يواجه الأوكرانيون وضعًا "يزداد صعوبة" في دونباس حيث تقصف موسكو سيفيرودونيتسك في لوغانسك "على مدار الساعة".
جاء ذلك فيما دمّرت القوات الروسية وحدة أوكرانية من مدافع هاوتزر إم777، أميركية الصنع، وهو نوع من أسلحة المدفعية، وفق ما أفادت وكالة الإعلام الروسية اليوم الإثنين نقلًا عن وزارة الدفاع الروسية.
وكانت الوزارة قد أعلنت السبت عن تدمير شحنة "كبيرة" من الأسلحة المرسلة لكييف من دول غربية في منطقة شرق دونباس في شمال غرب أوكرانيا.
والسبت، وقّع الرئيس الأميركي جو بايدن على مرسوم مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 40 مليار دولار، حيث سيخصص نصفها للجيش الأوكراني.
تشديد القصف على دونباس
وتشدد موسكو القصف على دونباس حيث تحشد بحسب حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي الوحدات التي انسحبت من منطقة خاركيف (شمال شرق) والقوات التي فرضت الحصار على ماريوبول (جنوب شرق) ومقاتلي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين والقوات الشيشانية وتعزيزات استقدمت من سيبيريا وأقصى الشرق الروسي.
وقال غايداي على تطبيق تيليغرام: إن "كل القوات الروسية تحتشد في منطقتي لوغانسك ودونيتسك"، مضيفًا أن الأمر نفسه ينطبق على الأسلحة مع "تركيز كل شيء هنا" ولا سيّما صواريخ إس-300 المضادة للطائرات وإس-400 المضادة للصواريخ.
وشدد غايداي على أن سيفيرودونيتسك التي تشكل نقطة محورية في معركة دونباس، تتعرض لنيران القوات الروسية "على مدار الساعة".
وأوضح: "إنهم يستخدمون تكتيك الأرض المحروقة، يدمرون المدينة بشكل متعمد" من خلال القصف الجوي وقاذفات الصواريخ المتعددة وقذائف الهاون والقصف على المباني من الدبابات.
إزالة الألغام من مصنع آزوفستال
إلى ذلك، بدأ الجنود الروس في إزالة الألغام والحطام من أراضي مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول أمس الأحد، بعد صدور أوامر لمئات من القوات الأوكرانية التي تحصنت لأسابيع في المصنع بالانسحاب.
وأظهرت لقطات مصورة انتشرت عبر مواقع التواصل، الجنود وهم يسيرون في المجمّع ويستخدمون أجهزة الكشف عن الألغام على الطرق التي يتناثر عليها الحطام، بينما قام آخرون بتفقد كل شيء بحثًا عن عبوات ناسفة.
وقال جندي روسي يدعى باباي: "المهمة جسيمة، لقد زرع العدو ألغامه الأرضية، كما قمنا بزرع ألغام مضادة للأفراد أثناء صد العدو. لذلك أمامنا نحو أسبوعين من العمل"، وفق "رويترز".
Les sapeurs des Forces armées de la Fédération de Russie et du NM DPR nettoient la mine "#Azovstal" Les groupes de sapeurs des forces armées de la Fédération de Russie, en collaboration avec la milice populaire de la #RPD, déminent l'usine d'Azovstal. pic.twitter.com/d9MVrB88U1
— ELPRESY 🇸🇳 (@Niang_officiell) May 23, 2022
والجمعة، أعلنت روسيا استسلام آخر مقاتلين أوكرانيين يدافعون عن آزوفستال. وتحدثت عن تسليم أكثر من ألفي مقاتل أوكراني لأسلحتهم، فيما لم تؤكد أوكرانيا هذا النبأ وقد أشارت إلى "صفقة غير معلنة" للجنود، فيما قال قائد بإحدى الوحدات في المصنع في مقطع مصور: إن القوات تلقت أوامر بالانسحاب.
وأظهرت لقطات مصورة بطائرة مسيرة مباني المصنع في حالة خراب، والعديد منها متفحم والكثير منها منهار جزئيًا وبعضها مجرد كومة من الحطام.
وتمنح السيطرة الكاملة على ماريوبول لروسيا التحكم في طريق بري يربط شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو عام 2014، مع البر الرئيسي لروسيا وأجزاء من شرق أوكرانيا تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.
حظر رمزي "زد" و"في"
على صعيد آخر، قرر البرلمان الأوكراني الأحد، حظر رمزي "زد" و"في" اللذين يستخدمهما الجيش الروسي للترويج لحربه في أوكرانيا، لكنه وافق على دعوة الرئيس فولوديمير زيلينسكي للسماح باستخدامهما لأغراض تعليمية أو تاريخية.
وأعلن ياروسلاف جيليزنياك، عضو البرلمان من المعارضة، عن هذا القرار عبر تطبيق تيليغرام، قائلًا: إن 313 نائبًا من إجمالي 423 عضوًا بالبرلمان صوتوا لصالح هذا القرار.
وكان زيلينسكي قد استخدم حقه في رفض مسودة سابقة من مشروع القانون، ودعا إلى السماح برمزي "زد" و"في" للعرض في المتاحف والمكتبات والمصنفات العلمية والكتب المدرسية وما شابه ذلك.
ولا يوجد أي من هذين الحرفين في الأبجدية الروسية، لكن تم استخدامهما على نطاق واسع، لا سيما على المركبات والمعدات العسكرية الروسية، للترويج لأهداف الصراع.
ويحظر القانون الجديد إنشاء منظمات غير حكومية تستخدم رمزي الحرب الروسية أو تقوض سيادة أوكرانيا.