الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

تمسكت بمنصبها.. رئيسة حكومة بريطانيا تعتذر عن "أخطاء" خطتها الاقتصادية

تمسكت بمنصبها.. رئيسة حكومة بريطانيا تعتذر عن "أخطاء" خطتها الاقتصادية

شارك القصة

نافذة إخبارية تناقش إعلان حكومة بريطانيا عودتها عن قرار خفض الضرائب على الأثرياء (الصورة: غيتي)
اعتذرت رئيس وزراء بريطانيا عن أخطاء خطتها الاقتصادية بعدما أحدثت فوضى في الأسواق، لكنها أكدت عدم تخليها عن منصبها في ظل أنباء عن عزم بعض النواب الإطاحة بها.

قدمت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس اعتذارها عن "أخطاء" في برنامجها الاقتصادي تسببت في تبخر ثقة المستثمرين، قبل إلغائها كلها تقريبًا أمس الإثنين، لكنها أكدت في الوقت نفسه على تمسكها بمنصبها.

وقالت تراس لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي": "أريد أن أتحمل المسؤولية وأقول إنني آسفة على الأخطاء التي ارتكبت"، وأضافت: "أردت أن أتصرف ولكن لمساعدة الناس في فواتير الطاقة الخاصة بهم للتعامل مع مسألة الضرائب المرتفعة، لكننا بالغنا وتحركنا بسرعة كبيرة".

والإثنين، ألغى وزير المالية الجديد جيريمي هانت الذي تم تعيينه يوم الجمعة بعدما أقالت تراس حليفها كواسي كوارتنغ البنود الرئيسية المتبقية على أجندتها الخاصة بخفض الضرائب، بما شمل تقليص مخططها الواسع لدعم الطاقة، فضلًا عن خطة لتوفير تجربة تسوّق من دون ضرائب للسياح وتجميد الرسوم على المشروبات الكحولية.

ويأتي الإعلان في ظل تراجع كبير لحزب تراس المحافظ في استطلاعات الرأي، بسبب أزمة تكاليف المعيشة المتفاقمة في بريطانيا.

وكانت رئيسة الوزراء قد أقالت صديقها المقرّب كوراتنغ الجمعة، بعدما أحدثت موازنتهما الأخيرة القائمة على خفض الضرائب حالة فوضى في الأسواق، ما أثار تساؤلات عديدة بشأن مستقبلها السياسي بعد شهر من توليها السلطة.

وقبل نحو أسبوعين، أعلنت الحكومة البريطانية عودتها عن قرارها خفض ضريبة الدخل على الأثرياء تفاديًا لفوضى اقتصادية.

وتحاول الحكومة الجديدة احتواء الأزمة الاقتصادية المستفحلة بعدما جوبهت خطة تراس الاقتصادية بانتقادات حادة على وقع ارتفاع كلفة المعيشة، وتسببت بتراجع كبير للجنيه الإسترليني أمام الدولار وارتفاع عائدات السندات.

تغيير المسار

وعما إذا كانت قد أصبحت رئيسة للوزراء "اسمًا" فقط، قالت تراس إنها عينت هانت لأنها عرفت أن عليها تغيير المسار.

وقالت: "كان سيكون تصرفًا غير مسؤول تمامًا مني ألا أتصرف من أجل المصلحة الوطنية... كان من الصواب أننا غيرنا السياسة".

وحاولت تراس وكوارتنغ قلب السياسة المالية البريطانية رأسًا على عقب من خلال الإعلان عن تخفيضات ضريبية غير ممولة، بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني الشهر الماضي لإنقاذ الاقتصاد من الركود.

لكن رد المستثمرين في السندات كان عنيفًا وارتفعت تكاليف الاقتراض. وسحب المقرضون عروض الرهن العقاري واضطر بنك إنكلترا في نهاية المطاف إلى التدخل لحماية صناديق المعاشات التقاعدية.

ولدى سؤالها عن تأثير سياساتها، قالت تراس إنها تدرك أنه "صعب جدًا" على العائلات في أنحاء البلاد وأنها ستفعل بوسعها لمساعدتهم.

ومع ذلك، قلّص هانت بشدة حزمة الطاقة الخاصة بها التي كانت ستمضي لعامين، حيث ستستمر الآن حتى أبريل/ نيسان فقط. وأوضحت تراس: "ستحظى الفئات الأكثر ضعفًا بالحماية في الشتاء المقبل... نبحث بالضبط كيف يمكننا القيام بذلك".

وتفيد تقارير بأن أعضاء بالبرلمان البريطاني عن حزب المحافظين، سيحاولون الإطاحة بتراس هذا الأسبوع، لكنها أكدت أنها ستقود حزب المحافظين إلى الانتخابات المقبلة، وأضافت: "سأظل هنا لأنني انتخبت لخدمة هذا البلد. وهذا ما أنا مصممة على فعله".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close