حذّرت منظمة الصحة العالمية من أنّ المستشفيات التي لا تزال تعمل في قطاع غزة "تتدهور سريعًا" في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، حيث ينتظر المرضى "الموت" بسبب نقص شديد في عدد الموظفين والإمدادات.
ووصف منسق فريق الطوارئ الطبي شون كيسي "الأوضاع المزرية" في المستشفيات المتبقية في قطاع غزة، قائلًا إنّه خلال الأسابيع الخمسة التي قضاها في غزة، شاهد يوميًا في المستشفيات "مصابين بحروق شديدة وكسور مضاعفة مفتوحة ينتظرون ساعات أو أيامًا" لتلقّي علاج.
وأضاف لصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: "كانوا يطلبون مني في كثير من الأحيان الطعام أو الماء، وهذا يُظهر مستوى اليأس".
"تدهور سريع"
وزار كيسي 6 من المستشفيات الـ16 التي لا تزال تعمل في قطاع غزة، من أصل 36 مركزًا طبيًا كان يعمل قبل اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال: "ما رأيته شخصيًا هو تدهور سريع في النظام الصحي، إلى جانب ارتفاع سريع في مستوى المساعدات الإنسانية وتلاشي مستوى دخول المساعدات الإنسانية، خصوصًا إلى المناطق في شمال القطاع".
ووصف كيف رأى مرضى في الشمال "ينتظرون الموت في مستشفى يفتقر إلى الوقود والكهرباء والمياه".
وقال كيسي: "حاولنا كل يوم لمدة سبعة أيام إيصال وقود وإمدادات إلى شمال مدينة غزة، لكن في كل يوم كانت هذه الطلبات لإجراء تنقّلات مُنسّقة تُواجَه بالرفض".
نقص في الطواقم الطبية
وأوضح أنّ المستشفيات تواجه طوفانًا من المرضى بينما تعمل بالحد الأدنى من الموظفين، والعديد منهم، مثل الغالبية العظمى من سكان غزة، نزحوا من منازلهم.
وأضاف أنّ مديري المستشفيات كانوا يخبروه كيف أن جرّاحيهم لا يستطيعون إجراء جراحات، لأنهم كانوا في الخارج يجمعون الحطب ليشعلوها ويطهوا لعائلاتهم.
وأشار كيسي إلى أنّه زار مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث "لم يتبق فيه سوى 30% من العاملين، بينما ينتشر المرضى في كل مكان في الممرات على الأرض".
وقال: "في وحدة الحروق، كان هناك طبيب واحد يعالج 100 مريض".
وذكر أنه عندما زار مستشفى "الشفاء" بمدينة غزة، لم يستطع دخول غرفة العمليات بسبب كثافة النازحين إليه.
"وقف إطلاق النار ضرورة"
إلى ذلك، أكد منسق فريق الطوارئ الطبي شون كيسي أنّ "الكارثة الإنسانية التي تتكشف كل يوم تزداد سوءًا"، إضافة إلى "انهيار النظام الصحي يومًا بعد آخَر".
وفي تكرار لدعوات مماثلة أطلقها رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، شدّد كيسي على أنّ الحاجة الأكثر إلحاحًا في غزة "هي في الواقع وقف لإطلاق النار"، مضيفًا أنّ "كل ما هو أقل من ذلك هو ببساطة تلبية الاحتياجات على أساس يومي".
وفي سياق متّصل، قال كيسي إنّه لم ير أي دليل على أنّ مستشفيات قطاع غزة تستخدم لأغراض أخرى.
وتعرّضت مستشفيات قطاع غزة لقصف إسرائيلي مباشر بزعم أّن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تستخدمها مقرات لها، وهي اتهامات لم تستطع إسرائيل إثباتها أمام الرأي العام العالمي.
كما توقّفت المستشفيات عن العمل نتيجة قطع الاحتلال الكهرباء والمياه، ومنع دخول الوقود إلى القطاع منذ بدء الحرب، ناهيك عن افتقارها للمستلزمات الطبية اللازمة لمداواة وعلاج الأعداد الهائلة من الجرحى التي تتوافد إليها يوميًا نتيجة العدوان.
كما استشهد عدد كبير من الأطباء والممرضين في استهداف إسرائيلي مباشر للقطاع الصحي، بهدف القضاء على الحياة في غزة.