Skip to main content

تاريخ من الكذب وتزييف الحقائق.. حقيقة نتنياهو بشهادة الحلفاء والأعداء

الأربعاء 25 أكتوبر 2023
وصف عدد من المسؤولين الأميركيين بنيامين نتنياهو بالكذاب - رويترز

لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تاريخ مع الكذب وتغيير الحقائق بشهادة العديد من قادة العالم، لدرجة أن تلك الصفة أصبحت علامة أساسية في مسيرته بحسب حلفائه قبل أعدائه.

فقد وضعت مواقف زعماء وسياسيين من أحداث ومحطات في تاريخ نتنياهو تزييفه تحت المجهر، كان أحدثها مزاعمه بشأن قتل أطفال إسرائيليين في عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها كتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

كذبة ذبح الأطفال

وعلى سبيل المثال، ظهر رئيس الحكومة الإسرائيلية في مقطع فيديو خلال اتصال هاتفي وهو يقول: "تعرضنا لمذابح. تمّ ذبح مئات العائلات على أسرّتهم وفي منازلهم ونساء اغتصبن وقتلن بوحشية. أكثر من 100 مختطف بينهم أطفال".

لكن لم يصدم العارفين بسيرة نتنياهو كذبه على الرئيس الأميركي جو بايدن حين أبلغه بقيام كتائب "القسام" بذبح أطفال، كما أن هذه الكذبة لم تصمد طويلًا فسرعان ما تراجع عنها البيت الأبيض.

وأكد بيان صادر عن البيت الأبيض حينها أنّ بايدن والمسؤولين الأميركيين لم يروا صورًا، أو لم يتحقّقوا بشكل مستقلّ من أنّ "حماس" قطعت رؤوس أطفال

ولفت البيت الأبيض إلى أن بايدن بنى تعليقاته على مزاعم متحدّث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وتقارير إعلامية من إسرائيل.

"كذّاب ابن كذّاب"

"بنيامين نتنياهو كذّاب ابن كذّاب"، كانت تلك عبارة أطلقها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن حليفه. فلرئيس وزراء حكومة الاحتلال تاريخ مع الكذب والتضليل وتغيير الحقائق بشهادة العديد من قادة العالم.

رغم ذلك، يستعذب رؤساء أميركا كذبه. ففي كتاب "غضب" عن سنوات دونالد ترمب في البيت الأبيض، يروي بوب وودوارد على لسان وزير الخارجية الأميركي السابق ريكس تيلرسون واقعة كاشفة عن هذا الأمر.

وقال تيلرسون إنّه خلال زيارة ترمب لإسرائيل، عرض نتنياهو تسجيلًا مصوّرًا ادّعى أنه للرئيس الفلسطيني محمود عباس يحرّض فيه على قتل الأطفال، ليستدعي ترمب الوزير الأميركي على عجل، ويريه التسجيل المصوّر.

وسرعان ما تبيّن للوزير أنّ التسجيل ملفّق من مقاطع متفرّقة للرئيس الفلسطيني، فأخبر رئيسه بذلك لكنه لم يصدّقه وأصرّ على التصديق، قائلًا: "ليس مفبركًا. لقد سجّلوا له بالصوت والصورة".

في اليوم التالي، قابل ترمب عباس ووصفه بالكاذب القاتل، وعلى الرغم من كل هذا الكذب والخداع قال جاريد كوشنر لأصدقائه إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي وصديق الأسرة "بيبي نتنياهو" هو قدوته.

شهادة الأميركيين

وخلال محادثات لأوباما مع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في قمة العشرين في عام 2011، وصف ساركوزي نتنياهو بالكذّاب، فعلّق أوباما قائلًا: "يبدو أنّك سئمت التعامل معه. أما أنا فعليّ التعامل معه كلّ يوم".

وصرح أوباما في إحدى خطاباته: "ليس من حقك أن تمنع المزارعين الفلسطينيين من حصاد أرضهم، أو تقييد حركة الطلاب في التنقل في أنحاء الضفة الغربية أو تهجير العائلات الفلسطينية من منازلهم".

ولم يكن أوباما وحيدًا من حيث فشله في التعايش مع ذلك السياسي الإسرائيلي المعروف بغطرسته وفظاظته، فقد اشتهر أنّ وزير الخارجية الأميركيّ جيمس بيكر أعلن في أوائل عام 1990 أنّ نتنياهو شخص غير مرغوب فيه.

حتّى أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون المعروف بعلاقاته الطيّبة مع الجميع تقريبًا، انضمّ إلى كارهيه، بل إنّ وزير الخارجية الأميركيّ الأسبق جون كيري يحكي في مذكّراته عن خيبة أمله من خطاب نتنياهو الذي هاجم فيه الاتفاق النووي الأميركي الإيراني.

وقال كيري: "بصفتي مؤيّدًا ثابتًا لإسرائيل ينظر دائمًا إلى اختلافاته مع نتنياهو من خلال وجهة نظر سياسية، لا شخصية، شعرت بخيبة أمل منه. طوال مسيرتي في مجلس الشيوخ، كنت أدعم إسرائيل بإخلاص، وكوزير واصلت بطرائق لا تُعَدّ ولا تُحصى مساعدتها على تجنّب الهجمات في المنظمات الدولية".

وتابع كيري في مذكراته: "أوصيت باستخدام حق النقض في الأمم المتحدة. ولقد فعل الرئيس أوباما الكثير لدعم إسرائيل. واعتقدت أننا نستحقّ خطابًا أفضل من خطاب نتنياهو الذي هاجم الاتفاق النووي، فهو خطاب غير عادل، وغير أخلاقي".

وقبل ذلك، كان رئيس حكومة الاحتلال السابق إيرييل شارون قد وصف نتنياهو بالكذّاب والجبان والمتآمر، وفي إحدى المرّات دعا شارون نتنياهو وقال له: "كنت كذابًا، وستبقى كذابًا". 

كما نقلت وثيقة سرية مسرَّبة من مراسلات السفارة الأميركية بالقاهرة عبر موقع "ويكيليكس" عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك قوله إنّ نتنياهو "جذّاب وأنيق، ولكن لم يف يومًا بوعد قطعه على نفسه".

توبيخ من جنوده 

أما آخر الاتهامات بكذب بنيامين نتنياهو، فجاءت من جنديّ من جنود الاحتياط بعد زيارة نتنياهو لغلاف غزة خلال المعركة الأخيرة.

فنقلت إحدى وسائل الإعلام أن رئيس الوزراء زار الفرقة العسكرية 967 التي ترابط عند مدينة رحوفوت لتقييم الوضع العسكري هناك.

وكان في انتظاره منصة عليها علم إسرائيل، وكان مخططًا أن يلقي خطابًا أمام الجنود، "لكن عندها قام أحد الضباط وبدأ بالصراخ عليه وسبه بألفاظ نابية أنت كذاب وإدارتك صفر".

المصادر:
العربي
شارك القصة