جرحى واعتقالات في الضفة.. تحذير أممي لإسرائيل ووفد أوروبي يزور ترمسعيا

حذّر المفوض الأممي السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك من أن الوضع في الضفة الغربية المحتلة "قد يخرج عن السيطرة"، مع تواصل اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على قرى وبلدات مختلفة.

يأتي ذلك، في حين زار وفد أوروبي قرية ترمسعيا شمال رام الله، وندّد باعتداءات المستوطنين على الأهالي.

 وقال تورك إنّ "استخدام إسرائيل المفرط للأسلحة يُهدّد بخروج الوضع الأمني عن السيطرة، ومن شأنه أن يدفع الإسرائيليين والفلسطينين إلى الهاوية"، داعيًا إلى إنهاء العنف فورًا.

وشدّد تورك على ضرورة أن تقوم إسرائيل بإعادة ضبط سياستها على وجه السرعة بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان، والالتزام بالقانون الدولي، وإجراء تحقيق فعّال حول انتهاكاتها في الضفة الغربية.

وفي السياق ذاته، زار وفد من الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، قرية ترمسعيا في جولة تفقدية عقب اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

جرحى ومعتقلون

واليوم الجمعة، أُصيب فلسطينيان بالرصاص الحي، واعتُقل أربعة آخرون، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت المنطقة الشرقية من مدينة نابلس.

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أنّ مواطنين أصيبا بالرصاص الحي، أحدهما في الرقبة والكتف، والآخر في الخاصرة، نقلا على إثرها إلى المستشفى، كما أصيب عشرات المواطنين بالاختناق نتيجة استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت في مخيم عسكر شرق نابلس.

كما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة مواطنين خلال اقتحامها شرق المدينة بعد تفتيش منازلهم، وهم: الأسير المحرّر عامر المصري، والأسير المحرّر عبد الله بشكار من منطقة المساكن الشعبية، ومحمد هشام سعد، والأسير المحرّر رضوان القطناني من مخيم عسكر، كما فتشت عددًا آخر من منازل المواطنين في المنطقة.

وفي محافظة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، أربعة مواطنين من بلدتي بيت أمر، ودورا، بعد تفتيش منازل ذويهم.

كما داهمت قوات الاحتلال بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، وفتّشت منزل الأسير إسماعيل عبد الهادي مسالمة.

بينما اعتدت مجموعة من المستوطنين على مركبات المواطنين في منطقة الفحص جنوب الخليل، ما تسبب بأضرار في عدد منها.

اقتحام جنين

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، مدينة جنين، وبلدتي يعبد وكفر دان.

وذكرت مصادر أمنية أنّ قوات الاحتلال اقتحمت المدينة وداهمت عدة أحياء فيها، وأغلقت شارع جنين- حيفا، ما أدى لاندلاع مواجهات، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت.

كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي يعبد وكفر دان، وشنت حملات تفتيش دون أن يبلغ عن اعتقالات. فيما كثفت من تواجدها العسكري في محيط قرى وبلدات المحافظة، بالتزامن مع تحليق طائرات دون طيار في الأجواء.

استهداف الأطفال الفلسطينيين وانتقادات لغوتيريش

إلى ذلك، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قلقه العميق إزاء عدد الأطفال الذين قتلوا وشوهوا على أيدي القوات الإسرائيلية خلال الأعمال العدائية في الأراضي الفلسطينية.

وأشار التقرير إلى استشهاد 42 طفلًا على أيدي القوات الإسرائيلية خلال عام 2022.

ودعا غوتيريش، في تقريره السنوي الذي قدّمه لمجلس الأمن الدولي بشأن الأطفال في مناطق النزاعات، إسرائيل إلى التقيّد بموجبات القانون الدولي الإنساني وحثّها على متابعة المساءلة عن الانتهاكات المرتكبة من قبلها ضد الأطفال.

إلا أنّ المسؤولة في منظمة "هيومن رايتس ووتش" جو بيكر ندّدت بعدم إدراج إسرائيل في "قائمة العار" الصادرة عن الأمم المتحدة المتعلقة بانتهاك حقوق الأطفال في النزاع.

وقالت بيكر إنّ "إحجام" الأمين العام للأمم المتحدة عن "تحميل إسرائيل المسؤولية عن انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الأطفال قد أدى إلى نتائج عكسية، فقد شجّع القوات الإسرائيلية على استخدام القوة المميتة ضد الأطفال الفلسطينيين".

بدوره، قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور: "أعتقد أن الأمين العام ارتكب خطأ كبيرًا بعدم إدراج هذه الحكومة الإسرائيلية".

والعام الماضي، حذّرت الأمم المتحدة من أن إسرائيل ستُدرج على القائمة إذا لم يلاحظ أي تحسن في سلوكها.