أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الإثنين، أن حكومته "تواصل اتصالاتها داخليًا وخارجيًا لإبقاء الوضع هادئًا في الداخل اللبناني قدر المستطاع وإبعاد لبنان عن تداعيات الحرب الدائرة في غزة".
وشدد ميقاتي على أن الاتصالات "تتم بعيدًا عن الإثارة الإعلامية حرصًا على نجاحها ولعدم إثارة الهلع عند الناس"، معتبرًا أنّ "الاتهامات التي توجّه الى الحكومة بالتقصير هي اتهامات سياسية للتحامل ولا أساس لها على أرض الواقع".
وقال: "هناك وحدة لبنانية كاملة تضامنًا مع فلسطين، لكن لا مصلحة لأحد بالقيام بمغامرة فتح جبهة من جنوب لبنان، لأن اللبنانيين غير قادرين على التحمّل"، حسب قوله.
وأضاف ميقاتي أن "لبنان في عين العاصفة، والمنطقة ككل في وضع صعب ولا يمكن لأحد التكهن بما قد يحصل. الأمور تقارب وفق تغير الساعة وتتابع الأحداث، ولا أحد يمكنه توقع أيّ شيء. لكن الأكيد أن إسرائيل تسعى إلى مضاعفة استفزازاتها".
توتر على الحدود الجنوبية
من جانبها، أفادت مراسلة "العربي" في مرجعيون بجنوب لبنان، اليوم الإثنين، بسماع أصوات الطائرات الحربية وطائرات الاستطلاع الإسرائيلية تحلق في سماء المنطقة الحدودية، وسط توترات متصاعدة بين إسرائيل وحزب الله.
وأشارت مراسلتنا جويس الحاج خوري إلى وجود تحركات جديدة على الحدود اللبنانية، لكنها لم تعرف طبيعتها، مؤكدة أن هذا الأمر متوقع في ظل ما شهدته هذه المناطق الحدودية في الأيام الماضية، وحتى يوم أمس، من تصاعد التوترات.
بالإضافة إلى ذلك، أوضحت أن حزب الله نشر مقاطع فيديو تظهر فيها عمليات استهداف نقاط وآليات عسكرية إسرائيلية وجنود إسرائيليين. وقد تم نشر هذا الفيديو كتأكيد على سقوط قتلى وجرحى في العملية التي نفذها حزب الله يوم أمس.
"الحفاظ على قواعد الاشتباك"
ولفتت المراسلة إلى أنه في ظل التصعيد القائم اتضح انضمام معظم القرى اللبنانية الحدودية إلى هذه المواجهة. وقد انطلقت منها عمليات استهدفت الجانب الإسرائيلي من الناقورة وصولًا إلى مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.
وأعادت المراسلة التذكير بالعمليات التي قام بها حزب الله يوم أمس حيث استهدف مواقع مراقبة تابعة للجيش الإسرائيلي، إضافة إلى استهداف كاميرات المراقبة الموجودة على طول الجدار الفاصل بين مستعمرة المطلة وسهل مرجعيون.
وعليه أوضحت أنه من المتوقع أن تستمر العمليات الأمنية في الجنوب اللبناني على الوتيرة نفسها.
وأشارت مراسلة "العربي" إلى أنه في ظل هذه الحالة فإن قواعد الاشتباك لا تزال قائمة وأن حزب الله في عملياته يعمل على الرد في النقاط التي تجري فيها العمليات بهدف عدم توسيعها.
وكان مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تساحي هنغبي تحدث أن العمليات العسكرية مع حزب الله والتي تجري بالتوازي مع العدوان على غزة "تبدو محدودة النطاق"، محذرًا الحزب من القيام بأي عمل قد يؤدي إلى "دمار" لبنان، وفق تعبيره.
وأضاف هنغبي في مؤتمر صحافي السبت بثه التلفزيون أن الاحتلال "يركز قتاله على قطاع غزة الذي انطلقت منه عملية طوفان الأقصى"، مضيفًا أن إسرائيل "تحاول عدم الانجرار إلى حرب على جبهتين".
