ناقشت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أمس الأربعاء، مسألة ما تردد من أنباء عن نقل إيران طائرات مسيرة إلى روسيا في مجلس الأمن، بحسب ما كشف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس.
وأضاف في بيان: "عبرنا عن بالغ القلق لحصول روسيا على هذه الطائرات المسيرة من إيران. لدينا أدلة كبيرة الآن على أن تلك الطائرات المسيرة تستخدم لقصف مدنيين أوكرانيين وبنية تحتية حيوية".
وتابع: "لن نتردد في استخدام عقوباتنا وغيرها من الأدوات الملائمة ضد كل المتورطين في عمليات النقل تلك".
من جهتها، أعلنت روسيا الأربعاء، أنها ستعيد تقييم تعاونها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وموظفيه، إذا أرسل الأخير خبراء إلى أوكرانيا لتفقد طائرات مسيرة تقول القوى الغربية إنها صُنعت في إيران، واستخدمتها موسكو في انتهاك لقرار الأمم المتحدة.
ودعا نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول هذا الاستخدام، غوتيريش وموظفيه إلى "الامتناع عن المشاركة في أية أنشطة تفتيش غير قانونية".
وتنفي طهران إمداد موسكو بطائرات مسيرة، كما تنفي روسيا بدورها استخدام قواتها طائرات مسيرة إيرانية في تنفيذ هجمات بأوكرانيا.
طائرات مسيرة إيرانية الصنع تستهدف البنى التحتية في #كييف، و #إيران تنفي ضلوعها في الحرب#العربي_اليوم تقرير: زينب السباعي pic.twitter.com/bdZUatfJHi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 17, 2022
وكتب نائب السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، جيمس كاريوكي، على موقع "تويتر" بعد الاجتماع: "إيران عليها التزامات بعدم تصدير هذه الأسلحة. وكعضو في الأمم المتحدة، تتحمل إيران مسؤولية عدم دعم حرب العدوان الروسية".
المسيرات تقلق أوكرانيا
ودعت أوكرانيا هذا الأسبوع خبراء الأمم المتحدة، لتفقد بعض الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الأربعاء: "من حيث السياسة، نحن مستعدون دائمًا لفحص أي معلومات وتحليل أي معلومات تقدمها لنا الدول الأعضاء".
وتعتبر كل من روسيا وإيران أن غوتيريش لا يملك سلطة إرسال خبراء إلى أوكرانيا لتفقد الطائرات المسيرة.
وفي رسالة إلى غوتيريش يوم الأربعاء، قال سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني: إن دعوة أوكرانيا لخبراء الأمم المتحدة "تفتقر إلى أي أساس قانوني"، مطالبًا غوتيريش بـ"منع أي سوء استخدام" للقرار ولمسؤولي الأمم المتحدة بشأن القضايا المتعلقة بالحرب الأوكرانية.
وعجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ أي إجراء جوهري بشأن الحرب في أوكرانيا، لأن روسيا تمتلك حق النقض (فيتو) على المجلس المؤلف من 15 عضوًا، إلى جانب الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
إلى ذلك، قال بوليانسكي في تصريحات للصحافيين، إنه غير متفائل بشأن تجديد اتفاق تم التوصل إليه بوساطة الأمم المتحدة، والذي استؤنفت بموجبه صادرات أوكرانيا من الحبوب والأسمدة عبر البحر الأسود.
فرض الأحكام العرفية
وكان مجلس الاتحاد الروسي وافق الأربعاء على مرسوم الرئيس فلاديمير بوتين، بشأن تنفيذ الأحكام العرفية في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا الأوكرانية التي تم ضمها مؤخرًا إلى روسيا، بينما نددت أوكرانيا بالقرار، حيث تعهد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالدفاع عن بلاده.
وتسمح الأحكام العرفية ضمن إطار القانون الروسي، بتعزيز وجود الجيش وفرض حظر تجول والحد من التحركات وتدريب مواطنين أجانب.
وأوضح نائب مدير معهد تسوية النزاعات السياسية، ألكسندر كوزنيتسوف، أن الأحكام العرفية تضمن أمن وسلامة سكان المناطق الأربعة، خاصة أن تلك البلدات لا سيما زابوريجيا وخيرسون تتعرضان لقصف منهجي وإطلاق الصواريخ، متهمًا أوكرانيا باستهداف وقتل المدنيين.
من جهة ثانية، نفى كوزنيتسوف في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن يكون هناك أي احتجاج على الحرب من قبل الشعب الروسي، مشيرًا إلى وجود إجماع من المواطنين بضرورة خروج روسيا من الحرب منتصرة. وتابع أن التعبئة الجزئية كانت ضرورية لتعزيز الجيش الروسي خاصة أن القوات الأوكرانية تقاتل بضراوة وجدية.
من جانبه، وصف النائب في البرلمان الأوكراني، أوليكسي جونشارينغو، اتهام أوكرانيا بقصف المدنيين بـ "السخيف"، لأن موسكو هي من بدأت الحرب على بلاده بحسب تصريحاته، لافتًا إلى أن القوات الأوكرانية تدافع عن وطنها وتحاول استعادة أراضيها.
وشدّد جونشارينغو في حديث إلى "العربي" من كييف، على أن الجيش الأوكراني سيقاتل حتى النهاية من أجل أرضه و"لا بد من أن تدرك روسيا ذلك"، مؤكدًا أن الجيش الأوكراني سيخرج منتصرًا من الحرب.