أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله اليوم الأربعاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يخشى من تدحرج الأمور إلى حرب، محذرًا من أن المقاومة ستقاتل دون ضوابط أو قواعد أو سقف إذا فرضت الحرب على لبنان.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل فلسطينية ولبنانية في لبنان، أبرزها حزب الله مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا، زادت حدته في الآونة الأخيرة.
"الجبهة اللبنانية قامت بدور كبير جدًا"
وفي كلمة خلال الاحتفال التأبيني للشهيد طالب سامي عبد الله "الحاج أبو طالب"، قال نصر الله: إن "الجبهة اللبنانية قامت بدور كبير في إلحاق الخسائر بالعدو (الإسرائيلي)".
وكان الاحتلال الإسرائيلي اغتال القيادي البارز بصفوف حزب الله أبو طالب، في غارة جوية شنتها مسيرة إسرائيلية على بلدة جويا جنوب لبنان الأسبوع الماضي.
وأضاف نصر الله: "منذ بداية طوفان الأقصى هناك ماكينة إعلامية وظيفتها التبخيس بجبهات الإسناد وما يجري في غزة"، مشيرًا إلى أن جزءًا من حرب العدو الإعلامية والنفسية عدم الاعتراف بقتلاه وخسائره بالمقابل الإعلام الحربي ينشر العمليات.
وشدد على أن حزب الله سيواصل إلحاق الخسائر البشرية والمادية والنفسية بالاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الاحتلال لا يعترف بخسائره في جبهة الشمال كي لا يمارس ضغوطًا على حكومة بنيامين نتنياهو الذي يعتبر أن أولويته القصوى الحرب على غزة.
وأكد نصر الله أن احتمال اقتحام الجليل شمال إسرائيل يبقى قائمًا في إطار أي حرب قد تفرض على لبنان.
وأضاف أن جيش الاحتلال لم يخل المواقع العسكرية على الحدود الجنوبية بشكل كامل خشية استيلاء حزب الله عليها واستهدافها.
وخلال كلمته، أشار الأمين العام لحزب الله إلى أن الجبهة اللبنانية عطلت الزراعة والصناعة والسياحة في الشمال (إسرائيل)، بالإضافة إلى تهجير المستوطنين، وهناك 42 مستوطنة تم إخلاؤها بشكل كامل.
وقال نصر الله: "لدينا عدد كبير من المسيّرات ونصنع في لبنان بعض الصواريخ التي نحتاجها في المعركة"، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الحزب لديه ما يزيد عن حاجته من القوة البشرية لخوض المعركة مع العدو.
وأضاف: "حصلنا على معلومات جديدة ودقيقة عن مواقع العدو على الحدود بفضل مسيّرة الهدهد".
وأمس الثلاثاء، نشر الإعلام الحربي في حزب الله مشاهد بعنوان، "ما رجع به الهدهد" التقطتها طائرة مسيّرة وتظهر مواقع عسكرية وبنى تحتية في شمال إسرائيل.
كما حذر نصر الله خلال كلمته الحكومة القبرصية من فتح مطاراتها لإسرائيل، ما يعني أنها أصبحت جزءًا من الحرب وسنتعاطى معها كذلك.
وأكد نصر الله أن جبهة الشمال، وبقية الجبهات حاضرة بقوة على طاولة التفاوض التي يراد من خلالها الوصول إلى نتائج محددة.
وأشار إلى أن الأساطيل الأميركية التي جاءت إلى البحر الأحمر وبحر العرب لمنع اليمنيين من استهداف السفن الإسرائيلية، ورغم كل إمكانياتها فقد عجزت عن حماية السفن الإسرائيلية أو المتوجهة إلى الكيان وهذا فشل كبير لأهم أسطولين بحريين في العالم.
ولفت إلى أن "العدو الإسرائيلي لعدم قدرته على خوض حرب في هذه الجبهات فقد تكفل البريطاني والأميركي بجبهة اليمن".
وتابع نصر الله أن "جبهة العراق تستنزف بدرجة كبيرة الدفاعات الجوية الإسرائيلية والدفاع الجوي في المنطقة، والعدو الإسرائيلي لا يعترف بما يصل من صواريخ ومسيرات".
إصابات جنوب لبنان جراء قصف إسرائيلي مكثف
ميدانيًا، كثف الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، قصفه على عدة مناطق جنوب لبنان ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات، وفق مصدر رسمي.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن "مسيرة إسرائيلية أغارت على سيارة في بلدة الوزاني، ونجا السائق من الموت، بعدما رمى بنفسه خارج السيارة".
وأشارت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي "كثف من غاراته، حيث استهدف مرتين متتاليتين وسط بلدة الخيام".
وأوضحت أن الطيران الحربي الإسرائيلي "أغار صباحًا على بلدة يارون في قضاء بنت جبيل، حيث أفيد عن وقوع إصابات".
ولاحقًا، أفادت الوكالة بأن "الطيران المسير الإسرائيلي نفذ عدوانًا جويًا استهدف حرج الراهب غرب بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل".
ولفتت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي "استهدف أحد المنازل في بلدة العديسة الحدودي، فيما تعرضت بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي".
وأشارت إلى أن مسيرة إسرائيلية "استهدفت بصاروخين ساحة بلدة ميس الجبل، في حين تجدد القصف المدفعي على بلدة الخيام".
وفي وقت سابق، قالت الوكالة: إن "الجيش الإسرائيلي أطلق رشقات نارية على بلدة كفركلا الحدودية من مرابضه في مستعمرة (مستوطنة) المطلة بالأسلحة الرشاشة".
وأكدت أن "المدفعية الإسرائيلية استهدفت البلدة (كفركلا) ومنطقة هورا بين كفركلا وديرميماس، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون".
استهداف كريات شمونة
من جهته، أعلن حزب الله في بيان أن عناصره "استهدفوا مقر قيادة اللواء الشرقي 769 التابع للفرقة 91 في ثكنة كريات شمونة (شمال)، بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية".
وذكر أن ذلك يأتي "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت بلدتي يارون والخيام".
وسبق أن أعلن الحزب في بيان اليوم، أن عناصره "شنوا هجومًا جويًا بسرب مسيرات انقضاضية، استهدف تموضع جنود العدو وانتشارهم داخل مستعمرة المطلة، وحققوا فيهم إصابات مؤكدة".
من ناحيته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "متابعة للإنذارات في الساعة الأخيرة في منطقة كريات شمونة تم رصد إطلاق نحو 15 قذيفة صاروخية من لبنان نحو المنطقة حيث تم اعتراض بعضها دون وقوع إصابات".
وأضاف: "لقد قصف جيش بالمدفعية مصادر النيران".
وكانت إذاعة الجيش أشارت إلى "تضرر مبنى بالمنطقة الصناعية في بلدة كريات شمونة"، فيما قالت صحيفة "هآرتس" إن حرائق اندلعت في المنطقة نتيجة سقوط صواريخ.
من جهة ثانية قال الجيش الإسرائيلي إن "الدفاعات الجوية اعترضت بنجاح هدفًا جويًا مشبوهًا فوق المجال الجوي اللبناني حيث لم يخترق الأراضي الإسرائيلية".
وذكر الجيش الإسرائيلي أن "طائرات حربية لسلاح الجو أغارت على مبنى عسكري لحزب الله في منطقة صور وبنية معادية للتنظيم في منطقة الخيام في جنوب لبنان".
إلى ذلك، أعلن حزب الله اليوم الأربعاء، استشهاد 4 من عناصره في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي جنوب لبنان.
ونعى الحزب في بيانين منفصلين "حسن محمد علي صعب (صادق) مواليد 1970 من بلدة يارون، وجهاد أحمد حايك (حيدر) مواليد 1999 من بلدة عدشيت في جنوب لبنان".
ولاحقًا نعى الحزب "حسن المجتبى يوسف أحمد (كيان) مواليد 1997 من بلدة رشاف وسكان بلدة عيتيت في جنوب لبنان".
وأوضح أن العناصر الثلاثة "ارتقوا شهداء على طريق القدس"، وهو تعبير يستخدمه للإشارة إلى شهدائه بنيران الجيش الإسرائيلي، دون تفاصيل.
وفي بيان رابع نعى الحزب "وهبي محمد إبراهيم (هادي) مواليد 1989 من بلدة كفركلا في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس" دون تفاصيل.