الأحد 8 Sep / September 2024

ترحيب سوداني بمخرجات قمة القاهرة.. فتح تحقيق بشأن جرائم حرب في دارفور

ترحيب سوداني بمخرجات قمة القاهرة.. فتح تحقيق بشأن جرائم حرب في دارفور

شارك القصة

فقرة ضمن "الأخيرة" تناقش مدى قدرة دول جوار السودان في الضغط على طرفي الصراع لإنهاء الحرب في البلاد (الصورة: غيتي)
رحبت حكومة السودان بمخرجات قمة دول جوار السودان، فيما أكدت قوات الدعم السريع استعدادها للعمل مع جميع الفاعلين من أجل التوصل إلى حل جذري للأزمة.

رحب الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وقوى الحرية والتغيير المدنية، بمخرجات قمة "دول جوار السودان" التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة.

وأعلن قادة دول جوار السودان، اتفاقهم على "إنشاء آلية وزارية لوقف القتال" بين الأطراف السودانية المتحاربة والتوصل إلى "حل شامل" للأزمة، التي حذروا من تداعياتها الكبيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

موقف حكومة السودان

وقال مجلس السيادة الانتقالي في بيانه: "ترحب حكومة السودان بمخرجات قمة دول جوار السودان التي انعقدت بالقاهرة".

وأكد أن "حكومة السودان حريصة على العمل مع كل الأطراف الساعية لوقف الحرب وعودة الأمن والطمأنينة".

ونقل المجلس عن الحكومة تأكيدها أن "القوات المسلحة السودانية مستعدة لوقف العمليات العسكرية فورًا إذا التزمت المليشيا المتمردة (الدعم السريع) بالتوقف عن مهاجمة المساكن والأحياء والأعيان المدنية والمرافق الحكومية وقطع الطرق وأعمال النهب"، وفق البيان.

لكنه اشترط أن يقترن ذلك "مع الالتزام ببدء حوار سياسي فور توقف الحرب يفضي إلى تشكيل حكومة مدنية تقود البلاد خلال فترة انتقالية تنتهي بانتخابات يشارك فيها جميع السودانيين".

قمة "دول جوار السودان" التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة
قمة "دول جوار السودان" التي استضافتها العاصمة المصرية القاهرة - الأناضول

من جانبها، رحبت قوات الدعم السريع "بالبيان الختامي لقمة دول الجوار السوداني التي انعقدت في مصر، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي جاءت متسقة مع الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب في السودان"، وفق بيانها.

ورأت في هذه الخطوة "دفعة قوية للجهود المبذولة والمتواصلة من قبل السعودية والولايات المتحدة الأميركية التي تهدف للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين".

ودعت هذه القوات إلى "تكامل الجهود الدولية والإقليمية كافة بتوحيد المبادرات المطروحة لتسهيل وتسريع الوصول للحل الشامل، لا سيما مع منبر جدة ومبادرة (المنظمة الحكومية الدولية للتنمية بشرق إفريقيا) إيغاد".

وأكدت "استعدادها التام للعمل مع جميع الفاعلين في الداخل والخارج من أجل التوصل إلى حل جذري للأزمة السودانية عبر استعادة المسار المدني الديمقراطي".

وفي سياق متصل، رحبت قوى إعلان الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم سابقًا) في بيان الخميس، بمخرجات قمة القاهرة لدول جوار السودان.

واعتبرت أن البيان الختامي "يعزز من دعوة الأطراف المتحاربة للوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار لإنهاء الحرب، ويشدد على عدم التدخل الخارجي الذي يعيق جهود احتواء الحرب ويطيل أمدها ويضر بسيادة البلاد ووحدتها".

وأكدت "الحرية والتغيير" دعمها منبر جدة التفاوضي، ودعت "لاستئناف التفاوض فورًا للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار يمكّن من إيصال المساعدات الإنسانية".

هل تستطيع دول الجوار حل أزمة السودان؟

وفي حديث لـ"العربي" من باريس، يرى الباحث السياسي والخبير في الشؤون الإفريقية محمد تورشين، أن قمة مصر هي محاولات حثيثة من دول جوار السودان في إطار تدعيم ومواصلة الجهود والمبادرات التي تسعى إلى هدف واحد وهو عودة الاستقرار والأمن إلى السودان، بالرغم من عدم بلورة رؤية حول كيفية الوصول إلى هذا الهدف.

ويضيف الباحث السياسي أن التحدي الأكبر في السودان يكمن في كيفية فهم طبيعة الأزمة، ووضع مسار للحل يقوم على الطرفين.

وفيما استبعد أن تمتلك دول جوار السودان أدوات ووسائل أكثر من تلك التي تمتلكها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، أشار إلى أن هناك عوامل أخرى وهي كون مبادرة هذه الدول أتت بعد ثلاثة أشهر من الاقتتال، وبالتالي هذه الفترة كافية لاستنزاف قدرات طرفي الصراع، خاصة قوات الدعم السريع باعتبار أن ميزان القوى يشير دائمًا لصالح القوات المسلحة من حيث العتاد التدريب، وكذلك الآليات والأسلحة الثقيلة وما إلى ذلك.

ويرى تورشين أن هذه الفترة الزمنية تجعل الجيش، وكذلك قوات الدعم السريع تعيد النظر باعتبار أن الكل يتوقع أن هذه الحرب ستكون حربًا خاطفة وسريعة يستطيع من خلالها الدعم السريع الاستيلاء على السلطة.

ويردف أن اتساع رقعة الحرب وخروج كثير من المناطق من دائرة الحياة المدنية واشتعال الحرب فيها، يجبر كل طرف على تقديم تنازلات واعدة

تحقيق جديد بشأن "جرائم حرب" بالسودان

وفي سياق الصراع بالسودان، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، فتح تحقيق جديد بشأن "جرائم حرب" في السودان، مشيرة إلى أن النزاع الراهن في هذا البلد يثير "قلقًا كبيرًا".

وأبلغ مكتب المدعي العام للمحكمة كريم خان، مجلس الأمن الدولي بأنه "فتح تحقيقًا بشأن الأحداث التي وقعت في إطار الأعمال القتالية الراهنة"، في إشارة إلى المعارك التي اندلعت منذ 15 أبريل/ نيسان بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما نقلت شبكة يورو نيوز الأوروبية.

كما أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن 87 جثة دُفنت في مقبرة جماعية بمدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور السودانية "تنفيذًا لأوامر قوات الدعم السريع".

ومنذ 12 أسبوعًا، يشهد السودان قتالًا في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ما خلّف آلاف القتلى، معظمهم مدنيون، وأكثر من 3 ملايين نازح ولاجئ في الداخل ودول الجوار، وفقًا لوزارة الصحة والمنظمة الدولية للهجرة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close