تواصل كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التصدي للقوات الإسرائيلية المتوغلة في عدة محاور من قطاع غزة، حيث قصفت أمس الأحد مدينة تل أبيب.
واليوم الإثنين، أعلنت كتائب القسام، أنها أوقعت 5 جنود إسرائيليين بين قتلى وجرحى في تفجير عين نفق بمنطقة القرارة شمال شرقي خانيونس.
وقالت الكتائب في بيان عبر منصتها على "تلغرام"، إنّ مقاتليها نفذوا كمينًا محكمًا استهدف قوة إسرائيلية تحصنت بأحد المنازل باستخدام قذيفة "TBG" مضادة للتحصينات وقذيفة أخرى مضادة للأفراد، ثم قاموا بتفجير عين نفق فُخِّخت مسبقًا، مما أسفر عن مقتل وجرح جميع أفراد القوة التي قوامها 5 جنود في منطقة القرارة شمال شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، بحسب البيان.
وأمس الأحد، أصدر الإعلام العسكري لكتائب القسام، عددًا من البلاغات العسكرية حول الاشتباكات الضارية التي يخوضها عناصرها مع قوات الاحتلال بالعبوات الناسفة والقذائف المضادة للدروع والأفراد.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل عدوانًا على غزة خلف أكثر من 133 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
القسام تقصف تل أبيب
وأعلنت كتائب القسام، قصف تل أبيب بصاروخ M90 "ردًا على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين وتهجيرهم المتعمد".
ودوّت صفارات الإنذار في مدينة ريشون لتسيون جنوب تل أبيب، بينما فشلت أنظمة الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ وفق ما قاله الإعلام العبري وأظهرته مقاطع الفيديو التي وثقت لحظة سقوط وانفجار الصاروخ.
وهذه المرّة الثانية التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ من غزة، نحو منطقة تل أبيب الكبرى، خلال شهر أغسطس/ آب الجاري، حيث أعلنت كتائب القسام في 13 أغسطس، قصف تل أبيب بصاروخين من طراز M90 "ردًا على المجازر بحق المدنيين".
وصاروخ M90 أو مقادمة 90، نسبة إلى إبراهيم المقادمة، أحد قادة حماس ومن مؤسسي كتائب القسام، الذي اغتالته إسرائيل في 2003، وتم الإعلان عن الصاروخ محلي الصنع في نفس العام.
وفي سياق متصل؛ نشرت الكتائب مشاهد من عملية قنص جندي إسرائيلي في محيط الكلية الجامعية جنوب حي تل الهوى في مدينة غزة، وأظهرت المشاهد إصابة الجندي إصابة دقيقة وسقوطه على الفور، فيما وثّقت كاميرا القسام فرار بقية الجنود من المكان لحظة تنفيذ العملية.
وفي بيان آخر، قالت القسام: "خلال كمين محكم جنوب حي الزيتون في مدينة غزة.. تمكن مجاهدو القسام من تفجير حقل ألغام مُعد مسبقًا في قوة صهيونية مدرعة، وهبوط الطيران المروحي لإجلاء القتلى والجرحى".
ما دلالات قصف كتائب القسام مدينة تل أبيب؟
وفي هذا الإطار، رأى نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق قاصد محمود أن قصف كتائب القسام لمدينة تل أبيب يدل على أن المقاومة لا تزال قادرة على الوصول إلى عمق فلسطين المحتلة بوسائلها الإستراتيجية وصناعاتها الذاتية.
وفي حديث للتلفزيون العربي من العاصمة الأردنية عمّان، أوضح محمود أن إطلاق الصواريخ على تل أبيب يدل على أن المقاومة، إستراتيجيًا، ما زالت تمتلك القدرة على إرسال الصواريخ رغم جميع وسائل الغطاء الجوي الاستطلاعي والحربي والميداني والاستخباري الإسرائيلي.
وأضاف أن قصف تل أبيب يتزامن مع نجاحات عمليات ميدانية متراكمة للمقاومة خلال الأيام السابقة سواء في حي الزيتون أو في دير البلح أو في خانيونس، موضحًا أن وسائل قتال المقاومة التعبوية تتلاقى وتتكامل مع العملياتية.
وفيما أشار إلى أن هذا القصف يأتي على فترات متباعدة، لفت إلى أن الشعب الفلسطيني قد يحتاج إلى مثل هذه الجرعات المعنوية وأن يشعر أن المقاومة يدها طويلة وتستطيع أن تصل أيضًا إلى أهداف إسرائيلية.