أصبح المرض الفيروسي جدري القرود سريعًا مصدر قلق للأشخاص الذين ما زالوا مرهقين من جائحة كوفيد-19.
وجعلت الحالات الأخيرة من جدري القرود التي سجلت في عدد من دول العالم الباحثين في كندا ومناطق أخرى في العالم، يحاولون معرفة مدى انتشار الفيروس.
وكانت وكالة الأمن الصحية في المملكة المتحدة أول من أبلغ علنًا عن حالة في 7 مايو/ أيار الجاري لشخص سافر إلى المملكة المتحدة من نيجيريا.
وبحسب مسؤولي الصحة في جميع أنحاء العالم، يبدو أن المرض ينتشر بين الأشخاص الذين لم يسافروا إلى إفريقيا أيضًا، ومع ذلك فهم يؤكدون أن المخاطر على عامة السكان منخفضة، حيث تم تحديد حالة واحدة في الولايات المتحدة حتى الآن وتم الإبلاغ عن عدد قليل من الحالات الأخرى في كندا والمملكة المتحدة والعديد من الدول الأوربية.
وينشأ فيروس جدري القرود عند الحيوانات البرية مثل القوارض، وينتقل أحيانًا إلى البشر، ويتطلب انتقاله من إنسان لآخر اتصالًا جسديًا وثيقًا.
ويحاول الباحثون بشكل مكثف التأكد مما إذا كان الانتقال يحدث من خلال الاتصال بين الجلد التالف أو المصاب وإفرازات الجدري.
وتم التعرف على المرض لأول مرة من قبل العلماء عام 1958، عندما كان هناك تفش لمرض يشبه الجدري، وكانت أول إصابة بشرية معروفة عام 1970 لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات في منطقة نائية من الكونغو.
فيروس غير تنفسي
وفي هذا الإطار، أكد المستشار في الأمراض المعدية الطبيب ضرار البلعاوي أن لا ضرورة للقلق من فيروس جدري القردة، لأنه من عائلة فيروسات الجدري التي تصيب الإنسان.
وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن ما يطمئن الناس أكثر أن جدري القرود ليس فيروسًا تنفسيًا، ولا يمكنه أن ينتقل إلى أكثر من شخص في ذات الوقت مثل كوفيد-19 أو الأنفلونزا، مستبعدًا أن يتفشى هذا الفيروس ويصبح جائحة كما حصل في كورونا.
وأوضح البلعاوي أن القرد ليس المسبب الوحيد لهذا الفيروس، وأن تسمية المرض جاءت نتيجة اكتشاف الفيروس في أحد مختبرات الدنمارك خلال تجربة على القرود، مشيرًا إلى الحواضن البيولوجية لهذا الفيروس هي القوارض.
وبين أن طريقة العدوى تكمن في الانتشار المباشر اللصيق، بين الحيوان المصابة والإنسان، مضيفًا أن هناك انتقالًا ثانويًا وضعيفًا من فرد لآخر، ويتطلب اتصالًا لصيقًا بين الشخص المصاب والسليم.
ولفت البلعاوي إلى أن أعراض جدري القروض، تبدأ بحمى، وصداع وآلام في الظهر، لكنها ليست دقيقة بما تكفي لتشخيص المرض، مشيرًا إلى أن هذا المرض ينتهي بانتفاخ الغدد اللمفاوية في الرقبة وتحت الإبط، وظهور البثور على اليدين والوجه.
ونصح كل من يلاحظ ظهور بثور على جسده بضرورة مراجعة المستشفى لمعرف السبب.
أما بالنسبة لعلاج جدري القرود، لفت البلعاوي إلى أنه لا يوجد علاج خاص لهذا المرض، لكن يمكن معالجته عن طريق لقاح الجدري البشري، مشددًا على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية كغسل اليدين والبعد عن الحيوانات الموبوءة.