الأحد 20 أكتوبر / October 2024

تصعيد متزايد وتبادل هجمات.. ماذا بعد استهداف منزل نتنياهو؟

تصعيد متزايد وتبادل هجمات.. ماذا بعد استهداف منزل نتنياهو؟

شارك القصة

جاء استهداف منزل نتنياهو بعد يوم من إعلان حزب الله إطلاق مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع إسرائيل
جاء استهداف منزل نتنياهو بعد يوم من إعلان حزب الله إطلاق مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع إسرائيل - الأناضول
جاء الهجوم على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد يوم من إعلان حزب الله إطلاق مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع تل أبيب.

في مشهد لافت وغير مسبوق، استهدفت طائرة مسيّرة منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في منطقة قيساريا جنوبي حيفا.

ورغم أن نتنياهو وزوجته لم يكونا في المنزل وقت الهجوم، فإن وسائل إعلام نقلت عن مصادر أمنية قولها إن ما حدث يعكس فشلًا أمنيًا خطيرًا للغاية، بينما علق نتنياهو على الحادثة بالقول إنه "لا شيء سيردع إسرائيل التي ستواصل حتى النهاية"، مضيفًا أن "أحد وكلاء إيران حاول اغتياله اليوم وارتكب خطأ جسيمًا".

وجاء هذا الحدث، بعد يوم من إعلان حزب الله إطلاق مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع إسرائيل التي أشارت بأصابع الاتهام فورًا إلى إيران.

وتزامنت هذه التطورات مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت ومحيطها بعد هدوء أيام عدة، في وقت قصف فيه حزب الله مناطق عدة شمال إسرائيل، ما أسفر عن مقتل شخص في عكا وعدد من الجرحى في مختلف المناطق.

وفي هذه الأثناء، حذرت إيران على لسان وزير خارجيتها عباس عراقجي من أن احتمالية الحرب في المنطقة أمر جدي تريده إسرائيل، مؤكدًا استعداد بلاده لأي سيناريو.

وفي سياق تحذيره من انفجار "برميل البارود"، قال عراقجي في منشور على منصة إكس: إن "أي شخص يعرف كيف ومتى ستهاجم إسرائيل إيران يجب أن يحاسب، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي قال فيها إن لديه علمًا عن كيفية وموعد رد إسرائيل على الهجمات الصاروخية الإيرانية مطلع الشهر الحالي.

ما موقف إيران من الاتهامات الإسرائيلية؟

وفي هذا الإطار، اعتبر أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة طهران حسن أحمديان أن تحميل إسرائيل مسؤولية الهجوم على منزل نتنياهو لإيران هو أمر لا يخرج عن السياق المألوف، مشيرًا إلى أن تل أبيب تعتبر أن كل ما يحدث هو من صنع طهران، وتقفز على واقع الاحتلال والتصعيد، للقول بأن الجمهورية الإسلامية هي التي تصعّد.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من طهران، أضاف أحمديان أن الردود الإيرانية لم تخرج أيضًا عن السياق المألوف من خلال تأكيد أن إسرائيل هي الدولة المعتدية، وبأن تل أبيب تواجه أطرافًا تقاومها في احتلالها وجرائمها في غزة ولبنان.

وأشار إلى أن التصعيد الخطابي الإسرائيلي يوحي بأن هناك حراكًا إسرائيليًا لتبرير الهجوم على إيران، عبر القول إن طهران هي المسؤولة عن كل ما يحدث في المنطقة، فيما يقول الإيرانيون الأمر ذاته عن إسرائيل بأنها هي التي تصعد وتقوم بإبادة في غزة وتضرب لبنان.

أعلن مكتب نتنياهو عن هجوم بمسيرة من لبنان استهدفت منزل الأخير في مدينة قيساريا
أعلن مكتب نتنياهو عن هجوم بمسيرة من لبنان استهدفت منزل الأخير في مدينة قيساريا - القناة 12 الإسرائيلية

ورأى أحمديان أن استهداف أي شخص في إسرائيل هو قرار حزب الله، لأنه ضُرب في أعلى مستوياته، موضحًا أنه من الناحية الإستراتيجية لم يخرج الأمر عن سياق المواجهة لأن تل أبيب هي التي بدأت بهذا الأمر بضرب قيادات المقاومة.

واعتبر أن الحديث عن تنسق أميركي إسرائيل أمر يبعث على القلق، وتستعد له إيران وتبعث رسائل إلى واشنطن بأن التنسيق مع تل أبيب في هجوم على أراضيها هو خروج عن السياق السابق في الأشهر الماضية.

وقال أحمديان: إن "الأيدي على الزناد في طهران، وإن وجهت لها ضربة فسترد بسرعة ولن تترك المجال لإسرائيل بأن تتجهز الرد الإيراني".

ما رسائل إسرائيل بعد استهداف منزل نتنياهو؟

من جهته، رأى الباحث في مركز "مدى الكرمل" إمطانس شحادة، أن إسرائيل تريد أن تحمل إيران المسؤولية، وتريد أن تقول إن قرار حزب الله هو قرار إيراني.

وفي حديث للتلفزيون العربي من حيفا، أضاف شحادة أن قرار استهداف المقر الشخصي لإقامة نتنياهو، اتخذ على أعلى المستويات، مستبعدًا أن يكون قد اتخذ على مستوى نشطاء محليين، موضحًا أن اتخاذ هذا القرار يشير إلى أن القيادة والسيطرة في حزب الله لا زالت قائمة، أو أعادت ترميم نفسها بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل للمقاومة في لبنان.

وأشار إلى أن هذا الأمر يزعج إسرائيل، ويغير المزاج العام في تل أبيب، خاصة بعد الضربات القاسية للجيش الإسرائيلي في لبنان، وعدد الصواريخ التي وجهت إلى تل أبيب.

وأردف شحادة أن الأسهل لإسرائيل في هذا الصدد أن تتهم إيران، ما قد يكون تمهيدًا لتغيير أهداف الضربة الإسرائيلية المتوقعة لإيران.

وقال شحادة: إن "إسرائيل تريد أن تلمح إلى الحلفاء خاصة الإدارة الأميركية بأنها قد تعيد التفكير، وقد توسع أهداف الضربة المتوقعة لإيران لتشمل ربما شخصيات في النظام الإيراني أو أهدافا أوسع مما كانت تخطط له في السابق".

وأضاف أن تل أبيب تريد أن تقول اليوم إن ما حصل هو تصعيد عسكري جدي، ليس فقط من حزب الله، إنما أيضًا من قبل إيران، وإن الرد على ذلك، سيكون بما يتلاءم مع الحدث.

وتابع شحادة أن نتنياهو يمكن أن يستغل ما حصل اليوم، لتأجيج الرأي العام الإسرائيلي، وللضغط على الإدارة الأميركية لتنفيذ ضربات ضد إيران كانت تعارضها واشنطن في السابق.

ما موقف الولايات المتحدة الأميركية؟

من ناحيته، قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس، إن واشنطن تعتقد أن هذه اللحظة هي التي يجب أن تنخرط فيها إسرائيل بجدية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وفي المنطقة بشكل أوسع.

وفي حديث للتلفزيون العربي من أوكلاهوما، رأى لانديس أن قتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار هي نقطة تحول مهمة، وهو ما يجب أن يعني وقف إطلاق نار وانسحاب إسرائيل من غزة، مشيرًا إلى أن تل أبيب مصممة على الاستمرار في احتلال غزة بشكل مباشر، فيما تصر على إعادة مواطنيها إلى شمال إسرائيل.

وأعرب لانديس عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة ستخسر الجهود لاستعمال قتل السنوار كنقطة تحول، لأنها في خضم انتخابات رئاسية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يشجع الإسرائيليين على التسوية والبدء في محادثات بشكل جدي، فيما قال الرئيس السابق دونالد ترمب عكسه تمامًا.

وأردف أن هناك منافسة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة لنيل دعم أكبر لإسرائيل، ولمساعدة ودعم نتنياهو إلى الأمام على أرض المعركة، الأمر الذي سيقوض أي جهود لواشنطن.

ورأى لانديس أن خروج وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن للتأكيد على موضوع الدفاع عن إسرائيل وتقديم المزيد من المساعدات والدعم العسكري، يأتي في سياق الانتخابات الأميركية، موضحًا أن المانحين الأساسيين بمليارات الدولارات للحملات الانتخابية هم من داعمي إسرائيل، وليس هناك من داعم عربي.

ولفت إلى أن المرشحَين للانتخابات الأميركية يعتمدان للفوز بأن يكونا في صف إسرائيل، لافتًا إلى أنهما ينظران إلى مصالحهما الخاصة لا إلى المصالح الأميركية.

وأشار لانديس إلى أن نتنياهو يقود حاليًا السياسة الخارجية الأميركية، معتبرًا أن هذا الأمر ليس جيدًا بالنسبة لواشنطن لأنه يجر الولايات المتحدة إلى مزيد من المشاكل، وإلى مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close