قُتل شخص وأصيب أربعة آخرون على الأقل جراء غارات بطائرات مسيّرة روسية استهدفت العاصمة الأوكرانية، في ثالث ليلة على التوالي تتعرض فيها كييف لهجمات حيث سُمع دوي انفجارات في جميع أنحائها، حسبما أعلنت السلطات الأوكرانية الخميس.
وتتواصل تلك الغارات بينما تعهّدت مجموعة السبع في فيلنيوس، أمس الأربعاء، بتقديم دعم عسكري "طويل الأمد" لأوكرانيا لمساعدتها على صدّ الهجوم الروسي ومنع موسكو من الاعتداء عليها في المستقبل، في خطوة رأت كييف أنّها تقرّبها من الانضمام لحلف شمال الأطلسي بعد انتهاء الحرب ولا تمثّل بأيّ حال بديلًا عن هذه العضوية.
هجوم مكثف بالمسيّرات
وقالت الإدارة العسكرية في كييف على تطبيق تيليغرام: "الليلة وقع هجوم مكثف بواسطة طائرات مسيّرة إيرانية الصنع".
وأضافت أن طائرات "شاهد" الإيرانية المتفجرة "دخلت العاصمة من اتجاهات مختلفة"، وجرى إسقاط "نحو عشر طائرات" في المجال الجوي للمدينة.
وتابعت أنه تم الإبلاغ عن سقوط حطام في خمس مناطق، مشيرة إلى أن امرأة تبلغ 19 عامًا ورجلًا يبلغ 23 عامًا نقلا إلى المستشفى بسبب إصابتهما بشظايا.
من جهته، أكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن خدمات الطوارئ استجابت لمكالمات من مناطق سولوميانسكي وشيفتشينكيفسكي وبوديلسكي ودارنيتسكي في أعقاب وقوع "انفجارات في العاصمة".
وأضاف على تيليغرام: "في منطقة بوديلسكي، وخلال عمل رجال الإطفاء على إخماد النيران في مبنى سكني، عثر على جثة شخص واحد".
وأشار كليتشكو إلى أن شخصين آخرين عولجا في موقع القصف في منطقة شيفتشينكيفسكي.
ولفت إلى أن الحرائق اندلعت في مبنى في منطقة شيفتشينكيفسكي وآخر في منطقة بوديلسكي، مضيفًا أن خدمات الطوارئ موجودة في الموقعين.
وأظهرت صورة نُشرت على الحساب الرسمي للإدارة العسكرية في كييف على تيليغرام، غرفة في مبنى مرتفع دُمر جزء من جدارها في منطقة دارنيتسكي.
وحذر سلاح الجو الأوكراني في بيان أن التهديد بتعرض المدن للقصف بطائرات مسيّرة روسية لا يزال قائمًا.
بريطانيا ليست "متجر أمازون أسلحة" لأوكرانيا
على صعيد آخر، أثار وزير الدفاع البريطاني بن والاس الجدل أمس الأربعاء، عندما بدرت منه ملاحظة لا تتوافق مع العلاقة المتناغمة بين كييف ولندن، وذلك حين طالب أوكرانيا بإظهار المزيد من الامتنان لحلفائها، مشيرًا إلى أن بلاده ليست "متجر أمازون" لإمدادات الأسلحة.
وسارع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إلى استبعاد أي إيحاء بأن لندن منزعجة من الضغوط الشديدة التي مارسها الرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال قمة حلف شمال الأطلسي في فيلينيوس للحصول على مزيد من الأسلحة.
كما أن زيلينسكي نفسه نفى وجود أي توتر في العلاقة بين الحليفين.
مجموعة السبع تكشف عن تعهدات عسكرية "طويلة المدى" لـ #أوكرانيا في مواجهة #موسكو#العربي_اليوم تقرير: أدهم مناصرة pic.twitter.com/GKsuN0dm8T
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 13, 2023
ولكن على خلفية الإحباط الأوكراني من عدم وضع قمة حلف شمال الأطلسي أي جدول زمني واضح لأوكرانيا للانضمام إلى الحلف، نجم عن تعليقات والاس العديد من العناوين المحرجة التي تشير إلى وجود خلافات.
وقال والاس لوسائل الإعلام البريطانية على هامش قمة الأطلسي في فيلنيوس: "هناك كلمة تحذيرية خفيفة هي، سواء أحببنا ذلك أم لا، أن الناس تريد أن ترى الامتنان".
وأضاف: "في بعض الأحيان أنت تحاول حض بلدان للتخلي عن مخزونها الخاص. ونعم، إنها حرب نبيلة، ونعم، نرى أنكم تخوضونها ليس فقط لأنفسكم ولكن أيضًا لحرياتنا".
ولفت والاس إلى أنه قال للمسؤولين في كييف بعدما تلقى منهم قائمة بطلبات أسلحة العام الماضي، "أنا لست متجر أمازون".
وعندما سئل سوناك عن تصريحات والاس، أجاب أن زيلينسكي، "أعرب عن امتنانه لما قمنا به في مناسبات عدة".
وأضاف للصحافيين في فيلنيوس: "ليس أقله في خطابه المؤثر بشكل كبير أمام البرلمان في وقت سابق هذا العام، وقد قام بذلك مرة أخرى معي، كما فعل مرات عديدة عندما كنت ألتقيه".
أما زيلينسكي فرد بنبرة غاضبة على استفسارات الصحافيين حول الأمر خلال مؤتمره الصحافي في فيلنيوس قائلًا: "أعتقد أننا كنا دائمًا ممتنين للمملكة المتحدة"، شاكرًا الشعب البريطاني على دعمه وحكومته على التعاون الوثيق.
ثم التفت إلى وزير دفاعه أوليكسي ريزنيكوف وسأله عما إذا كان لديه مشكلة مع والاس، وعندما نفى هذا الأخير ذلك أردف زيلينسكي: "لماذا لا تقدم له إذًا كلمات الامتنان؟ (...) هذا رائع. أرجوك إذًا، عليك الاتصال به اليوم".
وتعهّد قادة دول مجموعة السبع في اليوم الثاني لقمة حلف شمال الأطلسي في فيلنيوس الأربعاء بتقديم دعم عسكري "طويل الأمد" لأوكرانيا لمساعدتها على صد الهجوم الروسي ومنع موسكو من الاعتداء عليها في المستقبل.
ورحب زيلينسكي بالضمانات الأمنية، لكنه لم يخف حقيقة أنه كان يفضل موافقة الحلف على ضم أوكرانيا.