عبّر مسؤول إسرائيلي "مطلّع" على المفاوضات الجارية للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى عن مخاوفه من أن يدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حماس" إلى "نسف الصفقة" بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية .
فقد أعرب المسؤول الذي لم يكشف عن هويته عن مخاوف "من أن يكون الهدف من التطرف في تصريحات نتنياهو في الأيام الأخيرة تشجيع حماس على التشدد في مواقفها ونسف الصفقة".
تصعيد لاستمرار القتال
وأوضح المسؤول الإسرائيلي للصحيفة أن "مثل هذه الخطوة قد تسمح لإسرائيل بمواصلة القتال مع تحميل حماس مسؤولية فشل المحادثات".
ففي وقت سابق أمس لفت نتنياهو في كلمة إلى أن حكومته تعمل على صفقة جديدة للإفراج عن المحتجزين بقطاع غزة لكن "ليس بأي ثمن".
وقال نتنياهو: "لدي خطوط حمراء، لن ننهي الحرب، ولن نخرج الجيش الإسرائيلي من القطاع، ولن نطلق سراح آلاف الإرهابيين".
وأضاف: "نحن نعمل باستمرار من أجل إطلاق سراح الرهائن وتحقيق أهداف الحرب الأخرى: القضاء على حماس وضمان أن غزة لن تشكل تهديدًا بعد الآن"، معلنًا أن إدارته تعمل "على المحاور الثلاثة معًا ولن تتخلى عن أي منهما".
اجتماع باريس
وتأتي تصريحات نتنياهو في أعقاب الاجتماع الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر يوم الأحد الفائت، للتباحث بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب في غزة.
وتحدثت وسائل إعلام ومصادر فلسطينية وأميركية، أن ذلك سيتم عبر 3 مراحل، فيما كشف رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، أن حركته تسلمت مقترحًا لصفقة تبادل الأسرى، وأنها بصدد دراسته.
وتلعب قطر والولايات المتحدة ومصر دور الوسيط للتوصل إلى اتفاق ثانٍ لإطلاق محتجزين إسرائيليين من غزة بمقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية ووقف إطلاق نار في القطاع.
تل أبيب تترقب ردّ "حماس"
في هذا الصدد، أشار مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة إلى أن الكثير يدور في إسرائيل ويتركز معظمه حول صفقة تبادل الأسرى مع "حماس"، حيث يتضارب الكلام أحيانًا بشكل كبير.
ويوضح: "هذا الكلام الكثير قد يشير إلى عدم التقدم في صفقة تبادل الأسرى، مع ترقب إسرائيل خلال الفترة المقبلة لرد حركة حماس، وزيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أجل البتّ في هذا الموضوع".
كما نقل مراسلنا عن القناة الـ 12 الإسرائيلية، بأنه قد يكون مطلوبًا من إسرائيل في إطار مسودة باريس إعطاء يوم تهدئة واحد مقابل كل محتجز إسرائيلي سيفرج عنه من قطاع غزة.
ويشرح دراوشة: "نتحدث هنا عن 35 محتجزًا إسرائيليًا، وبالتالي نتحدث عن 35 يومًا من التهدئة، يضاف إليها أسبوع آخر من أجل الاستعداد للمرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى".