مع حصول الانتخابات الإسرائيلية الجديدة، يُستعاد الحديث عن وضع عرب الداخل الفلسطيني الذين يعانون من إهمال وعنف وجرائم تحصل في حقهم، إلى ذلك التمييز في التعامل بكافة الأشكال والتصرفات العنصرية.
ويؤكد عضو مجلس بلدية اللد محمد أبو شريدي أنّ التمييز يتم بين الأحياء اليهودية والعربية عن طريق الرفاهية الظاهرة في مناطق اليهود دون سواها.
ويلفت في حديث إلى "العربي"، إلى أن مدينة اللد يقطنها نحو 33 ألف نسمة عربي، موضحًا أن الأحياء اليهودية تشهد ارتفاعًا في أسعار الشقق وهي أغلى بكثير من مثيلاتها العربية.
كما يبين أن الأحياء اليهودية تشهد عمليات تعبيد للشوارع وإعادة ترميمها على مدار السنة، بينما المناطق في الوسط العربي لا تشهد أيّ عملية من هذا النوع مع ضعف بنيتها التحتية وبخاصة في فصل الشتاء حيث يعاني الكثير من الطلاب من عدم القدرة على الوصول إلى مدارسهم.
ويقول أبو شريدي: إن المواطن العربي لا يقدر على بناء بيته حتى بنفسه، وتقوم سلطات الاحتلال بهدم هذا البيت في حال تم الانتهاء من بنائه.
في حين يشير الناشط السياسي والاجتماعي غسان منير، إلى أن التمييز لا يكون عنصريًا فقط من الدولة وإنما أيضًا من قبل السلطات والمجالس البلدية التي لا تهتم بالأحياء العربية التي تنقصها شبكات الكهرباء، إضافة إلى أن مئات البيوت في اللد لا يصلها التيار الكهربائي أو الصرف الصحي.
حرمان من التشكيل السياسي
من جهتها، تقول عضوة الكنيست الإسرائيلي السابقة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي حنين الزعبي: إن الحديث حين يكون عن عرب الداخل لا يكون فقط عن التنكيل والعنصرية والتمييز تجاه أي فلسطيني وإبقائه على هامش المواطنة، بل يمتد ذلك إلى نقطة رئيسة تتلخص في هدف إسرائيل في حرمانه من التحول إلى مجموعة سياسية.
وتشير الزعبي في حديث مع "العربي" من الناصرة: إنهم يدافعون عن أنفسهم وحقوقهم وأرضهم لا يفعلون ذلك كأقلية أمام دولة تقوم بتهميشهم، "نحن ندافع كأصحاب وطن أمام دولة تعرف نفسها كدولة يهودية، أي هي لا تريد أي تعبير سياسي لهؤلاء الفلسطينيين كما لا تريد لهم حياة طبيعية، ولا تريد إعطائهم الحقوق المدنية، تريد بقاءهم ضمن مفردات صراع البقاء الأولى لكي لا نشكل مسألة سياسية".
وتضيف عضوة الكنيست السابقة أنه يجب على الفلسطيني في الداخل أن يقرأ إسرائيل بوضوح وأن لا يبالغ في عملية تأثيره على الحكومات الإسرائيلية "فنحن نقرأ دولة ليست فقط تذهب أكثر إلى اليمين، نحن نقرأ دولة تجاهر ببعدها الاستعماري وأن لا حقوق جماعية للفلسطينيين كما لا دولة ولا حق تقرير مصير ليس فقط في الضفة وغزة والقدس، لكن في الداخل أيضًا".