"تعذيب لا يتوقف".. غزيون يروون تفاصيل التنكيل في معتقلات الاحتلال
أكد أسرى فلسطينيون محررون ويتلقون العلاج حاليًا في مستشفى في رفح جنوب قطاع غزة بعد إطلاق سراحهم الخميس، تعرضهم لانتهاكات وتعنيف أثناء الاعتقال.
وأمس الخميس، تم الإفراج عما يزيد عن 100 أسير فلسطيني اعتقلوا من أماكن مختلفة خلال الحرب الدائرة على قطاع غزة، حيث أطلقت سراحهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي عبر معبر كرم أبو سالم.
ويؤكد الأسرى وهم من سكان غزة أنهم اعتقلوا من دون سبب، فيما تم احتجازه البعض منهم لعدة أيام، والبعض الآخر لأسابيع، قبل إطلاقهم أخيرًا في مجموعات.
"تعذيب لا يتوقف"
وفي هذا الإطار، تحدث الأسير المحرر خالد النبريص من سكان مدينة خانيونس في جنوب القطاع عن تجربته في الاعتقال.
وقال النبريص: "منذ بداية دخولنا إلى حين خروجنا لم يتوقف التعذيب، حتى في المكان الذي ننام حيث أدخلوا إليه الكلاب. وكان الجو باردًا مع بطانية واحدة وكان يرشون علينا المياه".
وأضاف الأسير البالغ 48 عامًا من مستشفى النجار في رفح: "خلال الـ 72 ساعة الأولى، كان ممنوعًا منعًا باتًا الشرب والأكل والذهاب إلى المرحاض. كنت مكبل اليدين ومعصوب العينين طوال الأيام السبعة من الاعتقال".
ويؤكد الأسير المحرر: "الحياة كانت صعبة تعرضنا لتعذيب لم أره بحياتي".
في المستشفى نفسه، تحدث الأسير المحرر المعروف باسم أبو خميس من مخيم البريج للاجئين وسط القطاع عن ظروف اعتقاله التي وصفها بـ"المأساوية جدًا"، وأكّد أنه والأسرى الآخرون تعرضوا "للتعذيب والضرب والإهانة".
وتابع الرجل الخمسيني وهو يضع بطانية على كتفيه: "كما ترى هذا حصل في السجن، إصابات في اليدين ولا أعرف ما هو مصير يدي".
ووفق السلطات في غزة أعيد 114 أسيرًا من بينهم أربع نساء إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، ويوضح مراسل "العربي" من رفح صالح الناطور أن فترة احتجاز بعض المعتقلين امتدت إلى أكثر من 40 يومًا.
كما يشير مراسلنا إلى أن جزءًا كبيرًا من المعتقلين المحررين، يتلقون العلاج بسبب الإصابات جراء التنكيل والتعذيب الذي تعرضوا له على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
ويردف الناطور: "بعض الذين اعتقلوا في مرات سابقة.. يتلقون حتى يومنا هذا دعمًا نفسيًا من قبل منظمة أطباء بلا حدود لمعاناتهم من صدمات نفسية مختلفة جراء عمليات التعذيب داخل أماكن الاحتجاز.. والتحقيقات التي تستمر ساعات طويلة في ظل ظروفٍ نفسية قاسية".
تسليم جثامين شهداء
في السياق، أوضحت وزارة الصحة في قطاع غزة أن دفعة المعتقلين المفرج عنهم شملت أمس الخميس محمد الران، رئيس قسم الجراحة في المستشفى الإندونيسي في شمال غزة.
وكان الران قد اعتقل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء اقتحام المستشفى الإندونيسي قبل شهرين.
من جهة ثانية، أفاد مراسل "العربي" من رفح أنه جرى أيضًا تسليم عدد من جثامين شهداء خلال اليومين الماضيين عبر معبر كرم أبو سالم، "وجزء كبير منها متحلل ولم يعرف هوية بعضها".
وكان ممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية أغيث سونغاي ندد الشهر الماضي بالظروف "المروعة" التي يواجهها سكان غزة الذين يحتجزهم الجيش الإسرائيلي.
وأكد سونغاي أنه تم اعتقال "الآلاف" من الفلسطينيين في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، واحتجازهم في أماكن مجهولة.