الجمعة 13 Sep / September 2024

جدل بشأن ذخائر أميركية خارقة.. روسيا تدمر زوارق أوكرانية مسيّرة في القرم

جدل بشأن ذخائر أميركية خارقة.. روسيا تدمر زوارق أوكرانية مسيّرة في القرم

شارك القصة

نافذة تحليلية سابقة لـ"العربي" حول تزايد استخدام المسيّرات الأوكرانية في شن هجمات ضد روسيا (الصورة: رويترز)
للمرة الأولى، تعتزم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إرسال ذخائر تحتوي على اليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".

بعد تحوله إلى ساحة توتر ثانية منذ أكثر شهر، أعلنت روسيا تدمير ثلاثة زوارق أوكرانيّة في البحر الأسود ليل الجمعة السبت قالت إنّها حاولت مهاجمة جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بباقي أراضي روسيا.

وذكرت وزارة الدفاع الروسيّة عبر تلغرام أنّه "في 2 سبتمبر/ أيلول، عند نحو الساعة 2:20 بتوقيت موسكو (23:20 بتوقيت غرينتش الجمعة)، دُمّر في البحر الأسود الزورق الأوكراني المُسيّر الثالث شبه الغاطس الذي أرسله نظام كييف لتنفيذ هجوم إرهابي على جسر القرم".

جسر القرم الإستراتيجي

وهذا أحدث هجوم منذ 12 أغسطس/ آب الفائت، حينما أعلنت الدفاعات الجوّية الروسيّة صد هجوم صاروخي فوق جسر القرم الإستراتيجي في مضيق كيرتش.

وجسر القرم الذي أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتشييده بعد ضمّ شبه جزيرة القرم 2014، استُهدف مرارًا بهجمات أوكرانيّة.

ويشكل الجسر بنية تحتيّة مهمّة مدنيًا وعسكريًا تربط روسيا بشبه الجزيرة، ويطلق عليه الروس اسم "مشروع القرن"، وقد قاد الرئيس فلاديمير بوتين بنفسه شاحنة خلال افتتاحه عام 2018 بتكلفة تزيد عن 3 مليارات دولار.

ويعتبر جسر القرم أطول جسر في أوروبا، ويبلغ طوله قرابة 17 كيلومترًا، كما يبلغ ارتفاعه نحو 35 مترًا عند قوسه المركزي، وهو يضمّ خطًا لسير السيارات والشاحنات، وخطًا آخر للسكك الحديدية.

ونظرًا لأهميته الكبيرة بالنسبة لموسكو، أنشأت روسيا عام 2019 درعًا أمنيًا فوقه يصعب اختراقه. كما نشرت منظومة نظام دفاع جوي قوية لحمايته.

لكن رغم ذلك، فقد تسبّب هجوم في يوليو/ تموز الماضي بأضرار كبيرة في الجزء الذي تسلكه السيّارات من الجسر الذي يُستخدم أيضًا في نقل معدّات عسكريّة إلى الجيش الروسي الذي يُقاتل في أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

اليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا

في غضون ذلك، أشارت وثيقة أطلعت عليها وكالة "رويترز"، وأكد محتواها مسؤولان أميركيان بشكل منفصل، إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن سترسل لأول مرة ذخائر خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المستنفد إلى أوكرانيا، التي يجتهد الغرب بمدها بالسلاح لصد الهجوم الروسي المتواصل منذ 19 شهرًا.

وبإمكان القذائف من هذا النوع المساعدة في تدمير الدبابات الروسية، وهي جزء من حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف من المقرر الكشف عنها الأسبوع المقبل.

ويمكن إطلاق الذخائر من دبابات "أبرامز" الأميركية التي قال مصدر مطلع، إن من المتوقع تسليمها لأوكرانيا خلال أسابيع.

وشكل الدعم الأميركي ومن أوروبا بيضة القبان في قلب موازين المعارك في أوكرانيا، ومنع موسكو من تحقيق أهداف العملية العسكرية ضد جارتها.

إذ تلتزم واشنطن بتقديم مساعدات عسكرية لكييف منذ بدأت روسيا هجومها، وقد قدّمت إلى الآن دعمًا بعشرات مليارات الدولارات.

والثلاثاء المنصرم، أعلنت واشنطن عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا تتضمّن معدّات لإزالة الألغام والعوائق.

وتواجه قوات كييف صعوبات في تحقيق مكاسب كبيرة في هجومها المضادّ الذي أطلقته هذا الصيف، والذي يصطدم بدفاعات روسية صلبة قوامها خصوصًا ألغام وخنادق وعوائق للدبّابات.

وقال أحد المسؤولين الأميركيين الإثنين إن حزمة المساعدات الجديدة ستتراوح قيمتها بين 240 مليون دولار و375 مليون دولار بحسب محتواها.

وأضاف المسؤولان أن قيمة ومحتوى الحزمة لم تتحدد بشكل نهائي بعد.

جدل حول الشحنة الأميركية

وعلى الرغم من أن بريطانيا أرسلت قذائف تحتوي على يورانيوم مستنفد في وقت سابق هذا العام، فإن هذه ستكون أول شحنة ترسلها الولايات المتحدة من تلك القذائف، ومن المرجح أن تثير الجدل.

ويأتي ذلك في أعقاب قرار سابق لإدارة بايدن بمد أوكرانيا بقذائف عنقودية على الرغم من المخاوف من تأثير هذه الأسلحة على المدنيين.

ويثير استخدام قذائف اليورانيوم المستنفد جدلًا كبيرًا، إذ يقول المعارضون، مثل التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم، إن هناك مخاطر صحية جسيمة من ابتلاع أو استنشاق غبار اليورانيوم المستنفد تشمل السرطان وتشوه المواليد.

واليورانيوم المستنفد هو ناتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم ويستخدم في القذائف، لأن كثافته الشديدة تمنح القذائف القدرة على اختراق طبقات الدروع بسهولة والاشتعال الذاتي مثيرة سحابة حارقة من الغبار والمعادن.

واستخدمت الولايات المتحدة اليورانيوم المستنفد بكميات ضخمة في 1990 و2003 خلال حربي الخليج والعراق وأثناء قصف حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا السابقة في 1999.

وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إن الدراسات التي أجريت في يوغوسلافيا السابقة والكويت والعراق ولبنان "تشير إلى أن وجود بقايا يورانيوم مستنفد منتشرة في البيئة لا يشكل خطرًا إشعاعيًا على سكان المناطق المتضررة".

ومع ذلك قد يزيد وجود المواد المشعة من صعوبة مهمة تنظيف أراضي أوكرانيا بعد الحرب.

وتتناثر في أجزاء من البلاد بالفعل قذائف غير منفجرة من القنابل العنقودية وغيرها من الذخائر ومئات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
Close