضًا بشكل ملحوظ مقارنة مع غيرهم من الأطفال، لأن تعرضهم المستمر لوسائل التواصل يعزز شعورهم بعدم السعادة في حياتهم، حيث يقارنون حياتهم بما يوحي لهم أنها حياة الآخرين، بحسب خشان.

إعادة بناء الدماغ 

بدوره، يوضح استشاري علوم الدماغ التطبيقية جميل بابلي أن دماغ الطفل بين 12 و18 عامًا يعاد بناؤه، بما يتخلل ذلك حالة دماغية  تعرف باسم myelination حيث تشهد الممرات العصبية تغليفًا كي تتم عملية نقل الإشارات الكهربائية بسرعة عالية.

وعليه، إذا دخلت التقنية في سن مبكّرة على الأطفال تتأثر الـ myelination سلبًا، إذ لا تعود الممرات العصبية قوية بشكل كافٍ لتؤدي دورها في هذه المرحلة، ما ينعكس على تعاطي الطفل مع المؤثرات الحسية والمعلومات التي تدخل إلى دماغه بحساسية أعلى من اللزوم، على حدّ شرح بابلي.

ويردف الاستشاري: "نلاحظ أن المراهق يبدأ من سن الـ 15 إلى 18 في تكوين قرارات عاطفية أكثر من المنطقية، وذلك لأن منطقة الناصية في دماغه لا تكون مكتملة التشكيل بعد، وبالتالي نرى أن المراهقين متهورين في سلوكهم، ولديهم اندفاع عال".

تابع القراءة
المصادر:
العربي