الإثنين 21 أكتوبر / October 2024

تنفيذ غير معلن لخطة الجنرالات.. من يوقف مجازر إسرائيل في شمال غزة؟

تنفيذ غير معلن لخطة الجنرالات.. من يوقف مجازر إسرائيل في شمال غزة؟

شارك القصة

أعلن الاحتلال بدء اجتياح شمال قطاع غزة في 5 أكتوبر بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة
أعلن الاحتلال بدء اجتياح شمال قطاع غزة في 5 أكتوبر بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة - غيتي
بينما يستمر الاحتلال في نفي أن يكون ما يحصل في شمال غزة ترجمة لخطة الجنرالات، إلا أن المشهد الميداني يؤكد الأمر الواقع الهادف إلى إفراغ المناطق من السكان.

وسط تنديد حركة حماس بالصمت العربي والعجز الدولي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي نحو 7 مجازر في قطاع غزة، أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين، مع مواصلته عمليات الإبادة الجماعية، وسط قصف وحرق مناطق مأهولة في مخيم وبلدة جباليا وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون.

وكل ذلك يحدث في ظل فرض حصار خانق يمنع وصول الطعام والمياه والدواء إلى عشرات آلاف الفلسطينيين المحاصرين داخل هذه المناطق للأسبوع الثالث على التوالي، بينما تقبع المستشفيات في واقع أكثر صعوبة نتيجة للقصف الذي يلحق أضرارًا كبيرة في مقدمتها تدمير المولدات الكهربائية، عدا عن منع إدخال الوقود اللازم لتشغيلها، وعلاوة على سحق مركبات الإسعاف والدفاع المدني.

وبمزاعم عدم السماح لحركة حماس بإعادة تنظيم صفوفها في الشمال، باشر الاحتلال هجومًا جويًا وبريًا واسع النطاق، مستخدمًا أسلوب الكماشة للسيطرة على مختلف مناطق الشمال بتقدم الآليات والقوات، وسط تقدم بري، مارس خلاله التنكيل بالفلسطينيين رجالًا ونساء، معتقلًا عددًا منهم، ومهددًا بعمليات إعدام ميدانية.

وبينما يستمر الاحتلال في نفي أن يكون ما يحصل في شمال قطاع غزة ترجمة لخطة الجنرالات، فإن المشهد الميداني يؤكد الأمر الواقع الهادف إلى إفراغ المناطق من السكان، ومنع إدخال المساعدات وقطع الاتصالات واستهداف المستشفيات، وفي مرحلة لاحقة تحويل شمال القطاع إلى منطقة عسكرية مغلقة بهدف القضاء على أي وجود لحركة حماس.

في الأثناء، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الثلاثاء لمناقشة سبل الدفع باتفاق لإطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار، بالتزامن مع إعلان استشهاد يحيى السنوار، والذي ترى فيه الولايات المتحدة فرصة فريدة لمضاعفة الجهود من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار، وفق موقع "أكسيوس".

ووسط كل ما يحدث، يتجدد الحديث عن السياق القانوني، إذ يبرز الحديث عن قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.

ومؤخرًا برزت تهديدات دولية بإعادة رفع دعوى لدى محكمة العدل الدولية ضد دول تدعم الاحتلال، تحديدًا ما توعدت به نيكاراغوا ألمانيا، بتهمة التورط في إبادة جماعية استنادًا لاستمرار تزويد برلين إسرائيل بأسلحة تستخدمها في حربها على قطاع غزة.

هل تنفذ إسرائيل "خطة الجنرالات" في شمال غزة؟

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في الشأن الإسرائيلي جاكي خوري أن ما يجري في شمال غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، هو تنفيذ غير معلن لخطة الجنرالات، على الرغم من نفي إسرائيل التي تقول إن العملية في الشمال هي للضغط على حماس.

وفي حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، تساءل خوري، "هل تفريغ شمال غزة الذي تسعى إليه الحكومة الإسرائيلية من خلال جيشها هو لمواجهة من تبقى من عناصر حماس على أن يعاد السكان في مرحلة ما إلى شمال القطاع، أم هو ما تسعى إليه جهات عدة داخل الائتلاف الحاكم بإعلان شمال غزة منطقة عسكرية بشكل كامل، ما سيؤدي إلى تفريغ التجمعات السكانية، وهدم ما تبقى من منازل؟".

وتابع خوري أن هذا الأمر يسعى الاحتلال من خلاله لتمهيد إقامة مستوطنات جديدة في شمال قطاع غزة، وقد يكون في المرحلة الثالثة أو الرابعة من هذه الخطة.

ارتكب الاحتلال نحو 7 مجازر في قطاع غزة أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين
ارتكب الاحتلال نحو 7 مجازر في قطاع غزة أسفرت عن عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين - غيتي

وأردف أن إسرائيل من خلال عملياتها في الشمال تريد أن ترسل رسالة إلى قيادة حماس سواء كانت في الداخل أو الخارج، مفادها أنهم سيفقدون قطعة من الأرض في حال لم يتم تسليم الرهائن بالشروط الإسرائيلية.

ولفت خوري إلى أن الجيش الإسرائيلي عادة ما يحاول أن يعطي إجابات عن بعض الأسئلة التي تطرح عليه، مثل سؤال لماذا يتم استهداف المدنيين، فيكون جوابه الواضح الذي يكرره منذ بداية الحرب أنه وجه إنذارات للمدنيين، وطلب منهم الخروج إلى المناطق التي يزعم أنها آمنة.

وأشار إلى أن الاحتلال يريد الضغط على المستوى العسكري والسياسي في حماس من خلال إبراز معاناة الأهالي.

ما موقف واشنطن مما يجري في شمال غزة؟

من جهته، رأى كبير الباحثين في مركز "المصلحة الوطنية" غريغ بريدي، أن ما تقوم به إسرائيل في شمال غزة يدل على أنها تنفذ خطة الجنرالات حتى لو لم تعترف بذلك.

وفي حديث للتلفزيون العربي من واشنطن، أضاف بريدي أنه لا يسمح لطرف في النزاع أن يعلن بأن منطقة ما ستصبح منطقة قتال إذا ما كان هناك مدنيون يعيشون فيها، وفقًا لاتفاقية جنيف.

وتابع أن الإدارة الأميركية عارضت ذلك بعض الشيء، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن أرسلا رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قالا فيها إنه إذا لم تسمح إسرائيل بتعزيز المساعدات الإنسانية وتحسين وضع الفلسطينيين المدنيين فإن واشنطن يمكن أن تقطع المساعدات العسكرية، خاصة بعد الحديث في الإعلام الإسرائيلي عن خطة الجنرالات.

وفيما أردف أن هذا الأمر بدا كأنه تطور كبير، ذكر بريدي أن هذه الرسالة كانت قد أرسلت منذ يومين، والمهمة الزمنية لها 30 يومًا وصولًا إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وقال بريدي: "من المحزن أن إدارة جو بايدن أكثر من أي وقت سابق، لا تريد أن ينظر إليها وكأنها تتخذ أية تحركات تمارس من خلالها ضغوطات على إسرائيل، تفضي إلى تبعات سلبية في الداخل الأميركي".

وفيما ذكر أن بايدن عارض في السابق اجتياح رفح وقال إنها خط أحمر، وأن إسرائيل لم تأخذ كلامه على محمل الجد، أشار بريدي إلى أن نتنياهو يضرب بعرض الحائط البيانات الأميركية.

جريمة "إبادة جماعية"

من ناحيته، أوضح المتحدث باسم الفريق القانوني أمام الجنائية الدولية عبد المجيد مراري، أن ما يجري في شمال غزة من قبل الاحتلال هو تطبيق "خطة الجنرالات".

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من باريس، أن ما يحدث في شمال غزة هو إبادة جماعية، وفق التوصيف القانوني، مشيرًا إلى أن الوضع أمام جرائم مركبة فيها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية على اعتبار أن التهجير القسري والتعذيب والقتل خارج نطاق القضاء يدخل في إطار جرائم حرب.

وأردف المراري أن أُم هذه الجرائم وأخطرها هي جريمة الإبادة الجماعية، معربًا عن اعتقاده أن محكمة العدل الدولية لن تبذل جهدًا كبيرًا في إثبات هذه الجريمة خاصة في ظل توالي تصريحات إسرائيلية عن نية ارتكاب "جريمة الإبادة الجماعية".

وأشار إلى أن خطة الجنرالات كشفت النية الإجرامية لإسرائيل والتي ستدينها أمام جهات قضائية متعددة ليس فقط أمام المحكمة الجنائية أو العدل الدولية، بل ستحاسب عليها حتى أمام القضاء الأوروبي.

وأعرب المراري عن اعتقاده أن إسرائيل تخشى شيئًا اسمه "العدالة الدولية"، والدليل على ذلك الطعون التي قدمت سرًا ضد قرار المذكرة الذي أصدره المدعي العام.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close