الجمعة 5 يوليو / يوليو 2024

تحمل دلالات دينية.. ما سر أسماء العمليات العسكرية الإسرائيلية؟

تحمل دلالات دينية.. ما سر أسماء العمليات العسكرية الإسرائيلية؟

Changed

جيش الاحتلال الإسرائيلي
تسمية "جز العشب" تعكس إستراتيجية استنزاف عسكرية طويلة لجيش الاحتلال الإسرائيلي- غيتي
تعتمد قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق تسميات تحمل دلالات دينية على عملياتها وعدوانها على الشعب الفلسطيني.

يبرز مجددًا بروتوكول التسميات التي يقرها النظام العسكري الإسرائيلي، بإطلاق تسمية على أي عملية واسعة يشنها جيش الاحتلال؛ من أجل إدراج أدق تفاصيلها في أرشيف وزارة الدفاع وإعطاء صبغة دفاعية أو دينية عليها.

جاء هذا مع حديث حكومة بنيامين نتنياهو، عن بدء المرحلة الثالثة من الحرب المتواصلة على قطاع غزة باسم "مرحلة جز العشب".

تسميات ذات دلالات مختلفة

وأطلق جيش الاحتلال على أكبر عملياته العسكرية على أرض فلسطين في أكتوبر/ تشرين الأول 1948 اسم "يوآف"، في دلالة توراتية على اسم قائد جيش النبي داوود.

ليعود هذا الجيش مطلع القرن الجديد إلى تسميات ذات دلالات مختلفة، على غرار عملية "السور الواقي" عام 2002، خلال اجتياحه لمدن الضفة بحجة حماية المستوطنات الإسرائيلية.

ثم أطلق عملية "قوس قزح" عام 2004، وهي عملية توغل إسرائيلي قصير المدى في قطاع غزة، حملت أيضًا دلالة دينية استدعت لدى الإسرائيليين قصة قوس النبي نوح في التوراة للتبشير بالولادة الجديدة.

إضفاء الدلالات المشتقة من الطبيعة على مسميات عملياتها العسكرية في الأراضي المحتلة؛ عاد مع عملية "أول الغيث" في 2005 على إثر إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة. ثم عملية "أمطار الصيف" في يونيو/ حزيران 2006 على إثر أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

"عمود السحاب"

هكذا عادت الدلالات الدينية مجددًا في عام 2006، مع عملية "الحديد البنفسجي"، مع الإشارة إلى أن اللون البنفسجي في التوراة يرمز إلى زمن المجيء وزمن الصوم الكبير والتضحية.

أما عملية "عمود السحاب" عام 2012، فكانت دلالاتها توراتية واضحة، تستند إلى سفر يقول "خروج الرب ليسير أمام بني إسرائيل نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق".

وفي أغسطس/ آب 2022، قالت القيادة الإسرائيلية إن تسمية عملية "الفجر الصادق"، ترمز إلى أن ضوء الفجر سيخفي سواد رايات المقاومة الفلسطينية.

وجاءت عملية "حارس الأسوار"، في مايو/ أيار 2012 لحماية أسوار المنطقة التي باتت خاضعة لها، بحسب ما أعلنه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

ولأن الأسماء التوراتية قد تضفي شرعية عسكرية، بمنطق قيادة تل أبيب، أطلقت إسرائيل على عمليتها الحالية في غزة اسم "السيوف الحديدية".

"إستراتيجية استنزاف طويلة"

وفي التوراة، ثمة إشارة إلى أن الفلسطينيين كانوا يحتكرون تشذيب الأدوات الحديدية، لئلا يصنع منها الإسرائيليون سيوفًا ورماحًا حديدية، وما العملية الراهنة، سوى انتقام للواقعة التي حدثت قبل آلاف الأعوام، بحسب السردية التوراتية.

أما تسمية مرحلة "جز العشب" التي أعلنت عنها القيادة الإسرائيلية مؤخرًا، فهي تسمية تعكس إستراتيجية استنزاف عسكرية طويلة ذات أهداف محدودة: تتمثل بتقليل قدرة خصوم إسرائيل على إلحاق الأذى بها.

وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري عبد الرحمن الشحيتلي إن تسمية المرحلة الثالثة الحالية في اللغة العسكرية الغربية هي مرحلة 'تنظيم الهدف'. ويعتبر نتنياهو والقيادة الإسرائيلية أن غزة هي الحديقة الخلفية لتل أبيب، وبالتالي، وحسب زعمهم، يريدون تنظيف هذه الحديقة.

وأوضح الشحيتلي في حديث لـ"التلفزيون العربي" من بيروت أن هذه المرحلة ستكون طويلة على عكس ما قاله وزير الأمن الإسرائيلي، الذي أشار إلى أنها ستستغرق أربعة أسابيع.

ولفت الخبير العسكري عبد الرحمن الشحيتلي إلى أن هناك نوايا مبيتة خلف تسميات مثل "جز العشب"، مما يعني أن إسرائيل تعتبر هذه المنطقة تابعة لها.

وأشار إلى أن هذه الحرب لن تنتهي إلا باتفاق سياسي، وأن المقاومة الفلسطينية ستعمل على استنزاف جيش الاحتلال في أكثر من منطقة في قطاع غزة، وفق قوله.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close