الخميس 12 Sep / September 2024

ماكرون حذّر من التصعيد.. كيف علقت كييف على "الاستفتاء" بلوغانسك؟

ماكرون حذّر من التصعيد.. كيف علقت كييف على "الاستفتاء" بلوغانسك؟

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول الحرب الكلامية المفتوحة بين بوتين وبايدن (الصورة: غيتي)
أكدت أوكرانيا أن إجراء روسيا لاستفتاء في "الأراضي المحتلة" سيفتقر لأي أساس قانوني، وسيواجه ردًا قويًا من المجتمع الدولي مما يعمّق عزلة موسكو العالمية.

حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الأحد، من "تصعيد الكلام والأفعال في أوكرانيا" غداة تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي وصف نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "جزّار".

وقال ماكرون لقناة "فرانس 3" الفرنسية: "لن أستخدم هذا النوع من الكلام، لأنني لا أزال على تواصل مع الرئيس بوتين".

"نريد وقف الحرب"

وكان بايدن قد صرّح أمس السبت من وارسو، بأن بوتين "جزّار" وبأن الحرب في أوكرانيا "فشل إستراتيجي لروسيا". 

وسُئل ماكرون عن هذه التصريحات، فقال: "نريد وقف الحرب التي بدأتها روسيا في أوكرانيا بدون الدخول في حرب. هذا هو الهدف (..) وإذا أردنا القيام بذلك، فيجب ألّا نُصعّد لا الكلام ولا الأفعال".

ولفت ماكرون إلى أنه سيتحدث مع بوتين "غدًا أو بعد غد" لتنظيم عملية إجلاء لسكان مدينة ماريوبول المحاصرة والواقعة في جنوب شرق أوكرانيا، والتي تتعرّض لقصف منذ أسابيع.

وقُتل أكثر من ألفَي مدني في ماريوبول، بحسب بلدية المدينة الساحلية الإستراتيجية الواقعة على بحر آزوف. وقال زيلينسكي: إن نحو مئة ألف من سكان المدينة ما زالوا محاصرين فيها، وهم محرومون من كل احتياجاتهم.

استفتاء في "الأراضي المحتلة"

إلى ذلك، أكدت أوكرانيا اليوم الأحد أن إجراء روسيا لاستفتاء في "الأراضي الأوكرانية المحتلة" سيفتقر لأي أساس قانوني، وسيواجه ردًا قويًا من المجتمع الدولي مما يعمّق عزلة موسكو العالمية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو في بيان لوكالة "رويترز": "جميع عمليات الاستفتاء الوهمية في الأراضي المحتلة مؤقتًا باطلة ولاغية، ولن يكون لها أي شرعية قانونية.. في المقابل ستواجه روسيا ردًا أقوى من المجتمع الدولي، مما يزيد من عزلتها الدولية".

وكان زعيم منطقة لوغانسك الانفصالية في أوكرانيا ليونيد باسيشنك، قد أعلن اليوم الأحد أن منطقته قد تنظّم استفتاء على الانضمام إلى روسيا.

ونقلت وكالات إخبارية روسية عن باسشينك قوله: "أعتقد أن استفتاء سيجري في المستقبل القريب في أراضي الجمهورية (الانفصالية)، سيعبّر الناس خلاله.. عن رأيهم بشأن الانضمام إلى جمهورية روسيا الاتحادية".

وأضاف: "أنا متأكّد من أن هذا ما ستكون عليه الحال".

وأطلقت روسيا ما تصفه بـ"عملية عسكرية" في أوكرانيا أواخر فبراير/ شباط الماضي، مشيرة إلى أن الخطوة هدفها الدفاع عن "جمهوريتَي" دونيتسك ولوغانسك المعلنتَين من جانب واحد في شرق البلاد.

وقبل الهجوم بأيام، اعترف الرئيس الروسي باستقلال المنطقتين.

واعتبر أندريه كليشاس، رئيس لجنة التشريع الدستوري في مجلس الشيوخ الروسي، أن المناطق الانفصالية لها كامل الحق في تقرير مستقبلها.

وأكد لوكالة "ريا نوفوستي" أن "روسيا اعترفت بسيادة جمهوريتَي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين"، مضيفًا أن "سلطات هاتين الجمهوريتين لها الحق في اتخاذ أي قرارات تتماشى مع دساتيرها".

ولم تعد المنطقتان الصناعيتان، حيث تُعد الروسية اللغة الرئيسة، خاضعتين لسيطرة كييف عام 2014، وأسفرت المعارك التي تواصلت مدى السنوات التالية عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.

وعام 2014، ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم بعدما أطاحت انتفاضة شعبية في أوكرانيا بالرئيس الموالي لموسكو، وجرى استفتاء في المنطقة الواقعة جنوبي البلاد لتصبح جزءًا من روسيا.

الصليب الأحمر ينفي

من جهة أخرى، نفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بشكل قاطع قيامها بتسهيل عمليات الإجلاء القسري للمدنيين الأوكرانيين إلى روسيا. 

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان نشرته مساء السبت: إن "اللجنة الدولية لا تساعد أبدًا في تنظيم أو تنفيذ عمليات الإجلاء القسري. وهذا ينطبق أينما نعمل. ولن ندعم أبدًا عملية تتعارض مع إرادة الناس أو مع مبادئنا"، دون أن تحدد السبب الذي دفعها إلى هذا التوضيح.

وبحسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، يبدو أن اللجنة ترد على الاتهامات التي أوردها المحلل السياسي الأوكراني رومان روكوميدا في وسيلة الاعلام الإلكترونية "Euractiv" السبت.

واستنكر روكوميدا في مقال نشره على هذا الموقع "السلوك الغريب للجنة الصليب الأحمر ورئيسها، الذي أعلن قرار فتح مكتب في روستوف لمساعدة الإرهابيين الروس على ترحيل المواطنين الأوكرانيين بشكل غير قانوني".

ورأت اللجنة أن هذه المعلومات الكاذبة "يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأشخاص المتضررين من النزاع في أوكرانيا"، لافتة إلى أن المعلومات الكاذبة "تعرّض فرق الصليب الأحمر والمتطوّعين على الأرض للخطر، ويمكن أن تعيق وصولنا إلى الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة عاجلة". 

وأوضحت اللجنة أنها شاركت في عمليتَي "إجلاء لأشخاص في أوكرانيا تمت في سومي يومَي 15 و18 مارس، عندما سهلنا الخروج الطوعي للمدنيين من المدينة".

وأضافت: "في هاتين الحالتين، استقل الأشخاص طواعية حافلات نقلتهم إلى مدينة أخرى في أوكرانيا في لوبني"، الواقعة غرب سومي، بعيدًا عن الحدود الروسية.

ويُتهم الجيش الروسي بإرغام آلاف المدنيين الأوكرانيين الفارين، ولا سيما من مدينة ماريوبول المحاصرة، ومن القصف المتواصل لأسابيع، على التوجّه إلى روسيا. 

وأشارت ممثلة مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في أوكرانيا ماتيلدا بوغنر الجمعة، إلى أنها لم تتمكن بعد من التحقق من صحة هذه الاتهامات. 

وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير أخيرًا أوكرانيا وروسيا، في سعيه لتسهيل عمل منظمته ميدانيًا.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات