تترقب العاصمة اللبنانية بيروت، اليوم الخميس، زيارة المستشار الكبير في البيت الأبيض آموس هوكشتاين، التي تأتي في إطار الجهود الأميركية لتخفيف حدة التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل، وفق ما أفاد مسؤول أميركي لوكالة "رويترز".
وحلق الطيران الاستطلاعي الإسرائيلي بكثافة طيلة الليل الفائت وحتى صباح اليوم الخميس، فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل جنوب لبنان.
وواصل جيش الاحتلال إطلاق القذائف الحارقة لإشعال النار في الاحراج المتاخمة للخط الأزرق في أطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب وعيتا الشعب وجبل اللبونة، بالإضافة إلى إطلاق القنابل الضوئية فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط.
وكانت مدفعية الاحتلال قصفت مساء أمس الأربعاء محيط بلدة طيرحرفا والجبين بقذائف المدفعية الثقيلة، ومحيط بلدة رميش في القطاع الأوسط، كما أطلق الجيش الإسرائيلي نيران رشاشاته الثقيلة باتجاه قريتي رميش، وعيتا الشعب تخوفًا من أي عمليات تسلل.
مخاوف من الحرب
وتخشى واشنطن من امتداد الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة إلى أنحاء المنطقة، وسط التوتر الأمني الذي تصاعد مع ذلك العدوان مع شن كل من حزب الله اللبناني، وجماعة الحوثي في اليمن، وفصائل عراقية هجمات تضامنية مع القطاع الذي يشهد عدوانًا منذ أكثر من 3 أشهر.
ويتبادل حزب الله اللبناني إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي عبر الحدود الجنوبية للبلاد، منذ أن بدأت إسرائيل عدوانها، في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الأمر الذي أدى لنزوح عشرات الآلاف من المدنيين على الجانبين من المناطق الحدودية المتاخمة.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي لمسؤول كبير في الأمم المتحدة يوم الثلاثاء: إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات لتحقيق استقرار طويل الأمد على حدودها الجنوبية.
وطرح هوكشتاين، مبعوث الطاقة الأميركي، العام الماضي إمكانية إجراء محادثات حول ترسيم الحدود البرية بين إسرائيل ولبنان بعد أن توسط في اتفاق عام 2022 لترسيم الحدود البحرية بين الجانبين.
تهديدات جدية
وكان مراسل "العربي" أحمد دراوشة قد أفاد قبل أيام بأن الحديث يدور عن عملية محتملة لجيش الاحتلال ضد لبنان في الربيع المقبل، وفق تقديرات لصحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأضاف دراوشة أن تل أبيب تعتقد أن فرص التوصل إلى اتفاق دبلوماسي تتراجع، وأن حزب الله سيرفض العرض الذي يأتي به المستشار الأميركي آموس هوكشتاين لترسيم الحدود البرية مع لبنان.
وزار هوكشتاين تل أبيب بعد يوم من اغتيال القائد البارز في حركة حماس صالح العاروري في بيروت، في مهمة لم يتم الإعلان عن جدول زمني لها، لكنّها تهدف إلى منع نشوب حرب بين إسرائيل ولبنان.
واستشهد أكثر من 130 مقاتلًا لحزب الله منذ بداية المعارك في جنوب لبنان، بينهم مسؤول ميداني كبير، فيما حذر الأمين العام للحزب حسن نصر الله خلال كلمة سابقة له، إسرائيل من شن حرب على لبنان، وتوعد بالمواجهة المفتوحة.
مساع داخلية
نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس أبو صعب، كان قد التقى هوكشتاين في العاصمة الإيطالية روما، وفق ما أعلن أمس خلال لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وقال أبو صعب للصحفيين: "نأمل أن تؤسس زيارة هوكشتاين لخطوة الى الأمام لتحقيق الاستقرار المطلوب للبنان" .
وأضاف:" إن الاهمام من قبل الإدارة الأميركية وحتى المطالب عند العدو الإسرائيلي، هي وضع الاستقرار في منطقة الجنوب وشمال أراضي الفلسطينية المحتلة من أجل عودة المستوطنين الى مستوطناتهم، والكلام الذي نسمعه من العدو الإسرائيلي عن تهديد بالحرب التي يريدونها كما يزعمون هي من أجل إعادة المستوطنين".
وأوضح بأن الحرب لا "تعيد المستوطنين إلى مستوطناتهم بل تجعلهم يهجرون أكثر إلى أبعد من المستوطنات التي يوجدون فيها، لا بل يمكن لهذا الموضوع أن يمتد ليس لأشهر إنما لسنوات، الحرب ليست هي الحل".
وقال: "إذا كان الهدف إعادة المستوطنين إلى مستوطناتهم فنحن أيضًا لدينا هدف هو إعادة سكان القرى اللبنانية الحدودية إلى قراهم ومزارعهم".
أبو صعب أكد أن الحل هو في "الأطر الدبلوماسية والجهد الدبلوماسي ولا أحد يستطيع التوصل إلى حل آخر، ومن يتوهم أن الحرب يمكن أن تحل "شغلة" كهذه طبعا حساباته خاطئة".
