أبدى الرئيس الأميركي جو بايدن، "قلقه"، اليوم الخميس، بشأن تسريب وثائق أميركية سرية التي هزت البلاد، لكن من دون أن يرى فيما جرى من وراء عملية التسريب هذه خطًرا داهمًا.
وبعيد لقائه الرئيس الإيرلندي مايكل هيغينز في دبلن قال بايدن لصحافيين: "أشعر بالقلق لحصول ذلك"، مضيفًا أنّ "التحقيق جار" ويبدو أنه على وشك التوصل لنتائج.
فتح تحقيق في تسريب الوثائق الأميركية
ويحمل هذا الاختراق، الذي دفع وزارة العدل إلى فتح تحقيق جنائي حوله، معلومات سرية، حيث تعرض الوثائق بالتفاصيل وجهات نظر واشنطن بشأن الحرب في أوكرانيا، وتلمّح إلى أنّ الولايات المتحدة تجمع معلومات استخبارية عن حلفاء مقربين.
وعُثر على عشرات الصور للوثائق على "تويتر" و"تلغرام" و"ديسكورد" وغيرها من المواقع في الأيام الأخيرة، رغم أنّ بعضها ربما تمّ تداوله عبر الإنترنت على مدى أسابيع، إن لم يكن أشهرًا، قبل أن تثير اهتمام وسائل الإعلام.
وتحمل أكثر من 50 وثيقة من الوثائق تصنيف "سري" و"سري للغاية"، وظهرت لأول مرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/ آذار الفائت.
عين #أميركا باتت مكشوفة.. وثائق مسرّبة تكشف اختراقاً واسعاً لأجهزة الأمن والاستخبارات الروسية إضافة إلى دول حليفة من قبل الولايات المتحدة #روسيا @AnaAlarabytv pic.twitter.com/mJhjPoUtxn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 11, 2023
وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء الماضي، أن بلاده ستواصل التحقيق في التسريب المزعوم لمعرفة مصدره.
بدورها، أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، أمس الأربعاء، بأنّ شابًا مهووسًا بالأسلحة النارية هو من سرّب الوثائق الحكومية الأميركية السرية وشاركها في البداية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الإطار، أخبر عضوان في مجموعة على منصّة التواصل الاجتماعي "ديسكورد" صحيفة "واشنطن بوست"، بأنّ مئات الصفحات من هذه الوثائق نشرها هناك شاب أخبرهما أنه يعمل في قاعدة عسكرية أميركية، وكان قد أخذ الوثائق معه إلى المنزل.
ونشر الرجل الذي أطلق على نفسه لقب "أو جي" (OG) وثائق أمام هذه المجموعة على مدى أشهر، حسبما أفاد العضوان فيها "واشنطن بوست"، شرط عدم الكشف عن هويتيهما.
مشاكل لواشنطن
واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أنّ عملية التسريب تشكّل خطرًا "جسيمًا جدًا" على الأمن القومي للولايات المتّحدة.
وتسبب تسريب هذه الوثائق بمشاكل لواشنطن بعدما كشف مخاوفها بشأن جدوى هجوم أوكراني مضاد ضدّ القوات الروسية.
وتتحدّث إحدى الوثائق عن مخاوف الولايات المتحدة بخصوص مدى قدرة أوكرانيا على الاستمرار في الدفاع عن نفسها ضد الضربات الروسية.
ولم يعد العديد من الوثائق موجودًا على المواقع التي ظهرت عليها في البداية، فيما أفيد بأنّ الولايات المتحدة تعمل على إزالتها.
وقد تكون تداعيات هذا التسريب كبيرة، إذ من المحتمل أن تعرّض مصادر الاستخبارات الأميركية للخطر، فيما حصل أعداء الولايات المتحدة على معلومات تعدّ قيّمة.