الأحد 17 نوفمبر / November 2024

تسعة أعوام على رحيل أميرة الطرب.. حياة وردة الجزائرية بين الحب والفن

تسعة أعوام على رحيل أميرة الطرب.. حياة وردة الجزائرية بين الحب والفن

شارك القصة

تشبعت وردة الجزائرية في بداياتها من أغاني إديث بياف، وشارل أزنافور، حيث بدأت مسيرتها في عالم الفن عن طريق الغناء في فرنسا.

يُنقل عن فاطمة بكري مصففة شعر ورفيقة حياة وردة الجزائرية، أن وردة يوم مماتها (17 مايو/أيار 2012)، كانت "ساكنة هادئة كملاك نائم بوجه طفولي".

وقد تميزت وردة طيلة حياتها بسلام داخلي ترجم بندرة العداوات في الوسط الفني وبأغانٍ فيها كم كبير من الفرح والمشاعر الرقيقة.

وخصص "العربي" فقرة مميزة لتوجيه تحية إلى روح "أميرة الطرب العربي"، حيث تحدث الباحث والأكاديمي الدكتور حسين الأعظمي عن شخص وفن الراحلة وردة الجزائرية.

كاريزما ساحرة

وعن شخصية وردة الجزائرية، كشف الدكتور حسين الأعظمي أنها كانت تتمتع بقرب خاص من الجماهير ليس فقط فنيًا إنما بأي عمل كانت تقوم به سواء أكان في تصوير أو الحفلات، بحيث كانت دائمة الابتسامة والتفاؤل، حتى أن تعابير وجهها كانت دائمًا جميلة.

ويردف الأعظمي "كانت وردة تتمتع بكاريزما مثيرة، جعلتها مقبولة جدًا عند الجماهير، حتى اللقاءات الصحافية الخاصة بها كانت محط انتظار لدى الجميع".

بدايات مسيرة وردة: من باريس إلى بيروت 

ولدت وردة عام 1939 في الحي اللاتيني بالعاصمة باريس، لأب جزائري وأم لبنانية واسمها الحقيقي كان وردة محمد فتوكى.

وتشبعت المطربة الراحلة في بداياتها من أغاني إديث بياف، وشارل أزنافور، حيث بدأت مسيرتها في عالم الفن عن طريق الغناء في فرنسا. وكانت تغني لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبد الوهاب.   

ويقول الباحث والأكاديمي إن بداياتها البسيطة في فرنسا كانت النواة الأولى لمسيرتها الفنية العظيمة التي استمرت حتى نهاية حياتها.

 ويسرد الأعظمي كيف اصطحبتها والدتها إلى بيروت، وهناك عرفت بداية أوسع وأكثر عمقًا، بعد أن غنّت لأول مرّة أغانيَ خاصة بها، عقب تعاونها مع الملحن صادق ثريا، "فكانت هذه بداية حقيقية".

ولكن عندما ذهبت إلى القاهرة عام 1960 سطع نجم الشابة آنذاك، وفق الباحث حيث اختبرت شهرة أوسع في المنطقة العربية.

اعتزالها المؤقت للفن

يروي الأعظمي أنه في أوائل السبعينيات، قررت وردة أن تبتعد قليلًا عن الفن، ولكن الرئيس الجزائري الراحل هوالي بومدين دعاها للغناء في الجزائر بمناسبة الذكرى العاشرة للثورة الجزائرية، حيث قررت بعدها استكمال مشوارها الفني في مصر والرجوع عن الاعتزال.

 وفي تلك الفترة، كانت وردة الجزائرية قد انفصلت عن زوجها الجزائري جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد آنذاك. وبعد عودتها إلى مصر تزوجت الموسيقار الراحل بليغ حمدي الذي أعطاها أغاني اشتهرت بها كثيرًا.

وردة وبليغ حمدي: علاقة عاطفية وفنية

انعكست علاقة الحب الكبيرة بين وردة وبليغ حمدي على حياة وردة الفنية، حيث أصبحت التعابير الأدائية والموسيقية والكتابية أدوات متكاملة المعالم تدل على صلة القرابة العميقة بين الثنائي.

ووصف الأعظمي تعاون حمدي مع أميرة الطرب فنيًا خلال زواجهما "بأنه أعطاها فلذة ألحانه".

 وعبر الحب الكبير للفن بينهما حدود الزواج، بحيث أنه بعد انفصال وردة عن بليغ عام 1979 بقيت العلاقة الفنية بينهما مستمرة. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close