الثلاثاء 2 يوليو / يوليو 2024

تعديل أميركي على مقترح الهدنة.. هل تستطيع واشنطن إيقاف حرب غزة؟

تعديل أميركي على مقترح الهدنة.. هل تستطيع واشنطن إيقاف حرب غزة؟

Changed

كشف موقع "أكسيوس" عن تعديل أميركي جديد في مقترح وقف إطلاق النار بغزة في محاولة لكسر جمود المفاوضات
كشف موقع "أكسيوس" عن تعديل أميركي جديد في مقترح وقف إطلاق النار بغزة في محاولة لكسر جمود المفاوضات - غيتي
أكدت حركة حماس أنه لا يوجد أي تطور جديد حقيقي في مفاوضات وقف العدوان على قطاع غزة المستمر للشهر التاسع على التوالي.

"لا جديد" في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة حتى الآن، هي خلاصة أحدث إفادة من حركة حماس بشأن ما يتم تداوله عن حراك يجري حاليًا لإحياء المباحثات المجمدة.

وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان في مؤتمر صحافي أمس السبت: "نؤكد مجددًا أننا في حركة حماس جاهزون للتعامل بإيجابية مع أي صيغة تضمن بشكل أساسي ومباشر وقفًا دائمًا لإطلاق النار".

بيد أن حماس جددت تأكيدها على استعدادها للتعامل إيجابيًا مع أي مقترح ينهي الحرب على غزة، في موقف جاء بعد كشف موقع "أكسيوس" عن تعديل أميركي جديد في مقترح وقف إطلاق النار، في محاولة لكسر جمود المفاوضات، بحسب ما نقله الموقع الأميركي عن ثلاثة مصادر مطلعة.

لكن التعديل ينطوي على تغييرات طفيفة في مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن، بحسب إفادات أدرجتها ضمن تحرك جديد للوسطاء بهدف إنعاش مفاوضات التبادل.

وبغض النظر عن التعديل، تقول مصادر إن حماس تلقت رسالة أخيرًا من الولايات المتحدة عبر الوسطاء، جوهرها الرغبة بمواصلة المفاوضات.

وإسرائيل بدورها تبدو متأهبة لجولة أخرى من محاولات الوسطاء للدفع نحو الصفقة، كما تقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، باعتبار أن الانتقال المتوقع لحرب غزة إلى المرحلة الثالثة نقطة انطلاق جيدة للتوصل إلى اتفاق بشأن القطاع ومنع حرب في الجبهة الشمالية.

ماذا تأمل واشنطن من التعديلات الأخيرة؟

وفي هذا الإطار، رأى الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أسامة أبو ارشيد، أن التعديلات الأميركية الأخيرة ليس كافية لإنقاذ مقترح بايدن، مشيرًا إلى رد حركة حماس عندما قالت إن هذه التعديلات لا تذهب للتوصل لوقف إطلاق نار.

وفي حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أوضح أبو ارشيد أن التعديلات الأخيرة لا زالت مبهمة في ظل الحديث عن البند الثامن في المقترح.

وكانت حماس قد أكدت مرارًا أنها "منفتحة على التعاطي بإيجابية" مع أي مبادرة تلبي مطالب المقاومة، بما يشمل وقفًا دائمًا للحرب على غزة، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي، وتوفير الإغاثة لأهالي القطاع، وإعمار القطاع بعد انتهاء الحرب، وتبادل الأسرى.

لكن الإطار العام، حسب أبو ارشيد لا زال يتمحور عن هدوء مستدام، ولا يتحدث عن وقف فوري ودائم لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن هذا الهدوء المستدام متعمد، بمعنى أن الإدارة الأميركية تريد عبارة غامضة ومبهمة بحيث أن إسرائيل تستطيع أن تقول إننا قادرون على العودة وأننا سنعود إلى الحرب مرة أخرى.

وأضاف أن مطالب المقاومة الفلسطينية واضحة، فهي تتحدث عن وقف فوري ودائم لإطلاق النار، إذا كانت الأمور ستذهب إلى المرحلة الثانية ثم بعد ذلك إلى المرحلة الثالثة من الاتفاق، وانسحاب كامل وشامل من قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه في حال لم يتحقق هذان الأمران فمن الصعب أن يكون هناك صيغة قابلة للتطبيق.

في المقابل، إسرائيل لا تريد أن تقبل بوقف شامل ودائم لإطلاق النار، ولا حتى بانسحاب شامل من قطاع غزة، حسب أبو ارشيد الذي أشار إلى أن هناك معركة ثالثة، وهي ما تُسمى "اليوم التالي" من الحرب وإدارة قطاع غزة.

وأوضح أبو ارشيد أن المعضلة هي ليست في لغة الاتفاق أو صياغته، بل هي تكمن في غياب الإرادة الأميركية وعجزها على أن تفرض على الجانب الإسرائيلي ما يوصل العدوان إلى نهايته.

وأشار إلى أن من مصلحة واشنطن أن يصل العدوان إلى نهايته من ناحية الحسابات الجيوسياسية المتعلقة بمسألة الصين وروسيا، ومن ناحية الانتخابات فيما يتعلق ببايدن. كما لفت إلى أن هناك بُعدًا ثالثًا تخشاه إدارة بايدن الآن، وهو انفلات الأمور على الجبهة الشمالية على الحدود مع لبنان.

ولفت أبو ارشيد إلى أن نتنياهو مهتم بنجاحه السياسي والحفاظ على تحالفه الانتخابي اليميني بالدرجة الأولى، ولا يهتم بمصالح إسرائيل، كي لا ينتهي الأمر به في السجن جراء تهم الفساد التي يواجهها، بالإضافة إلى الفشل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وخلص إلى أن كل الكلام الذي يطرحه بايدن الآن هو نتيجة العجز، ويحاول أن يحمل الجانب الفلسطيني المسؤولية، مشيرًا إلى أنه لديه القدرة الآن على الضغط على إسرائيل من خلال وقف أي دعم عسكري عنها ورفع الحصانة القانونية عنها على المسرح الدولي، حينها ستكون تل أبيب في واقع صعب.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close