أعلنت الجزائر أنها أخذت علمًا بالرد الرسمي للمملكة المغربية، "التي أعربت عن عدم حاجتها للمساعدات الإنسانية المقترحة من قبلها"، حسب ما أفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية اليوم الثلاثاء.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية، فإن الجزائر خصّصت ثلاث طائرات لنقل فريق إنقاذ يضم 93 فردًا، فضلًا عن مساعدات إنسانية، إلى المغرب بعد الزلزال المدمّر الذي وقع يوم الجمعة وأودى بحياة أكثر من 2900 شخص، بانتظار الضوء الأخضر من المملكة.
ولفتت الوكالة إلى أن السلطات الجزائرية أمرت، بعد إعلان وزير العدل المغربي قبول المساعدات الجزائرية، بتخصيص ثلاث طائرات للتوجه إلى المغرب.
وأضافت أنها "خصصت اثنتان من الطائرات لشحن الأدوية والأفرشة والخيم والمواد الغذائية، فيما ستقل الثالثة عناصر فريق التدخل بكل عتادهم من تجهيزات وكلاب مدربة على البحث والإنقاذ".
"عواقب بديهية"
بدوره، أشار بيان الخارجية الجزائرية إلى "تصريح لوزير العدل بالمملكة المغربية أعلن فيه قبول المساعدات الإنسانية المقترحة من قبل الجزائر، على أن يتم إيصالها بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية المغربية".
وأضاف: "على أساس هذا التصريح، أبلغت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية نظيرتها المغربية، عن طريق القنصلية العامة للجزائر بالدار البيضاء والقنصلية العامة للمغرب بالجزائر، بالتدابير التي اتخذتها الحكومة الجزائرية".
وبحسب البيان، فإن القنصل العام للجزائر بالدار البيضاء تواصل مع خلية الأزمة المنشأة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية المغربية بغية ترسيم عرض الجزائر تقديم مساعدات إنسانية.
وذكر البيان أنه "في الوقت الذي استُكملت فيه العملية وبعد إلحاح من السلطات الجزائرية المختصة طيلة ظهيرة وأمسية البارحة، تواصلت وزارة الشؤون الخارجية المغربية مع القنصل العام للجزائر بالدار البيضاء قبيل منتصف ليلة أمس، حيث أبلغ المدير العام للوزارة القنصل الجزائري بأنه وبعد التقييم، فإن المملكة المغربية ليست بحاجة إلى المساعدات الإنسانية المقترحة من قبل الجزائر".
وختم البيان بأن الحكومة الجزائرية "تأخذ علمًا بالرد المغربي الرسمي، الذي تستخلص منه العواقب البديهية".
"التصريح تم تحريفه"
وكانت وكالة "رويترز" أشارت إلى تقارير إعلامية مغربية نقلت عن مصدر وصفته بأنه مقرب من وزير العدل المغربي، أن تصريح وزير العدل تم تحريفه ولم يرحّب بالمساعدات الجزائرية.
وقال المصدر إن الوزير "رحّب من حيث المبدأ بعروض مساعدات جميع الدول.. التنسيق مع وزارة الخارجية، وهو منطق العمل كما جاء في بيان وزارة الداخلية".
وكانت الجزائر، التي تربطها علاقات متوترة مع المغرب، قد أعلنت عقب وقوع الزلزال فتح مجالها الجوي المغلق منذ عامين أمام الرحلات الجوية التي تحمل المساعدات الإنسانية والجرحى.
كما أعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان، أنها "مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية وعرض كل إمكانياتها المادية والبشرية تضامنًا مع الشعب المغربي، في حال طلب المغرب ذلك".
والأحد الماضي، قالت وزارة الخارجية إن الجزائر أعدّت فرق طوارئ وطبية إلى جانب المساعدات الإنسانية لإرسالها إلى المغرب في حالة موافقة الرباط.
وتشهد العلاقات بين المغرب والجزائر توترًا وصل إلى حد قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط في أغسطس/ آب 2021، متهمة إياها بـ"أعمال عدائية"، وهو قرار اعتبرته المملكة "غير مبرر إطلاقًا".
وقد ساءت العلاقات بين البلدين الجارين منذ ذلك التاريخ في سياق من التنافس الإقليمي، الذي تفاقم بسبب موقف كل منهما إزاء إقليم الصحراء.
فالإقليم الذي يُعد مستعمرة إسبانية سابقة يُسيطر المغرب على 80% منها، ويقترح منحه حكمًا ذاتيًا تحت سيادة الرباط.
في المقابل، تدعو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المدعومة من الجزائر إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير.
يُذكر أن المغرب كان أعلن الموافقة على عروض مساعدة 4 دول لدعم جهود الإنقاذ عقب الزلزال المدمّر، الذي ضرب البلاد مساء الجمعة.
وذكرت وزارة الداخلية المغربية في بيان، أن السلطات المغربية استجابت في هذه المرحلة بالذات لعروض الدعم التي قدّمتها الدول الصديقة: إسبانيا وقطر والمملكة المتحدة والإمارات، والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.