أدى هجوم على جسر القرم فجر الإثنين، إلى مقتل زوجين وإصابة ابنتهما بجروح خطيرة، مما أدى إلى إعلان "حالة الطوارئ" عند منطقة الجسر، وتوقّف حركة المرور.
وبدت الأضرار في البداية أقلّ حدة من تلك الناجمة عن تفجير مماثل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لكنّها سلّطت الضوء على ضعف الجسر.
هجوم بالمسيرات على #جسر_القرم يسبب ضررًا كبيرًا ومقتل مدنين اثنين وتعطيل حركة السير، وسط اتهام #موسكو لـ #كييف بالوقوف خلفه ومصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية يؤكد pic.twitter.com/XLV6JyQnJQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 17, 2023
ويحمل الجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية، أهمية كبيرة بالنسبة لموسكو على الصعيدين اللوجستي والنفسي، باعتباره شريانًا رئيسيًا للإمدادات العسكرية والمدنية الروسية المتّجهة إلى شبه جزيرة القرم، وتأكيدًا على سيطرة روسيا على شبه الجزيرة.
ارتباط حاسم
تمتد شبه جزيرة القرم جنوبًا من البر الرئيسي لأوكرانيا، مع وصلات طرق، أحدهما بعرض أقلّ من كيلومترين. وتؤدي هذه الروابط مع أوكرانيا، إلى الأراضي التي تحتلها القوات الروسية والتي تتعرض لهجوم من الجيش الأوكراني.
ويوفّر الجسر، الذي يربط أقصى شرق شبه جزيرة القرم بمنطقة كراسنودار الروسية، الرابط الثابت الوحيد الذي يبتعد عن الأراضي المتنازع عليها.
ما أهمية جسر القرم بالنسبة لـ #روسيا؟ 👇#جدير_بالذكر pic.twitter.com/45qJ1WH4fe
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 17, 2023
ويحمل الجسر الذي يبلغ طوله 19 كيلومترًا فوق مضيق كيرتش الذي يربط بين البحر الأسود وبحر آزوف، طرقًا وسككا حديدية في أقسام منفصلة، وهو حيوي لاستمرار العمليات العسكرية الروسية في جنوب أوكرانيا.
دلالات رمزية
الجسر هو الأطول في أوروبا، وموضوع فخر كبير في روسيا. بدأ بناؤه عام 2016، بعد حوالي عامين من ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم. واكتمل خلال أكثر من عامين بقليل.
وكانت وتيرة البناء مثيرة للإعجاب، لكنّها دفعت بعض النقاد إلى التساؤل عمّا إذا كان قد صُمّم وبُني على عجل.
وتمّ بناء الجسر على الرغم من الاعتراضات القوية من أوكرانيا، وهو التذكير الأكثر وضوحًا وثباتًا بادعاء روسيا بأنّ القرم روسية بشكل شرعي.
وقاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيارته بنفسه عبر الجسر عند الافتتاح الرسمي. كما يرتبط بوتين ارتباطًا وثيقًا بقطب البناء أركادي روتنبرغ، الذي حصلت شركته على عقد بقيمة 3.5 مليارات دولار لبناء الجسر.
تداعيات الهجوم الأخير
وبعد هجوم الإثنين، عادت حركة السكك الحديدية على الجسر في غضون ساعات قليلة، لكن لم يتّضح متى يُمكن استعادة خدمة الطرق الكاملة.
وتمّ تنظيم العبّارات في محاولة لتخفيف العبء، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كانت السفن قادرة على تلبية الطلب، خاصة وأنّ شواطئ القرم وجبالها تشتهر بالسياحة الصيفية.
ونصحت السلطات الروسية الأشخاص الذين يريدون مغادرة شبه جزيرة القرم بالذهاب عبر الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا. وسيضيف ذلك مسافة تصل إلى 600 كيلومتر إلى رحلتهم، ومن المحتمل أن يزيد قلق المسافرين بشأن السفر في مناطق غير آمنة.
وندّد مسؤولون روس بالانفجار، لكنّهم لم يُحدّدوا على الفور إجراءات الردّ، على الرغم من أن روسيا ردّت بصواريخ كروز ووابل من الطائرات المسيرة على هجمات أوكرانية أخرى.