أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين من غزة اليوم الجمعة، عبر السياج الفاصل بين القطاع ومستوطنات غلاف غزة عند بيت لاهيا شمالًا.
ووصل المفرج عنهم إلى مستشفى كمال عدوان، حيث خضعوا لفحوصات طبية أظهرت تعرّضهم للتعذيب خلال فترة احتجازهم. كما تم تسجيل حالة فقدان للذاكرة لدى أحد المعتقلين.
تعذيب وجوع
وقال أحد المفرج عنهم لـ"العربي" إنه اعتقل من قطاع غزة واصطُحب إلى مواقع عسكرية إسرائيلية وخضع للتحقيق طيلة 13 يومًا قبل أن يتم نقله إلى عسقلان.
وروى أن جميع الأسرى خضعوا للتعذيب واستشهد بعضهم أثناء التحقيق، كما عانوا من الجوع. ووصف القسم 23 في سجن عوفر، حيث أمضى 50 يومًا، بـ"قسم الجحيم".
ومن جهته، أوضح مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية أن 7 من الأسرى الذين أفرج الاحتلال عنهم حضروا إلى المستشفى ويعاني بعضهم من آثار التعذيب والأسر النفسية.
وشرح في حديث إلى "العربي" من شمال غزة، أن بعض الأسرى يعانون من جروح عميقة ملتهبة جراء تقييد أيديهم.
وكان أحد الأسرى المفرج عنهم قد أُحضر إلى المستشفى فاقدًا للوعي وأُدخل إلى قسم العناية المشددة.
وأشار أبو صفية إلى المعاملة السيئة التي تلقاها الأسرى في سجون الاحتلال، حيث رُبطت أيديهم وعُصبت أعينهم طيلة فترة أسرهم، وكان الطعام المقدم لهم يقتصر على وجبة واحدة.
نقص في الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية
ولفت أبو صفية إلى أن مستشفى كمال عدوان يعمل بالحد الأدنى الممكن، حيث دمّر الاحتلال مولّد الكهرباء الذي يغذيه إضافة إلى عدد من الأجهزة الطبية. كما يعاني المستشفى من نقص الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية.
واعتبر أبو صفية أن جيش الاحتلال تعمّد استهداف المستشفيات لإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة في قطاع غزة، لافتًا إلى أن نداءات مستشفى كمال عدوان للمساعدة في تأمين ما يحتاجه من الوقود والمستلزمات اللازمة لعمله لم تلق إجابة.
كما أشار إلى معاناة سكان شمال القطاع الإنسانية، حيث ترصد الفرق الطبية علامات سوء تغذية على الأطفال، محذّرًا من ارتفاع عدد الشهداء الأطفال جراء سوء التغذية.