في مبادرة إنسانية لافتة، تقدم مسن تونسي بالتبرع بأموال جمعها لأداء مناسك العمرة في سبيل نصرة الفلسطينيين في قطاع غزة الذين يواجهون عدوانًا إسرائيليًا متواصلًا منذ 18 يومًا.
ويثير العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر منذ 17 عامًا، غضبًا واسعًا في الشارع العربي والإسلامي، إذ شهدت عدة بلدان مظاهرات ضخمة منددة بالجرائم الإسرائيلية، ومعلنة تضامنها مع الفلسطينيين في القطاع.
وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري أكثر من 5300 شهيد بينهم 2055 طفلًا و1119 امرأة، فيما وصل عدد الجرحى إلى أكثر من 18 ألف مصاب بجروح مختلفة.
"فلسطين أولى"
وفي مقطع فيديو، ظهر شيخ تونسي يدعى الطيب، هو يقول لطاقم الهلال الأحمر التونسي إنه قرر التبرع لفلسطين بأموال كان يجمعها من أجل أداء مناسك العمرة، وقدرها 2000 دينار تونسي.
وقال الشيخ التونسي في حديثه، حيث بدا التأثر واضحًا عليه، "فلسطين أولى من أموالي للعمرة"، مبديًا حزنه على الضحايا الأطفال وألمه رؤية الفلسطينيين يبيتون في العراء، بعد أن قصفت إسرائيل بيوتهم.
وقالت وسائل إعلام تونسية، إن " العم الطيّب" شيخ تونسي من منطقة فوشانة بتونس العاصمة، وقد تقدّم إلى مكتب الهلال الأحمر ملتحقًا بالعديد من التونسيين الذين تقدموا بالتبرع إلى أهالي سكان غزة، وكذلك أقدم البعض منهم على إطلاق حملات لمقاطعة منتجات أميركية داعمة لإسرائيل.
وقال موقع "ألترا تونس": إن العديد من شركات السفر في البلاد، عرضت على "العم الطيب" التعويض بتكفلها برحلة له لأداء مناسك العمرة، على تلك اللفتة الإنسانية التي قام بها تجاه فلسطين.
وكان الهلال الأحمر التونسي، قد أطلق في 10 من أكتوبر الجاري، حملة تبرع وطنية لجمع المساعدات المالية والعينية لفائدة الأجهزة الصحية التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني والشعب الفلسطيني.
وأفاد الموقع نفسه، بأن التونسيين تداعوا لتقديم التبرعات المادية والعينية، لتصل إلى معبر رفح البري، وفق ما أعلنته السفارة التونسية في القاهرة، مساء الأحد 22 أكتوبر، بتأكيدها أن المساعدات الإنسانية المرسلة من الشعب التونسي إلى الشعب الفلسطيني قد وصلت المعبر، وأنها "تشمل أساسًا مستلزمات طبية وصحية وحليب أطفال".