كشفت وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الأربعاء، أنها تُجري اتصالات مع شركاء إقليميين ودوليين لتشكيل لجنة مفاوضات في السودان، في إطار الجهود الرامية لتنفيذ "وقف دائم للأعمال العدائية" في البلاد.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل للصحافيين، إنّ "بلاده تنسق مع الشركاء الإقليميين والدوليين وأصحاب المصلحة المدنيين السودانيين للمساعدة في إنشاء لجنة للإشراف على المفاوضات بين أطراف النزاع في السودان".
وأضاف باتيل أن "الهدف من وراء إنشاء لجنة المفاوضات هو إبرام وتنفيذ وقف دائم للأعمال العدائية وتسهيل الترتيبات الإنسانية في السودان".
واليوم الأربعاء، دخلت هدنة الأيام الثلاثة في السودان، يومها الثاني رغم الخروق الجزئية في الخرطوم وأم درمان، تبادل الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد دقلو الملقّب "حميدتي" الاتهامات حولها.
واقع إنساني مأساوي
وفرض القتال الذي اندلع منذ 15 ابريل/ نيسان الحالي، واقعًا إنسانيًا مأساويًا مع مقتل 459 شخصًا وإصابة 4072 بجروح، فيما تتكدّس الجثث في شوارع العاصمة، بينما تعفّن عدد كبير منها في المستشفيات جراء انقطاع الكهرباء.
وأفاد مراسل "العربي" وائل الحسن بأن الطواقم الطبية لا تستطيع فعل أي شيء، بسبب عدم وجود مسارات آمنة ومراقبة من أطراف محايدة كي تستطيع الوصول إلى الجرحى أو القتلى لدفنهم.
بدورها، أعلنت نقابة أطباء السودان، اليوم الأربعاء، أنّ 72% من المستشفيات في المناطق المتاخمة للاشتباكات "متوقّفة عن العمل".
وأشارت النقابة، في بيان حول وضع المستشفيات حتى 25 أبريل، إلى توقّف 59 مستشفى من أصل 82 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات، عن الخدمة.
وذكرت النقابة أن "14 مستشفى تمّ قصفها، و19 مستشفى تعرّضت للإخلاء القسري".
وأوضحت أنّه "من أصل 82 مستشفى أساسية في العاصمة والولايات، هناك 23 مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئي، بعضها يقدّم خدمة إسعافات أولية فقط، وهي مهددة بالإغلاق أيضًا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والماء والكهرباء".
وفي السياق ذاته، أفادت النقابة بتعرّض "6 عربات إسعاف للاعتداء من قبل القوات العسكرية، ولم يسمح لبعضها بالمرور لنقل المرضى وإيصال المعينات".
وذيّلت النقابة بيانها بلائحة بأسماء المستشفيات التي تمّ قصفها وإخلاؤها، وتلك المهدّدة بالخروج من الخدمة، أو التي باتت بالفعل خارج الخدمة بسبب القصف أو النقص في الكوادر أو اللوازم الطبية أو انقطاع إمدادات المياه والطاقة نتيجة تواصل الاشتباكات.
ومع الانخفاض النسبي في حدة القتال في معظم أنحاء مدينة الخرطوم، تواصل الحكومات الأجنبية تنظيم عمليات إجلاء رعاياها عبر قوافل برية وطائرات وسفن لإخراج الآلاف من مواطنيها.
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية أنّ سفينة تقلّ 1687 مدنيًا من أكثر من 50 دولة فرّوا من العنف في السودان، وصلت إلى السعودية اليوم الأربعاء، في أكبر عملية إنقاذ من نوعها تُنفّذها المملكة حتى الآن.
وأضافت الوزارة أنّها قامت بإجلاء 2148 شخصًا حتى الآن، من بينهم أكثر من 2000 من الرعايا الأجانب.
كما وصلت طائرة نقل عسكرية بريطانية إلى قبرص.
