الخميس 12 Sep / September 2024

جبهات مشتعلة وكرّ وفرّ في أوكرانيا.. روسيا تمنع نشر مقابلة مع زيلينسكي

جبهات مشتعلة وكرّ وفرّ في أوكرانيا.. روسيا تمنع نشر مقابلة مع زيلينسكي

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول تطورات المعارك على الجبهات في أوكرانيا (الصورة: غيتي)
تواصل الهجوم الروسي على أوكرانيا لليوم الـ32، وفيما استعرت المعارك على الجبهات، أُعلن عن جولة محادثات جديدة بين موسكو وكييف، ستستضيفها تركيا.

مضى يوم آخر من عمر الهجوم الروسي على أوكرانيا بين قصف واشتباكات، وكرّ وفرّ، وصدّ وردّ. حرب بلغت يومها الثاني والثلاثين، ووصفها البابا فرنسيس بــ"الوحشية"، وبأنها عمل "همجيٌّ وتدنيس" للبلاد من قبل موسكو.

أوكرانيا من جانبها، ذهب رئيس مخابراتها العسكرية إلى الحديث عن "محاولة لإقامة كوريّتين شمالية وجنوبية" في البلاد، شارحًا أن روسيا تحاول تقسيم أوكرانيا إلى قسمَين لإنشاء منطقة تسيطر عليها، بعد فشلها في السيطرة على البلاد بأكملها.

وحذّر من أن كييف ستشن قريبًا حرب عصابات في الأراضي التي تحتلها روسيا.

في غضون ذلك، أعلن زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية أن منطقته قد تنظّم استفتاءً على الانضمام إلى روسيا؛ الأمر الذي أكدت أوكرانيا بشأنه أنه إجراء سيفتقر لأي أساس قانوني، وسيواجه ردًا قويًا من المجتمع الدولي مما يعمّق عزلة موسكو العالمية.

من ناحيته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي حذّرت موسكو وسائل إعلام روسية من نشر مقابلة أُجريت معه، أن بلاده مستعدة لمناقشة تبني وضع محايد في إطار اتفاق للسلام مع روسيا، لكن يجب أن يتم ضمانه من أطراف ثالثة وأن يخضع لاستفتاء.

جولة محادثات جديدة

وعلى مستوى المفاوضات، سُجّل اليوم الأحد تقدّم مع الإعلان عن جولة محادثات جديدة بين موسكو وكييف، ستستضيفها تركيا هذه المرّة، بين 28 و30 مارس/ آذار الجاري.

وأفاد مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان، بأنه أبلغ نظيره الروسي في اتصال هاتفي اليوم ضرورة وقف إطلاق النار، وتحسين الظروف الإنسانية في أوكرانيا عقب الهجوم الروسي.

وفي المواقف السياسية أيضًا، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد حذّر من "تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا" غداة تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن، وصف فيها نظيره الروسي بأنه "جزّار".

وقال ماكرون لقناة "فرانس 3" الفرنسية: "لن أستخدم هذا النوع من الكلام، لأنني لا أزال على تواصل مع الرئيس بوتين"، داعيًا إلى "وقف الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا من دون الدخول في حرب جديدة".

قصف ومعارك مستعرة

بالعودة إلى تطوّرات الميدان في أوكرانيا اليوم الأحد، فقد أفاد مراسل "العربي" عن سقوط عدد من الصواريخ في ضواحي العاصمة الأوكرانية كييف، وتحدّث عن معارك مستعرة في محيطها وفي المناطق القريبة منها، بين الجيشَين الأوكراني والروسي.

وأشار إلى أن الأخير لا يزال يحاصر مدينة سلافيوتيتش، ويحاول الدخول إلى مدينة تشيرنيهيف، في ظل مقاومة عنيفة وشرسة من قبل الجيش الأوكراني، الذي يدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية إليها لتأمينها والحيلولة دون سقوطها تحت الحصار.

ولفت إلى أن القوات الروسية تراجعت إلى شمالي مدينة إربين بعد أن كانت خلال الأسبوع الماضي، قد سيطرت تقريبًا على مساحات واسعة من هذه المدينة، على وقع الهجمات المضادة التي شنها الجيش الأوكراني.

وفي أوديسا، قال مراسل "العربي" إن العمليات العسكرية بين القوات الروسية والجيش الأوكراني تتركز على مختلف جبهات مدينة ميكولاييف.

وأوضح أنّ القوات الروسية تجد صعوبات في تسيير المرافق الخدمية، وتأمين مدينة خيرسون وباقي البلدات التابعة لهذه المقاطعة.

إلى ذلك، أكد مراسل "العربي" أن الانفصاليين في أوكرانيا سيطروا على بلدة فيرخيتورتسكوي، وتقدموا نحو بلدة نيويورك في إقليم دونيتسك.

وذكر المراسل أن القوات الروسية ما زالت تحاصر مدينة سلوفيتش قرب تشيرنوبل، في ظل رفض السلطات المحلية تسليمها للجيش الروسي.

من ناحيتها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أن قواتها صدّت هجمات روسية للسيطرة على خاركيف وكبّدت القوات الروسية خسائر كبيرة.

أعداد الضحايا المدنيين إلى ارتفاع

وفيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمّرت قاعدة وقود كبيرة ومصنعًا لتصليح وتحديث المعدّات العسكرية بالقرب من مدينة لفيف غربيّ أوكرانيا، أفاد الجيش الروسي عن استهداف 91 منشأة عسكرية أوكرانية، منها مراكز قيادة ومستودعات ذخيرة.

أما هيئة الأركان الأوكرانية، التي قالت إنّها أحبطت سبع هجمات روسية باتجاه منطقتَي دونيتسك ولوغانسك، فقد كشفت عن حصيلة ما كبّدته للجيش الروسي منذ بدء الحرب؛ وفيها 16 ألفًا و500 جنديًا و121 مقاتلة و127 مروحية و582 دبابة منذ بدء الحرب في 24 فبراير/ شباط الماضي.

إلى ذلك، أشار مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الأحد، إلى أن 1119 مدنيًا لقوا حتفهم حتى الآن، وأُصيب 1790 منذ أن بدأت روسيا هجومها على أوكرانيا.

وأوضحت الأمم المتحدة أنه من المتوقع أن تكون الأرقام الحقيقية للضحايا أعلى بكثير نتيجة لعدم وصول التقارير من بعض المناطق التي يدور فيها قتال عنيف، في حين أنه ما زال من الضروري التأكد من تقارير كثيرة.

بدوره، قال أوليكسي لاريمينكو، نائب وزير الصحة الأوكراني، إن كميات المساعدات الإنسانية التي تصل إلى بلاده بدأت تتناقص حتى على الرغم من تواصل القصف الروسي بلا هوادة.

إلى ذلك، طلبت أوكرانيا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر عدم المضي قدمًا في الخطط الرامية لفتح مكتب لها في مدينة روستوف أون دون الروسية، قائلة: إن ذلك سيضفي الشرعية على "الممرات الإنسانية" لموسكو واختطاف الأوكرانيين وترحيلهم قسرًا.

من جهتها، نفت اللجنة بشكل قاطع قيامها بتسهيل عمليات الإجلاء القسري للمدنيين الأوكرانيين إلى روسيا.

وقالت في بيان نشرته مساء السبت: إن "اللجنة الدولية لا تساعد أبدًا في تنظيم أو تنفيذ عمليات الإجلاء القسري. وهذا ينطبق أينما نعمل. ولن ندعم أبدًا عملية تتعارض مع إرادة الناس أو مع مبادئنا"، من دون أن تحدد السبب الذي دفعها إلى هذا التوضيح.

من جهة أخرى، أكدت شركة الاستشارات الزراعية "إيه. بي. كيه-إنفورم" اليوم الأحد، أن تجارًا صدّروا أول شحنات من الذرة الأوكرانية لأوروبا بالقطار، مع استمرار إغلاق موانئ البلاد بسبب الهجوم الروسي.

وقالت "إيه. بي. كيه-إنفورم" في تقرير: إن "الدفعات الأولى، وتشمل آلاف الأطنان من الذرة، تم تصديرها بالفعل عبر الحدود الغربية البرية لأوكرانيا".

وأضافت: "هناك مشكلات لوجستية والمعروض ما زال أكبر من الطلب، لكن الأسعار توقفت عن الهبوط".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات