شن الطيران الحربي الإسرائيلي والمسير، مساء الخميس سلسلة غارات عنيفة على بلدات ومناطق عدة في جنوب وشرق لبنان، ما أسفر عن استشهاد شخصين وإصابة 15 آخرين، إضافة إلى تدمير مسجد وتضرر آخر ومشفى، وفق أرقام رسمية.
وشملت الغارات في الجنوب اللبناني أقضية النبطية وبنت جبيل ومرجعيون بمحافظة النبطية، وقضاءي صور وصيدا بمحافظة الجنوب. بينما طالت الغارات في شرق لبنان قضاء بعلبك بمحافظة بعلبك الهرمل.
وكانت إسرائيل وسعت منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي نطاق الإبادة في غزة لتشمل جل مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت غزوًا بريًا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.
خسائر إسرائيلية
ومساء الخميس، أعلن حزب الله إطلاق مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وقال في بيان إنه بصدد "الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي، ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة".
وأضاف أن "حصيلة خسائر العدو (خلال التوغل البري) بلغت حوالي 55 قتيلًا وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، و4 جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، وإسقاط مسيّرتين من نوع هرمز 450".
وأشار حزب الله إلى أنه "وفق خطط ميدانية معدّة مسبقًا"، تصدى مقاتلوه "للقوات المعادية في محيط وداخل بعض القرى اللبنانية، عبر استهداف مسارات التقدم، واستدراج هذه القوات إلى بعض الكمائن المتقدمة داخل بعض القرى الحدودية".
وأكد أن "اشتباكات عنيفة دارت مع العدو من المسافة صفر، خاصة في بلدات القوزح (قضاء بنت جبيل)، ورب ثلاثين (قضاء مرجعيون)، ما أسفر عن تكبد العدو 10 قتلى وأكثر من 150 جريحًا، وتدمير 9 دبابات ميركافا و4 جرافات عسكرية (خلال الأيام الماضية)".
وفي وقت سابق الخميس، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابطين و3 جنود بمعارك في جنوب لبنان، بينما يقول مراقبون إن تل أبيب تتكتم على الحصيلة الحقيقية لقتلاها وجرحاها في معارك لبنان وقطاع غزة.
الجنوب تحت القصف
وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية يوم أمس غارات على قضاء النبطية جنوب لبنان طالت بلدات كفررمان وكوثرية السياد، وتبنين وخربة سلم، وزوطر الشرقية (4 غارات)، وطريق يربط بين بلدتي حاروف وجبشيت.
وفي القضاء ذاته، أطلقت مسيرة إسرائيلية صاروخًا استهدف النادي الحسيني في بلدة ميفدون، وتزامنت غارات الطيران الحربي والمسير على النبطية مع قصف مدفعي إسرائيلي عنيف استهدف حيي رأس العريض ورأس المعابير في بلدة يحمر الشقيف.
وفي قضاء بنت جبيل، استهدفت المقاتلات الإسرائيلية أطراف بلدة تولين، ومنطقة الحوش، وجبل بلاط بأطراف بلدة راميا، بجانب بلدات عيتا الشعب، والطيري، وتبنين، وعيتا الجبل، وحداثا، وياطر، وبئر السلاسل. وتزامن ذلك مع قصف مدفعي إسرائيلي عنيف استهدف بلدات الطيري وحداثا وراميا.
وفي قضاء مرجعيون، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارة على بلدة الخيام، وطالت الغارات قضاء صيدا، فاستهدفت بلدة الزرارية ومنزلًا في بلدة البيسارية.
وفي القضاء ذاته، أدت غارة للطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة اللوبيا إلى تضرر مستشفى "الفقيه" (حكومي).
أما في قضاء صور، فاستهدفت المقاتلات الإسرائيلية بلدة دبعال، ومبنى سكني في بلدة الوردانية، وشنت 5 غارات على بلدة مجدل سلم، استهدفت إحداها مسجد الثقلين في ساحة البلدة حيث دمرته بالكامل، فيما دمرت غارة أخرى مسجدا آخر بشكل جزئي.
وفي القضاء ذاته، سقطت إصابات بغارة للطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة الشهابية، فيما لم تذكر الوكالة الوطنية الرسمية عددًا محددًا للإصابات.
البقاع
وفي البقاع شرق لبنان، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على بلدتي العين وحربتا بقضاء بعلبك، فدمرت المقاتلات الإسرائيلية مبنى مؤلفًا من 3 طوابق، في المدينة مركز القضاء، كما استشهد شخصان وأصيب 9 آخرون بغارة للطيران الحربي الإسرائيلي على بلدة اليمونة، وفق وزارة الصحة، التي أكدت كذلك إصابة 6 أشخاص بغارة أخرى على بلدة السفري.
وأسفر عدوان إسرائيل على لبنان إجمالًا عن استشهاد ألفين و412 قتيلًا، وإصابة 11 ألفًا و267 جريحا، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، فضلًا عن أكثر من مليون و340 ألف نازح، وجرى تسجيل غالبية الضحايا والنازحين منذ 23 سبتمبر، وفق البيانات رسمية لبنانية معلنة حتى مساء الخميس.